ملتقى مجلة العربي لهذا العام، وهو الملتقى الحادي عشر في عمر المجلة الأدبية الثقافية العربية الرائدة على مستوى مجلات العالم العربي ذات الاستمرارية والعمر الطويل، كان مميزاً ومكتملاً بكل فعالياته، بشكل مدروس ومخطط أُعد بخبرة وجاهزية إدارة أتقنت عملها بجهد لافت للنظر، وبتفوق يُثنى عليه.
وافتتح هذا الملتقى الناجح معالي وزير الإعلام الجديد الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، وهو ابن الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح الذي أخذ الكثير منها، بدءاً من التشابه في الشكل وانتهاء بدماثة الخلق وبساطة الروح وعفوية الطبع، والجميل أنه سُلمت إليه وزارة الإعلام في هذا التشكيل الوزاري الجديد، وهذه الوزارة تابع لها المجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون المحتاجة إلى وزير ملم بالإعلام وبالثقافة أيضاً، وأظن أن وزيرنا الجديد قد رضع من منهل الثقافة وتربى عليها منذ طفولته فهو ابن شاعرة كبيرة مثقفة لها حضور لافت ومهم في بناء الثقافة العربية، ولابد أن هذه البيئة قد أثرت في تكوينه. ونأتي إلى الملتقى الذي كان احتفالية عربية ومهرجاناً ثقافياً كبيراً دار في 4 أيام كانت حافلة بأنشطة حيوية حية مليئة بالثقافة والمحبة والفرح، حقيقية كانت أيام الملتقى ولياليه عبارة عن خلية من ملتقيات ثقافية دسمة، سواء على صعيد الندوات الدائرة صباحاً ومساء أو في رواق معرض الفن التشكيلي الذي كان ملتقاه تحت مسمى «فن عربي وطنه العالم» أُقيم في قاعة الفنون، وضم أعمال فنانين تشكيلين مهمين مثل أحمد الحجري وجعفر إصلاح وحسن موسى وحلمي التوني وضياء العزاوي وعفيفة العيبي وعلي طالب وغادة الكندري وفاطمة الحاج ومروان قصاب باشي ومليكة أكزناي. عرضت لهم لوحات تشكيلية بينت سير أعمالهم الفنية التي هي في مستوى الأعمال الفنية العالمية الناضجة ذات رؤية تشكيلية عربية مهمة تسر العين وتفرح القلب وتحتاج إلى مقال منفصل خاص بها. كان الملتقى التشكيلي بحد ذاته احتفالية مرافقة للاحتفالية الأصلية، وهي ندوة «الثقافة العربية في المهجر» التي دعي إليها كتاب عرب وأجانب وعرب من المهجر، وهذه بعض أسماء الذين حضروا لأنهم من الكثرة التي لا يتسع لها المقال، ومن العرب جاء د. جابر عصفور وجمال الغيطاني، ومن المهاجرين جاء د. محمد الشحات واسيني الأعرج ومحمد المنسي قنديل وصلاح نيازي ومحسن جاسم الموسوي وصلاح ستيته ومسعود ضاهر وكامل يوسف حسين وطارق الطيب. ومن المترجمين جاء د. محمد حقي صوتشين من تركيا، والبروفيسور إيزابيلا كاميرا دافيليتو من إيطاليا، وشتيفان فايدنر من ألمانيا، وموسى بيدج من إيران، وكامل يوسف حسين مترجم لليابانية، ومارك لينز من الجامعة الأميركية في مصر، ونادية جمال الدين محمد إبراهيم مترجمة اللغة الإسبانية، ومترجمون للروسية. كذلك كان هناك د. بدر الدين عرودكي المدير المساعد لمعهد العالم العربي، إلى جانب رؤساء تحرير الصحف، مثل عبلة الرويني من أخبار الأدب، وأحمد يوسف من النيل، وثناء عطوي من مؤسسة الفكر العربي، وكامل يوسف حسين من البيان، ومجلة السفير والشرق الأوسط، وغيرها من التغطيات التلفزيونية العربية والمحلية. ويأتي ختام هذا الاحتفال الكبير بأمسية شعرية كانت ولا أروع منها إلا منشديها الشعراء: شوقي بزيع وأحمد الشهاوي وحسن طلب وصلاح ستيته وصلاح نيازي وطارق الطيب ومحمد عضيمة لم يأت. وكانت ليلة شعرية جميلة بامتياز لاحظت فيها التغيرات الكبيرة التي طرأت على مضامين الشعر لدى أصدقائي، وهم: أحمد الشهاوي وشوقي بزيع وحسن طلب، حيث أصبح شعرهم يطرح أسئلة الوجود الهامة ومضامينها الإنسانية والكونية، وبصراحة تحسرت على انحسار زمن الشعر الجميل العظيم. وتبقى هذه الاحتفالية الكبيرة من إعداد وإخراج د. سليمان العسكري الذي فتح الباب لإقامتها، والتي ذكرتني بمهرجانات أصيلة والقاهرة بقوة حدثها وكبره، إلى جانب الدور الهام الذي لعبه الملتقى بتوفير هذه اللقاءات التي سهلت على المبدعين تواصلهم مع المترجمين ووسائل الإعلام المختلفة، وكان هذا التسهيل مباحاً للجميع كويتيين وعرباً وأجانب، استفادوا من هذا التواجد الذي سهله د. سليمان العسكري وأعفاهم من التعب الذي يتعرض له المبدع العربي للترويج لإبداعه. فشكراً د. سليمان العسكري والشاعر المبدع أشرف أبو اليزيد وإبراهيم فرغلي، ولكل من تعب في إخراج هذه الاحتفالية المشرفة.
توابل - ثقافات
ملتقى مجلة العربي الحادي عشر
19-03-2012