غربة الفنانين السوريين... سياسية أم لحاق بلقمة العيش؟

نشر في 06-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 06-11-2012 | 00:01
No Image Caption
يعيش الفنانون السوريون غربة قسرية عن بلادهم بسبب الحرب التي تدور رحاها في المدن السورية كافة. إلا أن هذه الغربة تختلف من فنان إلى آخر، فبينما يعيش البعض غربة نفسية بسبب مواقفه من الثورة، يعيش البعض الآخر غربة مكانية فرضتها مسيرتهم الفنية التي صنعوها في مصر وغيرها من الدول العربية منذ سنوات وحتى قبل الثورة.
جمال سليمان وتيم الحسن وجمانة مراد وغيرهم من الفنانين الذين غادروا بلادهم منذ سنوات واستقروا في مصر واحتلوا مكانة في الدراما العربية، بغض النظر عن مواقفهم السياسية الخاصة بأزمة بلادهم، وأصبحوا ضيوفاً مرحباً بهم على الخارطة الرمضانية.

قدم جمال سليمان في رمضان الماضي «سيدنا السيد»، وسيغير جلده هذا العام عبر مشاركته في المسلسل الكوميدي «ما يحكمشي»، إخراج أحمد شفيق.

 لا يخشى سليمان الإعلان عن تأييده الثورة السورية ويؤكد في أكثر من مناسبة أنه سيعود إلى بلده عاجلاً أم آجلاً ولن يمنعه أحد.

بعد النجاح المدوي الذي حققه في مسلسل «الملك فاروق»، قدم تيم الحسن «عابد كرمان» وانتهى أخيراً من تصوير «الصقر شاهين». كان في نيته العودة إلى سورية للمشاركة في أحد المسلسلات التي عرضت عليه، لكنه أجل عودته بسبب الأوضاع الحالية. أما جومانة مراد، فرغم عدم تقديمها جديداً، فإن أقامتها في مصر أصبحت شبه نهائية حتى قبل اندلاع الثورة في سورية. وقد نأى تيم وجمانة بنفسيهما عن الإعلان بأي تصريح سياسي يجعلهما محسوبين على هذا الطرف أو ذاك.

الحال نفسها بالنسبة إلى سلافة معمار وكنده علوش، فإذا كانت الأخيرة  من الممثلات المرحب بهن في الدراما المصرية، تحاول الأولى إيجاد موطئ قدم لها على الساحة الفنية، بعد النجاح الذي حققته في مسلسل «الخواجه عبد القادر».

بدوره يقيم عبد الحكيم القطيفان في مصر وشارك أخيراً في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله». وقد جاهر في أكثر من مناسبة بموقفه المساند للثوار ما يجعل عودته إلى بلاده شبه مستحيلة، بالإضافة إلى تهديدات تلقاها من جهات مجهولة خلال حضوره فعاليات مهرجان الإسكندرية.

الإمارات والأردن

ليست مصر وحدها ملجأ الفنانين السوريين، فقد احتضنت الإمارات العربية المتحدة كثيراً منهم على غرار ديما بياعة التي انتقلت إليها برفقة ولديها فهد وورد، وتستعدّ للمشاركة في أحد المسلسلات الكوميدية الخليجية. يذكر أن ديما بياعة وتيم الحسن انفصلا منذ عام بعد زواج دام أكثر من عشر سنوات.

كذلك يقيم باسل خياط في دولة الإمارات من دون أن يمارس أي نشاط فني وترافقه عائلته المؤلفة من زوجته وابنته، وقد كشف أن أحدهم انتحل شخصيته وبدأ يطلق مواقف مناهضة للنظام عبر صفحة على «فيسبوك» نسبت إليه، فيما في الحقيقة أن موقفه مغاير تماماً.

بدوره فتح الأردن أبوابه للممثلين السوريين مثل قيس الشيخ نجيب الذي يشارك الفنانة صبا مبارك مسلسل «زين» من إنتاجها وبطولتها.

كذلك ثمة فنانون سوريون يشاركون في الدراما اللبنانية مثل صباح الجزائري في مسلسل «الضياع « (إنتاج المؤسسة اللبنانية للإرسال)،  مكسيم خليل الذي حقق نجاحاً لافتاً في مسلسل «روبي»، فاتخذ من لبنان مقراً له ويستعدّ حالياً لمشاركة سيرين عبد النور بطولة فيلم «زيركون» إخراج فيليب أسمر.

بدوره يتنقل الممثل الكبير عابد فهد بين دولة الإمارات والقاهرة ويستعدّ  للمشاركة في مسلسل «الولادة من الخاصرة « في جزئه الثالث، إخراج رشا شربتجي التي ترفض مغادرة سورية رغم الظروف الصعبة، وهي تزور والدتها في القاهرة بين فترة وأخرى وتعود إلى سورية.

المخرجون أيضاً

استقرّ الفنان سيف الدين السبيعي في لبنان ويشارك في إخراج مسلسلات لبنانية، وربما يشكل إضافة إلى الدراما اللبنانية نظراً إلى الخبرة التي يملكها في عالمي الإخراج والتمثيل، ويستعدّ حالياً لإخراج مسلسل درامي لبناني من تأليف كلوديا مارشيليان.

 أما المخرج حاتم علي الذي قدم في رمضان الماضي مسلسل «عمر» فيستعد هذا العام لتقديم «عمر بن عبد العزيز» خامس الخلفاء، والمنافسة فيه محصورة بين أيمن زيدان وغسان مسعود وبسام كوسا.

يعيش غسان مسعود حالة من الصمت والانكفاء، فقد حاول في بداية الأزمة رفع الصوت عالياً ليكون صوت العقل أقوى من صوت المعركة، إلا أنه فشل في تحقيق ذلك فأخذ على نفسه عهداً بالصمت حتى انتهاء الأزمة. أما بسام كوسا فحاله كحال دريد لحام، كونهما محسوبين على النظام وبالتالي أصبح موقفهما معروفاً.

إصرار على البقاء

ثمة فنانون سوريون يرفضون مغادرة بلادهم بحجة أنهم ما زالوا قادرين على العيش في سورية، مثل سلمى المصري ومنى واصف. مع أن الأخيرة أعلنت منذ الأيام الأولى لاندلاع الأحداث تأييدها الثوار في سورية، ما دفع كثير من الفنانين إلى الطلب من الرئيس بشار الأسد سحب الوشاح الذي منحها إياه قبل عام من اندلاع الثورة، إلا أنها تؤكد أنها لا تستطيع تنفس سوى هواء سورية.

أما سلمى المصري المؤيدة للنظام، فأعلنت أخيراً أنها احتفلت بعيد الأضحى وتسوقت وزارت أصدقاءها وعائلتها.

إرباك

يعيش الممثلون السوريون، سواء كانوا في داخل سورية أو خارجها، حالة من الإرباك من الناحية السياسية، فأينما حلوا وفي أي لقاء صحافي يعقدونه يكتفون بالدعاء لبلدهم، باستثناء الفنانين الذين يساندون الثوار على غرار أصالة التي حسمت أمرها، سواء في الإقامة أو تأييد الثورة، فهي مستقرة في مصر بعد زواجها من المخرج طارق العريان الذي يقيم في مصر، لذا لديها كامل الحرية في العمل والإدلاء بمواقف من دون تردد أو خوف، عكس بقية زملائها.

back to top