في المرمى : رباعية السعودية وهيتشكوك العديلية
لم أكن أعرف من أين أبدأ في ما سأكتب؟ هل أبتدئ الحديث من المسلسل الكوميدي حول تعديل النظام الأساسي لاتحاد الكرة؟ أم أستهله بـ»غسلة» منتخب الكويت الأول «بالأربعة» من الرديف السعودي؟ ولأنني لا أحبذ أن أتناول المواضيع بأسلوب «المقامرة القاهرية» فإنني فضلت أن أبدأ بالمهزلة التي تعرض لها منتخبنا الكروي على يد شقيقه السعودي في انطلاق بطولة كأس العرب أمس الأول، ونحن هنا لا نتحدث عن خسارة مباراة، فأي فريق في العالم معرّض لأن يخسر وفي أي بطولة، لكننا هنا ننتقد قراراً ينم عن سوء إدارة وقلة إدراك للعواقب التي يمكن أن تنجم عن الإصرار على الاشتراك في بطولة لا تعدو أن تكون ودية، في محاولة مكشوفة لبيع الأوهام وكسب مجد يسجل في الحساب الشخصي على حساب مصلحة وطن ممثل في منتخب قومي.
ألم يكن الأجدر بكم إعطاء اللاعبين مجالاً لينعموا بفترة راحة بعد موسم طويل عانوا فيه الإرهاق والتعب الذي أثر حتى على كمِّ الإصابات ونوعيتها في صفوف المنتخب بشهادة الجميع، بدلاً من البحث عن لقب بطولة أقيمت على طريقة «قص ولزق» والكل يعلم أنها كانت مهددة بالإلغاء لولا ضغوط الشركة مالكة الحقوق؟ ونتمنى ألا يتجرأ أحد منكم ليسمعنا اسطوانة المشاركة لإنجاح العرس العربي والشقيقة الكبرى و«الكلام المأخوذ خيره» فالمعتذرون كثر، والمشاركون من الصف الثاني أكثر «وإلا بس إحنا لازم نساهم في نجاح العروس والعانيات».أنا، ومثلي كثيرون، نتمنى أن يخرج شخص واحد من جميع القائمين على مسؤولية المنتخب أو الاتحاد (غير الشرعي) ليعطينا سبباً واحداً مقنعاً وحقيقياً لدفعهم إلى المشاركة أساساً في البطولة، والأهم هو لماذا المنتخب الأول؟ثم تعالوا وفهّمونا... ما هي قصة معسكرات القاهرة والإصرار على إقامتها هناك رغم الظروف التي تعيشها وأهلها من أزمات وعدم استقرار؟ الغريب أن جهابذة الاتحاد ومسؤولي المنتخب يقيمون معسكراً في دولة تسعى أنديتها إلى إخراج فرقها منها وإقامة معسكرات لها في دول أخرى، لكن إذا عرف السبب بطل العجب. دعونا نَعُد الآن إلى موضوع تعديل النظام الأساسي للاتحاد والجمعية العمومية غير العادية التي يصر الشيخ د. طلال الفهد رئيس الاتحاد (غير الشرعي) وزعيم أندية التكتل على عرضه بطريقة المسلسل الكوميدي، إلا أنه وللأمانة يعتمد كذلك على التشويق أيضاً في السيناريو، مما يمنح المتابع مساحة من الإثارة المصحوبة بالكوميديا السوداء.فزعيم «التكتل» يتعامل مع حلقات مسلسل الجمعية العمومية بالطريقة «الهتشكوكية»، وفي كل مرة يخرج علينا بنهاية حلقة مختلفة تماماً عن سابقتها بالإثارة، لكنها تصب في نفس الاتجاه، وهو وضع المزيد من الضغط على المسؤولين عن تطبيق القوانين عليه وعلى «ربعه» لتعديلها بما يتواءم مع ما يشتهي وما يريد. ففي الأولى لا تحضر أندية التكتل التي يحركها الفهد بنظرة، لا إشارة من إصبعه، لكن النهاية تشتمل على ظهور ممثل أندية التكتل والناطق باسمها، ليعلن رفضها التعديل باعتبارها غير مسؤولة عنه، ولا يحق لها ذلك.وفي الثانية، لا تحضر الأندية، لكن دون تصريح، وتبقى النهاية مفتوحة ليأتي موعد الثالثة ويحضر «التكتل» ممثلاً بأنديته، إلا أن الجميع يفاجأ بإعلان الزعيم إلغاء «العمومية» بحجة وصول كتاب من الاتحاد الدولي يطالب بذلك (ما قلت لكم إثارة وتشويق؟!)، والسؤال هو: لماذا لم يعلن رئيس الاتحاد عن إلغاء الجمعية قبل موعده، خصوصاً أنه قال إن الكتاب وصل قبل يوم من موعد الانعقاد؟ ولماذا لم يَستشر الاتحادين الدولي والآسيوي قبل توجيه الدعوة للعمومية؟ والأهم هو منذ متى كان شرط الاتحاد الدولي تعديل القوانين المحلية، والكل يعلم أن التعديل المطلوب كان على الأنظمة الأساسية، وأن الاتحادين الدولي والآسيوي كانا قد وافقا مسبقاً على شرط عدد الأعضاء.خطوة الجمعية العمومية كانت جزءاً من مخطط تعديل القوانين الذي وأده مجلس الأمة في جلسة 7/6/2012 ولأن الخطة لم تكتمل يبدو أن الفهد «تربيع» وجماعتهما يحاولون هذه الأيام تطبيق الخطة البديلة، وأولها عدم انعقاد الجمعية العمومية «وانتظروا مزيداً من الإثارة». بنلتيبعد كل هذه الإخفاقات والنتائج المخزية والسقطات التي تمنى بها منتخباتنا الكروية الوطنية ودّنا نكون «إيد وحدة» مع عضو «الغفلة» في مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة اللي شادّ حيله ويقود حملة منذ فترة، بحجة السعي إلى إصلاح الوضع الرياضي ورفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية، ويطلب، بالنيابة عنا من الرئيس غير الشرعي «وربعه بالاتحاد»، التنحي وإعطاء الفرصة للآخرين للإدارة... والا هذي مالها شغل بالإصلاح وقوية عليك؟!