أسرار التفاهم بين المرأة ومديرها

نشر في 21-04-2012 | 00:01
آخر تحديث 21-04-2012 | 00:01
من قال إنّ مديرك رجل مثالي؟ في عالم المثاليات، قد يكون مديرك رجلاً موضوعياً لا يحكم إلا على عملك وقدرتك على تولّي المهام المُسنَدة إليك. لكنه في الواقع رجل، يحكم على مظهرك الخارجي، وثيابك، وتسريحتك، وعلى عمرك حتى. بالتأكيد لا يروق له أن تزعجيه بمسائل حياتك الشخصية.

يشهد هذا العصر اجتياحاً كاسحاً للمرأة في سوق العمل، وقد أدت هذه الظاهرة دوراً محورياً لصالح حرية المرأة التي تشكّل الاستقلالية المادية أحد أركانها الرئيسة. غير أنّ حياة المرأة المهنية لا تخلو من العقبات والصعوبات، ولا شكّ أنّ علاقتها المهنية بالرجل تُعتبَر إحدى أهمّ المعضلات التي تواجهها في عملها، فلا تكون هذه العلاقة دائماً بتلك البساطة، لا سيما بوجود التراتبية.

لا بد لكل امرأة عاملة أن تدرك مدى أهمية التفاهم مع مديرها، ذلك لمصلحتها الشخصية قبل كل شيء. فالمشاكل في العمل تؤدّي إلى توتّر العلاقات، وغالباً ما ينشأ هذا التوتر بين الزملاء بسبب المنافسة، إلا أنّ التوتّر في العلاقة بين المرأة العاملة ومديرها قد يجعل من مكان العمل مساحة لا تُطاق. فوحده مديرك قادر على تحويل حياتك المهنية جنّةً أو جحيماً.

من هذا المنطلق، العلاقة الجيدة مع مديرك هي الباب الرئيس إلى حياة مهنية طبيعية. ففي هذه الدائرة، هو صاحب القرار في ما يخصّ زيادة راتبك وترقيتك، وغيرها من أمور عملية وضرورية لا تتطلّب منك سوى قليل من الوعي والذكاء.

مشاكل شائعة

العمر والخبرة

غالباً ما تنشأ هذه المشكلة عندما تفوق المرأة العاملة مديرها عمراً وخبرةً... في هذه الحالة، يسعى المدير إلى فرض نفسه بالقوة، من دون أن يحاول فهم المرأة العاملة، فتشعر أنها مغبونة في منصبها، وتدرك يوماً بعد يوم أن خبرتها المهنية تفوق خبرة مديرها الذي يتقاضى أجراً، بطبيعة الحال، أعلى من أجرها.

الراتب

نصادف هذه المشكلة كثيراً، وهي تتركّز في فترة الجردة السنوية أو فترة مراجعة الرواتب. فمن الممكن أن تتأثّر علاقة المرأة العاملة بمديرها سلباً إذا شعرت أنها لا تتقاضى الأجر الذي تستحقه لقاء جهودها والمهام التي تتولاها. في هذه الحالة، على المرأة التسلّح بحجج واضحة ومقنعة تقدّمها إلى مديرها الذي يتعيّن عليه هو أيضاً تبرير قراراته. لا شك في أنّ مناقشة هذه المواضيع مع المدير ليس أمراً سهلاً، لا سيما حين يتعلّق الأمر بطلب ترقية. فالتفاوض يتطلّب صبراً وذكاءً، وقليلات هنّ النساء العاملات اللواتي يتقبّلن الرفض برحابة صبر في مثل هذه الحالات.

تعارض الشخصيات

إنها على الأرجح المشكلة الأكثر تعقيداً، إذ أنّه من النادر جداً أن يقدّم المدير في هذه الحالة أي تنازلات. فبالنسبة إليه، تكمن المشكلة في المرأة العاملة التي لا تستطيع فهمه، فيُشعرها أنه لم يخترها بملء إرادته أو أنها فُرِضَت عليه، وهذا الشعور كافٍ لإضفاء التوتر على أجواء العمل التي يصعب تحمّلها يوماً بعد يوم.

نصائح وإرشادات

1- الوضوح في التعبير

لا تتردّدي في التعبير عن أي أمر يزعجك أو عن وجهة نظرك في ما يتعلّق بالعمل. فقد يكون الأمر ناتجاً في بعض الأحيان من سوء تفاهم، لذا من الأفضل مناقشة الأمور في حينها وعدم تأجيلها، لأنّ الرجوع إليها قد يكون أصعب. إلا أنّه ليس من السهل فعل ذلك، لا سيما في بداية مسيرتك المهنية نظراً إلى افتقارك إلى الخبرة.

2- ضبط الانفعالات

المرأة بطبيعتها حسّاسة وعاطفية، ولا تقوى على إخفاء انفعالها إزاء بعض المواقف التي قد تواجهها سواء في العمل أو في الحياة العادية. وقد يكون هذا الانفعال مزعجاً، لا سيما حين يترافق مع علامات جسدية كاحمرار الوجه أو التعرّق. لكن ثمة طرق قد تساعد على تمالك النفس مثل تمارين التنفّس أو التمرّن على ما ستقولينه مسبقاً.

3- طريقة الحوار

عندما تتوتّر العلاقة بينك وبين مديرك، من الأفضل أن تجدي الطريقة الأنسب للحوار. تكمن القواعد الأساسية لإجراء حوار بناء وفاعل في اختيار الوقت المناسب، وتفادي الكلمات الجارحة وتوخّي الوضوح في التعبير. ولا يكون الحوار مع مديرك دائماً بهذه السهولة، فبعض المدراء لا يترك أساساً مجالاً للحوار.

4- التفاوض بشأن الراتب

لا شك في أنّ المسائل المادية حساسة جداً، ويصعب في كثير من الأحيان التطرّق إليها. لكنّ راتبك مسألة أساسية بالنسبة إليك فهو يحدّد طريقة عيشك، ومستوى رفاهيتك... لذا من المهم جداً أن تعرفي متى وكيف تتطرّقين إلى هذا الموضوع بشكل ذكي ومقنع، من دون أن تُشعري مديرك أنك تستخدمين هذه المسألة وسيلة ضغط.

5- عدم التأجيل

لا تؤجلي النقاش في المسائل المهمة إلى الغد، ولا تدعي همومك المهنية تتراكم! تذكري أن تأجيلك وتأخرك في إفصاحك عن مشاكل كان من الممكن حلّها في وقت سابق قد يوتّر علاقتك بمديرك، وهذا أمرٌ أنتِ بغنى عنه!

6- الحفاظ على الخصوصية

من المحتّم أن يكون مديرك على علم ببعض تفاصيل حياتك الخاصة الواردة في ملفّ الموظفين، مثل حالتك الزوجية، أو إذا كان عندك أولاد، أو مكان وتاريخ ولادتك... لكن ليس من شأنه أن يعرف مشاريعك في أيام العطل، أو قصصك العاطفية... فاحرصي دائماً على الفصل بين حياتك المهنية وحياتك الخاصة! هذا لا يعني أنه من الخطأ مشاركة بعض الأمور مع مديرك أو إضفاء الثقة على علاقتكما. لكنّ الحذر واجب، ومن الأفضل دائماً أن تكون علاقتكما مهنية إلى أبعد حدود.

تبقى القاعدة الذهبية للحفاظ على علاقة سليمة بين المرأة العاملة ومديرها هي البقاء على مسافة معيّنة وعدم تخطيها، أكان من جهة المرأة العاملة أم من جهة المدير.

3 حيل لتكوني الأذكى

1- أعيدي ترتيب مكتبك قبل العودة إلى البيت

إعادة كل شيء الى مكانه هو أيضًا طريقة لترتيب الأمور في ذهنك والعودة الى البيت مساء مرتاحة الذهن. هذا ما تقوم به إحدى الموظفات في أحد المواقع الإلكترونية كل مساء، حيث أنها تعكف على تدوين كل مواعيد العمل وأرقام الهاتف المكتوبة بعجلة على أوراق متفرقة خلال النهار في مفكرة. ثم تضع الملفات المطبوعة في مكانها الصحيح، أي في محفظة يختلف لونها باختلاف الموضوع. كذلك تضع الكتب التي لن تحتاج إليها قريبًا في خزانة خاصة، وتبقي الأشياء التي تستخدمها بشكل مستمر في متناول اليد، وتقوم بوضع كل الأشياء الأخرى في درج.

عليك، ما إن تنتهي من تطبيق هذه النصائح، أن تضعي جدولاً بالمهمات التي سيكون عليك الاضطلاع بها في الغد مع تحديد قائمة بالأولويات. ستتمكنين بهذه الطريقة من استئناف العمل بسلاسة وسرعة.

2- استفيدي من هواياتك في عملك

غالبًا ما يقال لسماح، وهي مستشارة إدارية في إحدى الشركات المهمة، إن عروض الشرائح التي تقوم بتحضيرها هي الأفضل والأجمل، لدرجة أنها أصبحت معروفة لدى زملائها وزبائنها بحسها الفني العالي. لقد ساعدها شغفها بالرسم والتصوير في أن تستغل حسها الجمالي في أداء عملها الذي يتسم بالصرامة.

تقول سماح: «حين أكون بصدد تحضير عرض شرائح باوربوينت، استخدم فأرة الكومبيوتر وكأنها ريشة رسم وأفكر بصيغة الصور والألوان!». هي تنجح دومًا في تحضير عروض شرائح رائعة، لدرجة أن مديرها في العمل يستدعيها كلما كان بحاجة لإبهار زبون مهم.

3- لا تتلفظي بالكلمات التالية

- «لطالما كانت الأمور على هذا الشكل».

- «هذا غير ممكن!».

- «لن ينجح هذا المشروع أبدًا!».

back to top