علوان لـ الجريدة•: 40% من البالغين في دول إقليم شرق المتوسط مصابون بارتفاع ضغط الدم
«القضاء على المشكلات الصحية يتطلب تضافر جهود الوزارات والمؤسسات كافة»
أكد المدير الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية د. علاء علوان أنه سيناقش مع وزير الصحة فكرة إنشاء وفتح مكتب للمنظمة في الكويت، مشددا على رغبته في تحقيق ذلك في القريب العاجل.وأضاف ان التزام دولة الكويت بتنفيذ استراتيجيات منظمة الصحة العالمية ممتاز، مشيرا إلى أن أكثر من 70 في المئة من الوفيات في دول الإقليم يرجع إلى الأمراض المزمنة غير المعدية. وقال علوان الذي يزور دولة الكويت في حوار لـ«الجريدة»، إن التعاون مع دولة الكويت وثيق جدا، مشيرا إلى أن 40% من البالغين في دول الإقليم التي تضم أغلب الدول العربية اضافة إلى ايران وباكستان وافغانستان يعانون ارتفاعا في ضغط الدم، مضيفا أن التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية «أمراض القلب والسرطان والسكري والرئة» يتطلب تضافر جهود كافة الهيئات والمؤسسات وليس وزارة الصحة فقط، لافتا إلى أن إقليم شرق المتوسط يحتل المرتبة الاولى بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية من حيث قلة النشاط البدني، والخمول الجسماني والبدانة. وشدد على أهمية محاربة الحكومات للتدخين، لافتا إلى أن هذه الظاهرة في تزايد وإلى التفاصيل:
• أعلن وزير الصحة د. علي العبيدي قبل نحو شهر عن جائزة سمو أمير البلاد في أمراض السرطان والأمراض الوعائية والسكري في دول الإقليم. فما الجديد بخصوص هذه الجائزة بالنسبة للمنظمة؟- أولا هي مبادرة كريمة جدا من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وتهدف إلى تشجيع النشاطات الخاصة بمكافحة السرطان في دول إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، ونحن نعلم ان دول الإقليم تمر بمرحلة تزداد فيها نسبة الإصابة بالأمراض غير السارية التي تشمل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الرئة المزمنة، ولذلك هناك أولوية تعطيها المنظمة لمكافحة هذه الأمراض تتضمن ثلاثة توجهات رئيسية أولها الوقاية من الأمراض ويتم ذلك من خلال مكافحة التبغ أو التدخين ومكافحة العادات التغذوية غير الصحية ومكافحة الخمول البدني وهذه العوامل هي الاسباب الرئيسية التي تسبب تلك الأمراض، والتوجه الآخر للتصدي لهذه الأمراض الذي تعتمده المنظمة ودول الاقليم بما فيها دولة الكويت هو توفير الرعاية الصحية المثلى للمصابين بحيث يتم اكتشاف المرض في وقت مبكر جدا نستطيع خلاله المعالجة وهذا يشمل السرطان وبعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وتقديم العلاج الشامل والكافي، والتوجه الثالث هو رصد هذه الأمراض وعوامل الخطورة التي تسببها، لذلك فإن هذه الجائزة سوف تركز على النشاطات التي تدعم هذه التوجهات الثلاثة في بلدان الإقليم بما في ذلك البحوث الصحية في دول الإقليم.التزام ممتاز• كيف تقيم التزام وزارة الصحة بتنفيذ قرارات واستراتيجيات منظمة الصحة العالمية في شأن مكافحة السكري والامراض المزمنة غير المعدية والرسالة التي تود ايصالها للمجتمع الكويتي خصوصا ان الكويت تتصدر دول الإقليم من حيث الإصابة بالمرض؟- التزام دولة الكويت ممتاز، والتعاون بين منظمة الصحة العالمية والكويت وثيق جدا وهذا التعاون يتم في مجال مكافحة هذه الأمراض وكذلك في مجالات أخرى مثل تقوية النظام الصحي ورعاية الأمومة والطفولة، ومكافحة الأمراض السارية والمعدية ولدينا الآن توجه لدى المنظمة اعتمدته الدول الأعضاء في الإقليم ومن بينها دولة الكويت خلال الاجتماع السنوي لوزراء الصحة في بلدان الاقليم الشهر الماضي هذا القرار الذي صدر بخصوص مكافحة الأمراض المزمنة يوصي بالالتزام بجملة من الاجراءات التي ينبغي على كل دول الإقليم تنفيذها اعتبارا من العام الحالي لأنه سيتم تقييم مدى التزام هذه الدول بتنفيذ هذه التوصيات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها في شهر سبتمبر عام 2014، وخلال هاتين السنتين ينبغي على كل دول الإقليم بما فيها الكويت أن تنفذ هذه الاجراءات، وتعتمد هذه الاجراءات لأنها جملة من القرارات والتوصيات أقرت من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماعها السنوي في عام 2011، وأصدرت الجمعية الاعلان الخاص بمكافحة الأمراض غير السارية وهي عبارة عن أربعة مجاميع من الأمراض هي السرطان والأمراض القلبية الوعائية والسكري وأمراض الرئة المزمنة وهي أمراض تشترك فيما بينها في عوامل الخطورة التي تسببها وعلى رأسها التبغ والعادات الغذائية غير الصحية والخمول البدني والجسماني وعدم ممارسة النشاط البدني، وللاسف الشديد فإن أعلى معدلات للسكري في العالم في منطقتنا وبالذات في دول الخليج، ليس الكويت وحدها، ولدينا أعلى نسب في الوزن والبدانة ولدينا في الاقليم اعلى نسب من الخمول البدني وقلة النشاط الجسماني.فالدراسات التي أجريت في دول العالم تشير إلى أن إقليم شرق المتوسط للاسف الشديد هو أقل الأقاليم حركة وممارسة للنشاط البدني، فلذلك نسب الاصابة بهذه الأمراض في ارتفاع مستمر، ولدينا الان سلسلة أو قائمة من الاجراءات التي ينبغي تنفيذها من جانب كل الدول والكويت التزمت التزاما تاما بتنفيذ هذه الاجراءات وخلال هذه الزيارة سنقوم بمناقشة هذا الموضوع وكيفية التعاون بين المنظمة وبين دول الكويت لتنفيذ هذه الاجراءات وآمل وأرجو ان تكون الكويت في مقدمة الدول التي تنفذ هذه الاجراءات ليس فقط على نطاق الإقليم وإنما نطمح أن تكون في مقدمة الدول التي تنفذ توصيات الالتزام السياسي للامم المتحدة بخصوص الامراض المزمنة غير المعدية على مستوى العالم، ورسالتي للمواطن الكويت هي أن مكافحة التبغ من أهم الاولويات فعلى سبيل المثال فإن أكثر من 70 في المئة من الوفيات التي تحدث في مجتمعاتنا في الإقليم والدول العربية سببها هذه الامراض وللاسف فإن نسب حدوث هذه الأمراض في ازدياد.لدينا إحصائيات تشير إلى أن 40 في المئة من البالغين في دول الإقليم مصابون بارتفاع ضغط الدم من الأعمار 25 سنة فما فوق واللافت أن ممارسة النساء البدني أقل من الرجال في مجتمعاتنا ولذلك ينبغي ان تكون هناك سياسات لتشجيع النشاط البدني، وأن تكون هناك بيئة تشجع على الاقلاع عن التدخين وممارسة النشاط البدني والإقلال من الوجبات غير الصحية.وهناك خمسة اجراءات توصي بها منظمة الصحة العالمية في مكافحة التبغ، لابد من الالتزام بها وهذا يتطلب عملا مكثفا من قبل منظمة الصحة العالمية والحكومات والمواطن ايضا الذي ينبغي أن يكون لديه الوعي الكافي لكي يتجنب استعمال التبغ، ولابد أن تكون هناك تشريعات لمكافحة التدخين، وان تنفذ ولابد من مراقبة تلك التشريعات وان تكون البيئة العامة مشجعة على استهجان التدخين، كما يجب الحظر الشامل او الترويج والدعاية لمنتجات التبغ.مكتب دائم • هل ستناقش مع وزير الصحة فكرة إنشاء مكتب دائم للمنظمة في الكويت وتعيين ممثل دائم او مقيم؟- نرغب في مناقشة هذا الموضوع وبجدية لأن المنظمة ترغب في أن يكون التعامل مع المكتب الإقليمي، وكذلك المكتب الرئيسي وثيق بشكل أكبر، وكذلك تقوية التعاون الفني مع وزارة الصحة في الكويت هو مهم جدا بالنسبة لنا، وهذا الموضوع مطروح للنقاش مع وزير الصحة د. علي العبيدي وبإذن الله نمضي قدما فيه.إصلاح النظام الصحي• هناك دراسة اجريتموها عن اصلاح النظام الصحي في دول إقليم شرق المتوسط، فما موقع الكويت وترتيبها بين النظم الصحية في دول الإقليم؟- الكويت عندها نظام صحي متقدم جدا، ومن مميزات النظام الصحي فيها أن لديها نظاما قويا للرعاية الصحية الأولية وايضا هناك تطور وإنجاز كبير في الرعاية الصحية الثانوية والثالثية في الكويت، وهناك اوجه للنظام الصحي قد تحتاج إلى تطوير، ولكن استطيع القول اذا تم قياس التطور الصحي والتنمية الصحية بالمؤشرات المعهودة فسنرى الكويت في مقدمة الدول في مجال خفض نسبة الاصابة بالامراض السارية وفي مجال خفض وفيات الامهات والاطفال ومجالات عديدة أخرى.الآن التحدي في الكويت يتطلب مشاركة وزارات وقطاعات حكومية أخرى بشكل فعال مع وزارة الصحة، لأن التحديات الصحية هي تحديات تتمثل في الامراض المزمنة غير المعدية وحوادث الطرق والتصدي لها يحتاج إلى تضافر جهود كل المؤسسات وليس وزارة الصحة فقط، فعلى سبيل المثال قضية التدخين تحتاج إلى رفع الضرائب عليها وهي قضية تخص وزارة المالية، العادات الغذائية غير الصحية، دور وزارة التجارة والصناعة فيها مهم ووزارة الاعلام تختص بالدعاية للمنتجات الغذائية الصحية، إذن التحديات الصحية في الكويت تتطلب جهودا كبيرة من قبل وزارة الصحة، وجهودا من قبل القطاعات والمؤسسات الأخرى، اضافة إلى منظمات المجتمع المدني.• كيف تقيم دور المجتمع المدني الكويتي في التصدي للقضايا الصحية؟- هناك مؤشرات ايجابية جدا بالنسبة لمشاركة المجتمع المدني ولكن بشكل عام مجتمعاتنا تحتاج إلى دور أكبر في الدفاع عن الصحة خصوصا في تعزيز الصحة، والدفاع عن مكافحة التبغ والانماط والكويت لديها مؤشرات صحية متطورة جدا.مجهودات دول الإقليم• كيف تقيم مجهودات دول الاقليم في مكافحة التبغ والتدخين؟- دول الإقليم تحتاج إلى تحقيق انجازات اكبر بكثير مما يحدث الان، منظمة الصحة العالمية تصدر مطبوعة كل سنتين حول وباء التدخين في العالم وفيها توثق المنظمة ليس فقط نسب انتشار التدخين في كل دول العالم وإنما ايضا مدة تنفيذ الدول بالتوصيات الاساسية لمكافحة التبغ، بما في ذلك اسعار منتجات التبغ والضريبة التي تفرض على منتجات التبغ وما إذا تصل إلى الحد الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية وهل التدخين يمنع في الاماكن العامة في هذه الدول وهل هناك حظر شامل وتام في الرعاية والترويج للتبغ ومنتجاته، وهل هناك رعاية صحية متخصصة لحث المدخنين عن الاقلاع عن التدخين، وللاسف التزام بعض دول الاقليم ضعيف، وعلينا أن نعطي مسألة التصدي للتدخين اولوية كبيرة جدا، ونراقبه ونتحدث مع الحكومات ونشجع الحكومات التي تقوم باجراءات لتفنيذ هذه التوصيات.بشكل عام التزام بعض دول الاقليم في هذا الخصوص لا يزال دون مستوى الطموح، وعلينا أن نلتزم بهذه التوصيات، فاليوم في اعلان سياسي من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة فالموضوع رغم انه صحي، لكنه ذهب إلى الجمعية العامة للامم المتحدة، لأن التصدي لوباء هذه الامراض يحتاج إلى قرار من أعلى المستويات ويحتاج إلى مشاركة جميع القطاعات في تنفيذه.لذلك فقد دعت الجمعية العامة للامم المتحدة في قرار صدر في عام 2010 إلى ان تم عقد اجتماع في سبتمبر 2011 وحضره عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات واصدروا الاعلان السياسي، لذلك يجب أن نرصد الاجراءات التي تتخذها الحكومات، فالمنظمة يناط بها رصد التقدم الذي تحرزه البلدان في مجال هذه الأمراض.