«أراب غوت تالنت»، «أراب أيدول»، و{ذي فويس»... ثلاثة برامج يحتلّ فيها نجوم الصف الأول في العالم العربي مقاعد لجنة التحكيم، ويعطون تعلميات وتوجيهات للمشاركين ويضفون أجواء مختلفة عن تلك التي كنا نراها في برامج الهواة السابقة.

Ad

 جمع «أراب أيدول» راغب علامة وأحلام وصنع نجومية الموزع الموسيقي حسن الشافعي، إلا أنه ما لبث أن أصبح حلبة مصارعة بين راغب وأحلام، لدرجة أن الجمهور بات ينتظره لرؤية النجمين الشهيرين وهما في حالة مناكفة مستمرة، ويسعى كل منهما إلى سرقة الأضواء من الآخر والظهور بمظهر الأقرب إلى المشتركين والأكثر حرصاً على مصلحتهم.

 لم يبقَ الصراع محصوراً بين أروقة البرنامج وعلى خشبة المسرح إنما امتد إلى الصحف والمجلات، ما دفع إدارة البرنامج إلى الاستغناء عن نجمة الخليج الأولى أحلام واستبدالها بالفنانة نانسي عجرم،  نظراً إلى الفوقية التي تتعامل بها مع المشتركين والغرور والقسوة اللذين تتسم بهما، كما ردّد البعض.

فكاهة وعفوية

في الموسم الأول من «أراب غوت تالنت»، حاول العضو في لجنة التحكيم الإعلامي عمرو أديب سرقة الأضواء من نجوى كرم وعلي جابر، فنجح أحياناً خصوصاً أنه إعلامي متمرس. في ما بعد، انضم إلى البرنامج الممثل المشهور ناصر القصبي، فأضفى بحضوره وروحه الجميلة طعماً جديداً على البرنامج، خصوصاً أن روح الفكاهة لديه ليست مصطنعة، بل عفوية للغاية.

 لا يشكل الثلاثي، رغم اختلاف وجهات النظر، عاملاً ضاغطاً في البرنامج، بل يحاول تلطيف الأجواء، لا سيما خلال الفقرات التي تصيب المشاهد ولجنة التحكيم على حد سواء بالتوتر.

أما برنامج «ذي فويس» الذي يعرض حالياً ويحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة فيضم أربعة من أشهر نجوم العالم العربي: كاظم الساهر، شيرين، صابر الرباعي، وعاصي الحلاني. يشكل كل واحد منهم عنصر جذب للمشاهد، نظراً إلى الشعبية التي يتمتع بها. يتميز هؤلاء بالعفوية وعدم الاستظراف ويتصرف كل منهم على طبيعته. لكن بحضورهم نسي المشاهد الهواة وأصواتهم وركز على النجوم وعلى أيديهم وهي تضغط على الضوء الأحمر، وانتظر ما سيقولون للمشاركين وطريقة التعامل معهم.

إذاً «ذي فويس» برنامج النجوم أصحاب الأصوات الجميلة التي نعرفها وليس برنامجاً يهدف إلى اكتشاف أصوات جديدة، لأن نجومية الفنانين الأربعة طغت على الهواة لدرجة أن المشاهدين يتذكرون كيف تصرف كل فنان ولا يذكرون قيمة الأصوات المشاركة.

عوامل جذب

تقول الناقدة سماح الجوهري إن طبيعة تلك البرامج تعتمد أولاً وأخيراً على النجوم الأعضاء في لجنة التحكيم، لأنهم عامل الجذب الأول والأخير والأهم بالنسبة إلى المشاهدين، بعدما كثرت تلك البرامج ولم تعد تحتوي على مواهب تؤثر بالجمهور، تحديداً عندما دخل تصويت الجمهور في حسم النتائج، إذ يكون لبعض المشتركين حظ أكبر في الفوز باللقب، خصوصاً إذا كان هذا المشترك أو ذاك ينتمي إلى دولة تتمتع بأكثرية عددية تفوق الدول الأخرى.

 تضيف: «إذا أرادت تلك البرامج  العودة إلى أهميتها السابقة فعليها الاستغناء عن فكرة تصويت الجمهور، وحصر المسوؤلية بلجنة التحكيم فقط، لكن هذا الأمر لن يحصل نظراً إلى الأرباح المادية الهائلة التي تجنيها تلك المحطات من التصويت وحسم المعركة لصالح هذا المشترك أو ذاك}.   

بدورها ترى الإعلامية وفاء ابراهيم أن هذه النوعية من البرامج لم يعد هدفها اكتشاف المواهب إنما استقطاب المشاهدين عبر ضم أسماء كبيرة ومحبوبة في عالم الفن إلى لجان التحكيم للحصول على أكبر نسبة مشاهدة، بالتالي أكبر نسبة من اتصالات المشاهدين، «بدليل أن معظم الذين حصدوا ألقاباً من تلك البرامج في السنوات الأخيرة لم يحققوا نجاحاً ولم يثبتوا وجودهم في الساحة الفنية، وإذا ما حقق أحدهم شهرة فيعود إلى توقيعه مع شركة إنتاج كبرى أو اختيار مدير أعمال جيد، وهؤلاء لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، من بينهم: سعد رمضان وجوزيف عطية اللذان يخطوان بثقة نحو النجومية في وقت كانت لمحمد عطية (نجم ستار أكاديمي) محاولات فنية شبه ناجحة ثم توقفت في مكان معين ولم نعد نسمع عنه شيئاً، فيما تصارع ديانا كارازون للبقاء تحت الأضواء، وما زلنا بانتظار جديد ناصيف زيتون (نجم ستار أكاديمي) الذي قدم أغنية «يا صمت». أما برنامج «نجم الخليج» فلم يحظَ نجمه بأي شهرة تذكر».