فجّر الشيخ عبدالجليل السعيد، الذي كان يشغل منصب مدير الإعلام والعلاقات العامة في إفتاء سورية، قنبلة مدويّة، على الصعيدين الإعلامي والسياسي، حيث كشف عن أن التحضير لعملية اغتيال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار «جرى داخل مكتب مفتي الجمهورية في سورية الشيخ أحمد حسّون»، وأن «القصد من هذه العملية التي تستهدف اغتيال المفتي الشعار هو زرع فتنة كبيرة في لبنان وخلط الأوراق».

Ad

وكشف الشيخ السعيد في حديث لقناة «المستقبل» مساء أمس الأول، انّ المعلومات جاءت من داخل أروقة المؤسسة الدينية الرسمية في سورية، وهي تفيد أنّه في الشهر المنصرم، كانت هناك حركة جدية داخل مكتب الإفتاء ومكتب حسّون والدوائر الضيقة، تحاول أن تجمع معلومات مركّزة ودقيقة عن المفتي الشعّار. وأوضح: «طلبنا من بعض الأخوة الذين مازالوا يتعاملون معنا أن يكثفوا البحث ويرسلوا لنا ما يجمع من معلومات، فوجدنا ان النقيب المرفّع حديثاً محرز ابراهيم حمد، ويعتبر رئيس المفرزة الخاصة بوزارة الأوقاف، أي هو المسؤول عن أمن المفتي ووزير الأوقاف، اعترف انه ذهب الى بيروت مرتين وثلاث واجتمع في مكتب شخصية لبنانية معروفة وكان المطلوب أن تتم عملية اغتيال للمفتي الشعّار».

وكشف ان محرز اجتمع أكثر من مرة مع شخصيات في مكتب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي، دون ان يؤكد ما اذا كان الموسوي التقى به شخصياً، مشدّداً على علاقات النائب المذكور بالمؤسسة الدينية الرسمية في سورية.

وأكّد سعيد ان شهادته يضعها بالكامل برسم المدعي العام اللبناني وانه «ليس فقط اتهاماً بل حقائق تمّ تقديمها من بعض الإخوة الذين هم في الدائرة الضيّقة حول حسّون، منهم من هو الآن في مناطق محررة داخل سورية، ولربما تكون معهم وثائق دقيقة وموثقة وسنخرجها ليس فقط الى الاعلام بل سنضعها في عهدة المدعي العام اللبناني وستكون من ضمن ملف متكامل».

وعن نوعية المعلومات قال انها «مفصلّة» وتتصل بـ»المحاولة التي سيشرف عليها محرز ابراهيم حمد من البقاع لدى دخوله، وسيتم استهداف المفتي لدى وصوله الى منطقة معينة من أزهر البقاع على مقربة من مكتب أو دارة المفتي خليل الميس بطريقة ما».

وربط ذلك بـ»سيناريو خبيث لتشويه صورة المفتي» موضحاً ان المخططين للعملية «درسوا طبيعة اغتيال الشيخ احمد عبدالواحد وكيف كان لها تبعات». وتابع: «اؤكد ان هناك شيخين لبنانيين من دار الفتوى في لبنان متورطان أيضاً في عملية اغتيال المفتي وكان سيطلب منهما استدراج المفتي الى تلك المنطقة بداع من الدواعي الرسمية وغير الرسمية ويتم هناك اغتيال المفتي». ورفض سعيد تسميتهما، مع أن «الاسمين مؤكدان» عازياً تأخير الأمر «حتى لا يكون اتهاماً فقط، حتى تكون الوثيقة جاهزة وموجودة في الأيام المقبلة».

ومضى قائلاً: «منذ تولي المفتي حسون أصبح مكتب العلاقات العامة الذي كنت أعمل فيه ومكتب الإعلام مكتبا استخباراتيا بكل معنى الكلمة، لم تكن تجمع المعلومات من قبلنا، كانت تجمع المعلومات من قبل الموظفين في المؤسسة الدينية وليس فقط من قبل دوائر الاستخبارات». وأوضح انها «العقلية التي سار عليها علي مملوك وسارت عليها أجهزة الأمن، والمقصود منها بشكل جدي أن يسخّر رجال الدين في سورية لخدمة مشاريع النظام الفاسدة». ومما قاله الشيخ السعيد أيضأً انه في كل مرة كانت تغتال شخصية لبنانية كان يسمع من المفتي حسّون: «يا ريتهم يصفوا (مفتي جبل لبنان الشيخ) محمد علي الجوزو».