علمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن جهوداً تبذل حالياً لاحتواء أزمة مكتومة بين الرئيس المصري محمد مرسي ووزيري الدفاع والداخلية، الفريق أول عبدالفتاح السيسي واللواء أحمد جمال الدين، قبل أن تنفجر لتزيد الوضع السياسي في مصر تعقيداً.

Ad

وقال المصدر إن هناك مخاوف لدى الجانبين من أن "فشل هذه الجهود قد يؤدي إلى صراع مفتوح بين جماعة الإخوان ومؤسسات الدولة، عقب إجراء المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور الأسبوع المقبل".

وكشف أن مرسي كان قد اتخذ بالفعل قراراً بإقالة السيسي وجمال الدين، بعد مليونية الثلاثاء 4 ديسمبر الحاشدة، حيث انتابته شكوك بأن قوات الشرطة والحرس الجمهوري تعمدت إخلاء الطريق أمام المتظاهرين للوصول إلى قصره وحصاره، لكنه أبدى لقيادات إخوانية خشيته من ردود الأفعال على القرار، خاصة أن شعبية السيسي بين قادة القوات المسلحة عالية جداً، كما بات جمال الدين يحظى بشعبية مماثلة بين ضباط الشرطة، بسبب سياسته في تفادي الصدام مع المتظاهرين، التي أدت إلى مصالحة بين "الداخلية" والقوى الثورية، بعد فترة عداء امتدت منذ ثورة يناير.

وأضاف أن "شكوكاً تزايدت لدى الإخوان بعد تكرار اللقاءات الثنائية بين وزيري الدفاع والداخلية، وتزايد التصريحات الصادرة عن المؤسسة العسكرية، التي تؤكد أن ولاء القوات المسلحة للشعب ومطالبه المشروعة"، ما أثار تساؤلات عن وجهة انحياز الجيش في الأزمة السياسية الحالية بين الرئيس ومعارضيه.

وأوضح المصدر أن الأزمة المكتومة خرجت للعلن بعد دعوة السيسي إلى حوار بين القوى السياسية، وما تلاها من ردود أفعال مرحبة من جانب المعارضة، وصلت ببعض السياسيين إلى إعلان "أمنياتهم بانقلاب عسكري"، ما دفع الرئاسة إلى ممارسة ضغوط عنيفة لإجهاض هذا الحوار.

وتابع أن "الغضب الأكبر لدى الإخوان ينصب على وزير الداخلية، بسبب تجاهل رجال الشرطة حماية مقرات الجماعة التي ينتمي إليها الرئيس"، مرجحاً أن يكون تحرك جماعة "حازمون"، التي يقودها السلفي حازم أبوإسماعيل، ضمن خطط لإحراج جمال الدين، وضعها نائب مرشد "الإخوان" خيرت الشاطر، الذي يمتلك نفوذاً كبيراً على هذه المجموعة.

وأشار إلى أن الشاطر بات في موقف حرج بدوره، بعد أن ألقت الشرطة القبض على حارسه الشخصي ومعه سلاح ناري غير مرخص، وعثرت في هاتفه على صور له أثناء تلقيه تدريبات عسكرية في غزة.

وأكدت المعلومات، التي حصلت عليها "الجريدة"، أن هذه الأزمة ستؤدي إلى صراع سياسي خطير إذا نجح "الإخوان" في إجراء المرحلة الثانية من الاستفتاء الدستوري السبت المقبل، رغم تزايد احتجاجات القضاة، والاتهامات بالتزوير التي تلاحق المرحلة الأولى، ما جعل الطرفين مستعدين لمعاودة التقارب بينهما.

في سياق متصل، التقى مساعد وزير الدفاع اللواء أركان حرب محمد العصار الرئيس مرسي، مساء أمس الأول، لمناقشة ملف تسليح الجيش، قبل زيارة الرئيس المرتقبة للبيت الأبيض الشهر المقبل، ويعتبر العصار أحد أهم المسؤولين في المؤسسة العسكرية عن العلاقات مع الولايات المتحدة، وأحد المساعدين القلائل للمشير طنطاوي الذين استمروا بعد الإطاحة بالأخير في انقلاب صامت قبل أربعة أشهر، جاء بالسيسي إلى قيادة الجيش المصري.