وثيقة لها تاريخ: فريج العثمان بالحي القبلي (1)
يقع فريج العثمان في الحي القبلي بمدينة الكويت، ويحده من الشمال ساحل البحر وعدد من النقع البحرية سنأتي على ذكرها بعد قليل، ومن الجنوب فريج الفوادرة وبراحة حمود البدر (وتسمى أيضاً براحة عباس)، ومن الشرق فريج الصقر، ومن الغرب فريج الخرافي والساير. وينسب اسم هذا الفريج إلى أسرة العثمان النواخذة التي لها عدة منازل مطلة على البحر في هذا الفريج، ولها نقعة كبيرة لرسو السفن التابعة لها. وقبل أن نتناول بالشرح المعالم الرئيسية للفريج، من المفيد أن نشير إلى أن الشيخ عبدالله بن صباح بن جابر وهب أرضاً لأسرة العبدالجليل في عام 1885م طولها 150 ذراعاً وعرضها 70 ذراعـــــاً (الــــذراع الواحد ما بين 60-50 سم تقريباً) تقع على ساحل البحر مباشرة في الموقع الذي سمي في ما بعد بفريج العثمان، وذلك في مقابل أن تنقل أسرة العبدالجليل سفنها من نقعة سعود إلى النقعة الجديدة أمام الأرض الموهوبة لهم. وبعد فترة قصيرة من تأسيس نقعة العبدالجليل وبناء "عماير" لهم تطل عليها، تأسست غرباً منها نقعة المرحوم عبدالعزيز بن عثمان المتوفى عام 1935م، والذي اشترى أولاً بيتاً في نفس الفريج من أسرة المبارك وسكن فيه، ثم اشترى في بداية عام 1905م بيت المرحوم خلف ابن السيد عبدالرحمن النقيب وضمه إلى منزله. وفي نفس الوقت، توجد نقعة أخرى أمام فريج العثمان تملكها أسرة المبارك الكريمة، وتقع في ما بين نقعة العبدالجليل ونقعة العثمان. وعلاوة على كل ذلك، ولكي لا نتجاهل بعض الروايات التي لانشك في صحتها، فإنه في فترة ما كانت هناك نقعة تحمل اسم محمد ثنيان الغانم ويوسف الصقر، ولكنني لا أعلم بشكل أكيد موقعهما من النقعة الكبيرة وفترتهما الزمنية. ومن المفيد أن نشير إلى أن مجموعة من العوائل الكويتية كانت تسكن في هذا الفريج قبل انتقال أسرتي العبدالجليل والعثمان إليه، منها أسرة المزيد وأسرة المبارك وأسرة النقيب وأسرة بن مطر وأسرة رجب الفودري وغيرها، كما توجد أيضاً بعض الأراضي الفضاء والحوط المملوكة لبعض التجار منذ أمد بعيد. ونقف عند هذا الحد في حلقة اليوم، ونكمل إن شاء الله الحديث عن فريج العثمان ومعالمه وسكانه في الحلقة المقبلة. ملاحظة: أبلغني الأستاذ سعود عبدالعزيز الشايع أن منزل جده إبراهيم بن علي بن شايع كان في فريج القضيبي الذي انتقل إليه جده وأعمامه من فريج بن خميس في نهاية الأربعينيات. كما نبهني العم عبدالعزيز الغنام أن منزل أسرته القديم كان في الحي القبلي بالقرب من منازل أسرة الزبن المطلة على شارع فهد السالم وبالقرب من مسجد بن حِمد (أو مسجد المهارة كما يسميه الكثير من الناس).