مقاطعة الانتخابات... لماذا؟ وكيف تنجح؟
صحيح أن ضعف المشاركة الشعبية في الانتخابات العامة ليس بالضرورة أن يترتب عليه إلغاء الانتخابات العامة لكنه مؤشر قوي جدا على ضعف أو اهتزاز الثقة الشعبية بالبرلمان والحكومة أيضا، ويزداد الأمر سوءاً إذا كان ضعف المشاركة الشعبية قد أتى كنتيجة مباشرة لاعتراض قوى سياسية ومدنية وشبابية مؤثرة وإعلانها المسبق عدم مشاركتها في الانتخابات.
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
والآن وحيث إن مقاطعة الانتخابات القادمة هي أحد المواضيع الساخنة المطروحة حاليا في ساحتنا السياسية، والتي بدأ تطبيقها فعليا الأسبوع الماضي أثناء عملية الترشح للانتخابات، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ترى هل ستنجح حملة المقاطعة؟ قد يكون من السابق لأوانه الإجابة بشكل دقيق ونهائي عن هذا السؤال، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن جواب هذا السؤال يصبح سهلا للغاية لو أخذنا في الاعتبار تركيبة "جبهة المقاطعة" وقوتها السياسية وانتشارها الشعبي وقدراتها التنظيمية والميدانية (تتكون من قوى سياسية فاعلة ومؤثرة "جميعها تقريبا" قوى شبابية وشعبية واجتماعية لها قواعدها الكبيرة بالإضافة إلى بعض قوى المجتمع المدني والنقابات والاتحادات العمالية والطلابية). لقد اتضحت أول معالم نجاح حملة مقاطعة الانتخابات أثناء مرحلة الترشح للانتخابات التي انتهت الجمعة الماضية، حيث قاطعتها القوى السياسية والشبابية والاجتماعية كافة (باستثناء القوى السياسية ذات المرجعية "الشيعية") بالإضافة إلى بعض الشخصيات السياسية والمعروفة تاريخياً بقربها من الحكومة، وهو الأمر الذي من الممكن الاستناد إليه للتنبؤ بإمكانية نجاح مقاطعة مرحلة التصويت (الاقتراع العام) في الأول من ديسمبر القادم، وهي المرحلة الأهم التي ستتضح بعدها نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات العامة. أما ماذا سيترتب على نجاح عملية مقاطعة الانتخابات العامة؟ فهذا سؤال سنحاول الإجابة عنه في مقال قادم.