في شوارع الصين هناك عشرات الملايين من الدراجات التي تعمل بالبطارية، لكن ليس لمثل هذه الدراجات العملية وجود في الولايات المتحدة. والسؤال: ما الذي تتطلبه عملية حفز الناس على التخلي عن السيارات والاعتماد على هذه الدراجات في تنقلهم، والتي لن يضطروا معها الى استعمالها بقوة؟

Ad

الصين التي تميزت منذ زمن طويل بمشاهد جماهيرها يتوجهون الى المعامل الكالحة المملوكة للدولة على دراجات هوائية من تصميم الدولة، تحولت على نطاق واسع نحو السيارات، وسيصبح سوق السيارات في الصين أكثر ضخامة من أسواق الولايات المتحدة واليابان وألمانيا مجتمعة بحلول سنة 2015، بحسب تقديرات وكالة بلومبيرغ ، حيث ستصل المبيعات الى أكثر من 25 مليون سيارة في السنة الواحدة.

لكن رغم ذلك فإن الدراجة عادت الى الانتشار بشكل واسع في تلك الدولة من خلال الدراجة الكهربائية، وتتفوق مبيعات الدراجات الكهربائية في الصين اليوم على مبيعات أي نوع آخر من وسائل النقل، وحتى فترة التسعينيات من القرن الماضي لم تتجاوز مبيعات الدراجات الكهربائية في الصين حوالي 150000 وحدة فقط، لكن في السنة الماضية ارتفعت المبيعات السنوية الى 25 مليون دراجة، أي ما يعادل 92 في المئة من السوق العالمي.

120 مليون دراجة

ويوجد في الوقت الراهن ما لا يقل عن 120 مليون دراجة كهربائية على طرقات الصين، وتزداد المبيعات نتيجة هبوط الأسعار وتحسن التقنية، وتضطر الشركات الى الاستثمار بقوة في البحوث والتطوير بغية تمييز نفسها، نظرا لسهولة قرصنة المعلومات وكثرة مصانع الدراجات وقوة الطلب السوقية.

أما في الولايات المتحدة فلايزال السوق في مرحلة الانطلاق والدراجات الكهربائية العاملة بالبطاريات والدواسات معا لم تجد طريقها بعد الى عقول الجماهير، والعديد من الذين يتنقلون استبعدوا الدراجات باعتبارها مجهدة بدنيا أو تنطوي على أخطار في تنقلاتهم اليومية. لكن هذا لا ينسحب على الدراجات الكهربائية، كما تقول نيكول زين صاحبة متجر روكت اليكتريكس في أوستن بولاية تكساس التي استلهمت فكرة فتح متجرها بعد رحلة لها الى الصين.

وهي تجادل في أن المشكلة ترجع الى حد كبير الى المعرفة والدراية، وتقول "إن الناس لا يعلمون بوجود دراجات كهربائية، وحتى لو سمعوا عنها فإن العديد منهم لم يجربها. والمسألة ليست ان الناس لا يحبونها، فهم يقبلون على شراء دراجاتنا بمجرد تجربتها غير أن الكثيرين لا يعلمون أنها أحد الخيارات المتاحة".

ويمثل بلوغ هذه الديمغرافية الجديدة للدراجات الكهربائية تحدياً تقوم زين من أجل التغلب عليه بعمليات تأجير من متجرها بغية تحويل راكبي السيارات الى راكبي دراجات، عبر تعليم الجمهور الجديد بأن قيادة الدراجة ليست مقتصرة على الرياضيين فقط.

انتعاش

ورغم ارتفاع درجة الحرارة في أوستن الى حدود المئة في فصل الصيف والتلال المتموجة والازدحام الشديد الذي يضاهي لوس أنجلس فإنها تشهد انتعاشاً في الأعمال من ربع الى آخر مع مجموعتها من الدراجات الكهربائية التي تباع بسعر التجزئة بمبلغ يتراوح بين 1100 و2500 دولار، وحتى قيام مشترين بشراء دراجات كهربائية لشركائهم وأصدقائهم وللفتيان أيضا. وقد وعدت أوستن انرجي بدفع 100 الى 150 دولارا الى عملاء روكت اليكتريس على شكل حسم لقاء شراء دراجة كهربائية.

وتتمثل أكبر مجموعة عملاء حتى الآن في المستخدمين السابقين للسيارة في تنقلاتهم، غير أن عددا متزايدا اكتشف دور الدراجة الكهربائية في رحلات الترفيه، ومن ثم التحول اليها في بقية احتياجاتهم في التنقل، وتقول زين إن عملاءها يضمون بين صفوفهم معلمة لا تستطيع تحمل مشقة الانتقال اليومي (وهي تنتقل الآن نحو 60 ميلاً في اليوم اعتمادا على دراجة كهربائية وخطوط المترو)، وهناك استاذ جامعة خسر نحو 20 رطلا من وزنه بفضلها، وأم بدأت باستخدام الدراجة الكهربائية للتسوق، وتقوم الآن باستخدامها لنقل أطفالها الى المدرسة بواسطتها.

لكن رغم ذلك تبدو عملية ابعاد الأميركيين عن سياراتهم، ودفعهم الى استخدام الدراجات الكهربائية شاقة ومضنية، بسبب نقص البنية التحتية الحضرية في المدن والقلق المتعلق بالسلامة على الطرقات، والتمسك بالعادات القديمة في التنقل.

وتقول زين إنه لحسن الحظ فإن الدراجات الكهربائية تروج لنفسها بمجرد حصول الناس على فرصة لتجربتها، وثمة زخم عالمي: تعتبر الدراجات الكهربائية الآن المركبة الكهربائية الأسرع بيعاً في العالم، ويتوقع أن تصل مبيعاتها الى 47 مليون وحدة سنوياً بحلول 2018، وتضيف: "نحن نحب أن نبيع الإلهام، وليس في وسع كل شخص أن يقوم بذلك".

كو اكزيست