العمر أم الحكمة؟
![إيمان علي البداح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1493389834291808500/1493389843000/1280x960.jpg)
فلمَ لا أقفز في قارب «الأغلبية» وأحارب الحكومة من هناك؟ هل هرمت وتغيرت؟ هل أصبحت أحد هؤلاء الذين كنا نعيب عليهم أيام الشباب بيعهم مبادئهم واستسلامهم للسلطة؟ هل هو خوف على «مصالحي»؟ هل كبرت على التظاهر والإضراب والاعتصام؟ هل فقدت الأمل في التغيير والنجاة من عنق الزجاجة التي يمر بها وطني؟ أشك في نفسي وأشكك في قواي العقلية، ثم أستذكر: من هم «المعارضة»؟ وما هو برنامجهم؟ وما يجمعهم؟ وما هي إنجازاتهم؟ وما الذي يدفعني إلى الثقة بهم أو لوضع مصير وطني بأيديهم؟ ما مدى جديتهم في محاربة الفساد؟ كم من «سراق المال العام» يقبع في السجن أو على الأقل توقفت أعماله بسببهم؟ أليس منهم من عليه شبهات تنفّع ورشوة وتحالفات ضمن صراع الأسرة الحاكمة؟ أليسوا هم من أوقف مشاريع التنمية البسيطة التي ولدتها الحكومة بعسر؟ ألم يدعوا إلى هدم الكنائس والحسينيات؟ ودعموا حرق المخيمات وإغلاق المعارض الفنية وإيقاف المسرحيات؟ واقتحام المرافق العامة؟ أليسوا هم من دعا إلى تغيير المادة الثانية وقانون العفة والاحتشام؟ ألم يقروا إعدام المختلف فكرياً ووضعوا المزيد المزيد من القيود على حرية التعبير والحرية الشخصية؟ ألم يثبتوا لنا بالقول والفعل أنه لا احترام لهم للقانون أو الدستور؟ وأنهم مع استرجاع «حقهم» بقوة الذراع متى ما تعذر دعم القانون؟هل عدو عدوي صديقي؟ هل المطلوب الآن معارضة من أجل المعارضة؟ هل الحل في إيقاف برنامج الحكومة وشلها؟ أم في وضع برنامج وخطة والدفع باتجاه حل للأزمة بدل المزيد من التأزيم؟ ألم نتعلم من التاريخ أن القوى التي تصعد على أكتاف الشعوب في لحظات الهلع تسبب أضرارا يصعب احتواؤها؟علمتني الحياة أن أدافع عن حقي بنفسي وألا أسلم تلك المسؤولية لأي كان، وألا أنجرف إلى مشاعر الخوف والقلق في البحث عن حلول سريعة أو قصرة الأمد دون النظر في العاقبات الاستراتيجية، تعلمت أن الثقة غالية ولا تمنح إلا لمن يستحقها.