كيف تقيمين دورة هذا العام من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»؟

Ad

تكتسب أهمية خاصة وكان من الضروري إقامتها لأكثر من سبب، فعدم انعقاد المهرجان هذا العام وللسنة الثانية على التوالي سيؤدي إلى سحب الصفة الدولية عنه كونه مهرجاناً دولياً، وسيشكل ذلك خسارة لمهرجان يتمتع بسمعة دولية وبعراقة، وسيخدم توجه التيارات الدينية المتشددة التي تحارب الفنون في مصر  ودول عربية أخرى. من هنا، تعتبر إقامته مقاومة لتلك التيارات الدينية للحفاظ على قيمة الفن وقيمة السينما التي هي أحد أساسات المجتمع في مصر، لا سيما أن وجود الثورة على بعد بضعة أمتار من المهرجان لا يدينه إنما يحسب له.

كيف؟

 في ميدان التحرير ثمة حراك ثوري حقيقي، وفي دار الأوبرا حيث عقد المهرجان ثمة حراك فني ثقافي حضاري، ثم تميّزت هذه الدورة بتنظيم جيّد وخلت من مظاهر البهرجة التي كانت لتزعج البعض أو تفسّر بأنها استفزاز لدماء الشهداء، وكان التركيز على السينما والأفلام العربية.

كونك عضواً في لجنة الأفلام العربية، كيف تقيّمين الأفلام التي عرضت؟

تحاكي الأحداث في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وتعكس الحرية والصراع مع الأفكار المتشددة. أعتقد أن الدورة وفقت من ناحية اختيار الأفلام، إنما لدي عتب على الفنانين الذين قاطعوا المهرجان.

ما الذي يحتاج إليه المهرجان ليكون على مستوى المهرجانات الدولية؟

إلى الإمكانات المادية الضخمة التي توفر للمهرجانات الدولية والخليجية، إلى جمهور يحضر الفعاليات. النجوم المصريون، خلافاً لبقية الفنانين، لهم وقع على الجمهور العربي، لذا من الواجب أن يشكل حضورهم فعاليات المهرجان دافعاً للجمهور للمشاركة بدوره. كذلك يجب أن تكون قائمة المدعويين أكبر وتشمل أنحاء الوطن العربي.

روَّج البعض أن تاريخك الفني لا يسمح بأن تكوني عضواً في لجنة التحكيم، ما ردك؟

ينبغي توجيه هذا السؤال إلى إدارة المهرجان، ثم رغم أن عمري الفني لم يتجاوز السبع سنوات، فإن أرشيفي يتضمن ثلاثة أفلام سورية، فيلمين لبنانيين، خمسة أفلام مصرية، ويشرفني أنني حققت حضوراً ليس في السينما السورية فحسب، إنما في اللبنانية والمصرية أيضاً.

صحيح أن الإنتاج السينمائي السوري ضعيف، لكني كنت محظوظة بالمشاركة في أفلام سورية حتى اندلاع الثورة السورية، بالإضافة إلى أنني أتابع السينما العربية عموماً والسينما اللبنانية والمغربية والخليجية خصوصاً، ويشرفني أن أكون جزءاً من السينما العربية.

هل تعتقدين أن اختيارك لعضوية اللجنة جاء كونك تساندين الثورة السورية؟

لا يسعدني أن يتمّ اختياري على هذا الأساس، فمنذ فترة أقيم مهرجان في الإسكندرية لتكريم الفنانين الداعمين للثورة السورية، إلا أنني اعتذرت عن حضوره، وكان ردي أنني لم أقدم للثورة ما استحق التكريم عليه، وجاءت ردود الفعل الصادرة عني كمواطنة سورية وليس كفنانة سورية. أنا هنا لكوني فنانة استحق أن أكون عضواً في لجنة تحكيم وليس بسبب مساندتي للثورة السورية.

 

ما جديدك على الصعيد الفني؟

أحضر مسلسل «نيران صديقة» من تأليف محمد أمين راضي، إخراج خالد مرعي، بطولة جماعية تجمعني بمنة شلبي، عمرو يوسف، رانيا يوسف، محمد شاهين، ومن تونس ظافر زين العابدين، وإنتاج طارق الجنايني. كذلك أمامي سيناريو لمسلسلين، بالإضافة إلى مسلسل سوري قد يتم تصويره في لبنان، لكن لم أتفق عليه بشكل كامل، وهو يتناول معاناة اللاجئين السوريين في لبنان الاجتماعية والإنسانية.

ماذا عن مسلسل «على كف عفريت»؟

استأنفنا التصوير مع الفنان خالد الصاوي. كان يفترض أن يعرض المسلسل خلال رمضان الماضي، إلا أنه تأجل لعدم الانتهاء من تصويره وسيعرض على قناة «النهار» وقنوات أخرى.

هل أحزنك عدم عرضه على شاشة رمضان؟

 أبداً، بل تحمست لعرضه خارج الخارطة الرمضانية لأننا نكسر بذلك قاعدة أن المسلسلات يجب أن تعرض في شهر رمضان لتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة.

كيف تقيّمين مشاركتك في المسلسل؟

 ممتعة، فللمرة الثالثة أشارك في البطولة مع خالد الصاوي وهو رائع سواء على المستوى الفني أو الانساني. كذلك استمتعت بالعمل مع الكاتب يحيى فكري والمخرج كمال منصور.

أديت في فيلم  «بارتيته» بطولة مطلقة، واليوم تشاركين في بطولة جماعية.

لا أهتم بهذا الأمر، ما يعنيني النص الجيد والإنتاج الجيد والعناصر التي تؤدي إلى نجاح العمل.

 

ما نوعية الأدوار التي ترغبين في أدائها؟

لا أفكر في شكل الأدوار فأنا عجينة ومادة طيعة، وإذا عرض علي دور مطروح بشكل جديد ويحمل معايير النجاح فأنا مستعدة لأدائه. لن أسجن نفسي في أطر معينة إنما أودّ تقديم نفسي كممثلة.

هل تخشين الحكم الإسلامي في مصر، خصوصاً أنك كفنانة تحرصين على أن تكوني موجودة في هذا البلد؟

وجود التيارات الاسلامية في السلطة يقيّد حرية التعبير، والتخوف لدى الفنانين المصريين مشروع. بالنسبة إلي، الدين مكانه في بيوت الدين والسياسة مكانها في أروقة السياسية، وما نراه اليوم هو تشويه علاقة الدين بالسياسة، ما يدخلنا في متاهات سواء في تقييد حرية الفن أو التضييق على حرية المجتمع.

ما رأيك في استبعاد الفيلم السوري «العاشق» من العرض في مهرجان القاهرة لأسباب سياسية؟

مع أن الفيلم موالٍ للنظام السوري، ومع أنني معارضة لهذا النظام، إلا أنني ضد منعه. نحن نادينا بالحرية فكيف نمنع فيلماً لمجرد أنه يعارضنا في الرأي؟ إذا كان يحقق شروط المشاركة في مسابقة دولية ولا يحتوي على رسائل تحرض على القتل والطائفية، فأنا مع عرضه والسماح لمخرجه بالتعبير عن رأيه. احترم وجهة نظر إدارة المهرجان، لكن أن يطالب فنانون سوريون بمنع عرضه فهذا معناه أننا نعود إلى نظرية تقييد الحريات.

 

هل مقولة الربيع العربي صحيحة؟

 

لا تعنيني التسميات سواء كانت الربيع العربي أو الثورات العربية أو الحراك العربي، ما يعنيني أن ثمة تغييراً ضخماً تتعرض له الشعوب العربية ابتداء من تونس وصولا إلى سورية ولا أدري إذا كان سيستمر.

قد يرى الناس في ذلك مؤامرة، لكني أسال هؤلاء: هل استشهد أولادكم لتنفيذ مؤامرة؟ هذه قمة اللاإنسانية، صحيح أن ثمة من دخل على الخط لسرقة هذه الثورات، إلا أن التاريخ العربي يكتب اليوم من جديد.

ماذا تعني سورية بالنسبة إليك؟

لم أكن أعرف أنني أحب سورية إلى هذه الدرجة قبل اندلاع الثورة فيها. أنا على استعداد للاستغناء عن عملي واستقراري وصولاً إلى حياتي التي ليست أثمن من نفطة دم أي شهيد يسقط كل يوم في بلدي الحبيب.