لوحات نزار ضاهر في بيروت... ألوان الأرض ومفرداتها
يستضيف «مركز بيروت للمعارض» في بيروت معرضاً للفنان اللبناني نزار ضاهر يستمر حتى 30 ديسمبر الجاري 2012، متضمناً مجموعة من لوحاته التي تميل إلى الواقعية بمعناها الإنساني.
المتأمل في لوحات الفنان التشكيلي نزار ضاهر الآتي من بلدة تبنين البقاعية في لبنان، يلاحظ أن التراب هو سيّد لوحته ومكوّنها الأول، يقول ضاهر إنه كان يذوبه ويرسم به، وهو كتب على موقعه الإلكتروني عبارة: «وتبقى هناك اللوحة الأجمل، فإنها لن ترسم أبداً».اختار ضاهر في معظم لوحاته أن يرسم الطبيعة والبيئة الجبلية الريفية والبقاعية، لم يترك قريته وأشجارها وترابها. حتى إنها رافقته في دراسته الأكاديمية في روسيا، حيث انطلق إلى العالم بلوحته متنقلاً بين أشجار الخريف وثلوج الجبال. كذلك رسم ضاهر لوحاته في إطار الواقعية ولكنه لم يكن أسيرها، فهو عمد إلى تطويرها بحسب ذائقته، ولم تكبله الأيديولوجيا.
في معرضه في «مركز بيروت للمعارض»، تتميّز لوحات ضاهر بالدقة في مزج الألوان، فضلاً عن الشفافية والنزعة الشعرية، إذ يركّز الفنان على الغنائية في المشهد، وعلى الأبعاد اللونية والنورانية والضوئية. كذلك أبدع في تناول المنظر الطبيعي والبورتريه واللوحات الجدارية ذات المغزى العميق. ولد نزار ضاهر في بيروت عام 1951، وهو حائز رتبة «أستاذ» في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، ودكتوراه في العلوم الفنية، وشهادة ماجستير في الرسم والتصوير في معهد ريبين في روسيا.مثّل ضاهر لبنان في مهرجانات فنية عدة في الصين وروسيا، وفي البلدان العربية. كذلك نظم معارض خاصة في لبنان والخارج، ولديه أعمال معروضة في المتحف الوطني الصيني للفنون في بيجنغ، في متحف الارميتاج في سانت بترسبورغ، في متحف الشرق في موسكو، وفي متاحف البلدان العربية. بالإضافة إلى أعمال معروضة في مؤسسات رسمية وخاصة في فرنسا، كندا، الولايات المتحدة وبلدان عربية.يقول نزار ضاهر عن عمله الفني : «تصميمي على معالجة موضوع الأرض، مراراً وتكراراً، ما هو إلا التزام بها وخوف عليها، فهي غنية بمفرداتها، والزهرة بنت هذه الأرض، هي الحب والمحبة، الصدق والصداقة، واللون الجميل».