كانت جلسة تحت نور القمر، والنار هادئة، يجلس فوق حطبها دلة قهوة و«قوري» شاي، وهطول المطر خفيف «ديمة» تتشكل قطراتها على شكل رذاذ، والجو «براد» لم يصل إلى البرد، إلا أنه بالمفهوم الكويتي «جو خيالي»، وبمصاحبة هذه الأجواء الرائعة، كنا أربعة، وكالعادة في أي جلسة كويتية لابد أن تكون السياسة هي الموضوع الرئيسي، وكان الحديث عن مجلس الأمة والحكومة الجديدة، وتعددت الآراء والانتقادات، ولن أكذب حين أقول إن «الإشادة» ككلمة لم تكن حاضرة أثناء الجلسة، كنا تقريباً نمثل أربعة أجيال عمرية... وصلنا إلى نتيجة واحدة، وهي صعوبة الإنجاز في هذه الظروف الساخنة، ليس صحيحاً ان المجلس يمثل أهل الكويت جميعهم، ونسبة حضور الانتخابات تثبت ذلك، فالمكابرة لا تنفع، فكل شيء واضح والحكومة مجرد موظفين تنفيذيين كبار ليس بيدهم الآلية الحقيقية للقرار واتخاذه وتنفيذه... والسنوات الماضية شواهد.

Ad

في هذه الجلسة اتفقنا، أن البكاء على اللبن المسكوب لن يغير شيئاً، فلنعش الواقع ونتفاءل ربما تخيب ظنوننا ويصبح هذا المجلس وهذه الحكومة على قدر ثقة سمو الأمير، ويحققان إنجازات ملموسة للبلد ومواطنيها، فكل شيء جائز. الإنسان وصل إلى القمر وتحققت إنجازات تكنولوجية هائلة على مرأى أعيننا وأعضاء المجلسين فيهم من يحمل شهادات أكاديمية عليا ومنهم مختصون... فلنتفاءل.

ربما... تتحرك الحكومة وتطبق القانون على الجميع من أكبر فرد إلى أصغر فرد.

ربما... ينصلح حال القطاع الصحي.

ربما... ينصلح التعليم الذي يعد تلقيناً أكثر من أن يكون تعليماً.

ربما... تُنشأ جامعات جديدة تستوعب الطلبة الذين يتوزعون على دول كثيرة ولا ذنب لهم في ذلك سوى التخطيط السيئ للحكومات السابقة.

ربما... تُحل قضية الإسكان (في هذه الدنيا كل شيء جائز).

ربما... تُحل مشكلة «البدون» وأسرهم الذين ظُلموا من هذه المشكلة.

ربما... تحل مشكلة المقترضين وإسقاط الفوائد الظالمة عنهم.

ربما... تنتهي القرارات المزاجية في شأن العمالة الوافدة.

ربما... نشهد مجلس أمة قادراً على التشريع والمراقبة متعاوناً مع الحكومة بدون الخضوع لمتنفذين أو لأي كان.

ربما... تتحسن أمور مرفق القضاء وتكون له استقلالية فعلية.

ربما... سنجلس على مدرجات «استاد جابر» لتشجيع المنتخب الوطني.

ربما... ستكون الشفافية هي أبرز صفات لجنة المناقصات المركزية.

ربما... يوضع حد لبقاء القياديين في مناصبهم «هل يعقل أن يبقى قيادي في منصبه أكثر من 15 سنة؟».

ربما... نشهد وضع حجر الأساس لجسر جابر، وبدء تنفيذ المدن الحدودية.

ربما... يتم تفعيل القوانين في شأن الزراعة والثروة الحيوانية.

ربما... نشهد عودة المؤذنين والأئمة الكويتيين الذين أبعدوا بقرارات إدارية ظالمة.

ربما... تعبت والله... الكلام كثير. وهناك من يظن أن تفعيل القوانين فيه تضييق على المواطن، وهذا غير صحيح، فالقانون وضع أساساً لراحة المواطن والتيسير عليه وتسهيل أموره.

يقول الله سبحانه «... قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين». سورة «البقرة» الآية (111).