الكويت: «الحوار الآسيوي» يدخل مرحلةً تحوِّل الأفكار إلى واقع
الجارالله: سنستضيف هيكلية المنتدى التي سيتم الاتفاق عليها بين الدول الأعضاء
أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله أن الكويت ترغب في دخول المنتدى الآسيوي إطار الاستدامة، مشيراً إلى سعي الكويت إلى توسيع رقعة وجودها الدبلوماسي مع الدول الآسيوية، إضافة إلى مشاركتها في الجهود المبذولة في تنمية القارة.
أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله أن الكويت ترغب في دخول المنتدى الآسيوي إطار الاستدامة، مشيراً إلى سعي الكويت إلى توسيع رقعة وجودها الدبلوماسي مع الدول الآسيوية، إضافة إلى مشاركتها في الجهود المبذولة في تنمية القارة.
كشف وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله رغبة دولة الكويت في استضافة هيكلية منتدى حوار التعاون الآسيوي، التي سيتم الاتفاق عليها بين الدول الأعضاء في المنتدى.وقال الجارالله في كلمته خلال افتتاح أعمال الاجتماع التحضيري لكبار المسؤولين في الدول المشاركة بالقمة الاولى لمنتدى حوار التعاون الآسيوي أمس، ان دولة الكويت "ترغب بدخول المنتدى الى اطار الاستدامة"، مؤكدا حرصها على بناء العلاقات الوطيدة مع شتى دول العالم لاسيما مع دول القارة الآسيوية.
وأضاف أن دعوة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد إلى عقد أول قمة لمنتدى حوار التعاون الآسيوي تأتي لتترجم حرص القيادة السياسية العليا في دولة الكويت على زيادة رقعة وجودها الدبلوماسي ومشاركة الجهود التنموية الآسيوية.التعاون الآسيوي أولويةوأشار إلى أن هذا الاجتماع التحضيري الذي يأتي بعد مرور عقد على إنشاء منتدى حوار التعاون الآسيوي في تايلند من شأنه توسيع تطلعات الدول الأعضاء فيه، مبينا ان دولة الكويت تضع التوافق والتعاون الآسيوي وتطوير آليات العمل المشترك بين بلدان هذه القارة كأولوية خلال هذه القمة.وأكد سعي الكويت الى توحيد علاقاتها مع دول القارة عبر توسيع رقعة وجودها الدبلوماسي معها، اضافة الى مشاركتها في الجهود المبذولة في التنمية من خلال المشاريع التي مولها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.وذكر أن جدول اعمال الاجتماع التحضيري يزخر بموضوعات مهمة تتطلب تعاون الجميع لإحالتها الى وزراء الخارجية، تمهيدا لرفعها الى القمة لاتخاذ ما تراه مناسبا في شأنها بما يحقق تطلعات الشعوب الآسيوية.وثمن الجارالله لمملكة تايلند التي قدمت الرعاية الشاملة والدائمة لمنتدى الحوار الآسيوي منذ نشأته "قبل أن يدخل مرحلة عمرية جديدة ستفعل الحوار المشترك وتدخل دول المنتدى الأعضاء الى فضاء آسيوي يحقق الآمال ويفعل الأفكار على أرض الواقع"، معرباً عن سعادته بانضمام أفغانستان كعضو جديد في المنتدى، مشيرا الى ما يربط الدول الآسيوية من التاريخ المشترك والإرث الحضاري العريق.من جهته، أكد نائب وزير الخارجية التايلندي المنسق العام لمنتدى حوار التعاون الآسيوي نوبادول جونافيبول أن قمة الحوار الآسيوي في الكويت ستعزز التعاون بين الدول الاعضاء بالمنتدى في العديد من المجالات، وستساعد على بناء مجتمع آسيوي قوي ومتكامل يحقق للشعوب الآسيوية فائدة عملية ملموسة.المنتدى الأكبر في آسياوقال جونافيبول الذي يترأس أيضا الوفد التايلندي في كلمته أمام الاجتماع التحضيري لكبار المسؤولين في مؤتمر قمة حوار التعاون الآسيوي الذي انطلق أمس، إن مجموعة منتدى الحوار الآسيوي، ومنذ انطلاقتها شكلت أكبر المجموعات في القارة الآسيوية، حيث تضم المنظمات الاقليمية الآسيوية كافة.وأضاف أن عدد أعضاء المنتدى ارتفع من 18 عضوا مع انطلاقته ليصل الى 32 عضوا أمس مع اعلان افغانستان انضمامها أخيرا ومشاركتها في أعمال الاجتماع أمس.وذكر أن تأسيس منتدى الحوار الآسيوي يؤمن الارضية لصناع القرارات في الدول الآسيوية لتبادل وجهات النظر ومناقشة السبل الكفيلة بتحسين التعاون المشترك، مبينا ان هذا المنتدى شهد 10 اجتماعات وزارية على مدى العقد المنصرم ناقشت جميعها القضايا العالمية والاقليمية بما فيها أمن الطاقة والأمن الغذائي والتطور التكنولوجي والتواصل الآسيوي.وعن أعمال المنتدى أشار الى لقاء ضم وزراء خارجية دول المنتدى على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في (نيويورك) أخيرا "أظهر للمجتمع الدولي رغبتنا في أن يعمل بعضنا مع بعض". وبين أن نقاشات مكثفة حول المنتدى سادت بين المسؤولين الكبار للدول الاعضاء في العديد من اللقاءات التي جمعتهم لمتابعة التطور والتقدم الذي يشهده المنتدى وآليات تطويره وتقدمه.وأضاف ان مؤتمر القمة سيركز على تحريك سبل التعاون في 20 مجالا بين الدول الاعضاء وفقا للامكانات التي تملكها كل دولة على شكل مؤتمرات وورش عمل سينظمها المنتدى، بالاضافة الى تطوير أوراق عمل مشتركة هدفها زيادة مستوى التعاون بين الدول الأعضاء مستقبلا.واستعرض أهم أوجه التعاون التي سيتم التركيز عليها بين الدول الاعضاء وهي مجالات السياحة والتمويل والطاقة ومحاربة الفقر والزراعة والتعليم الإلكتروني وتطوير الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات، بالاضافة الى التبادل الثقافي بين الدول الأعضاء.التقدم بطيءوقال جونافيبول إنه برغم بعض الانجازات التي قام بها المنتدى في السنوات السابقة: "لكن يجب الاعتراف بأن وتيرة التقدم في مجال أعمال المنتدى اتسمت بالبطء في السنوات الاخيرة، ومازال أمامنا طريق طويل للوصول الى كل إمكاناتنا".وأشار الى تحديات تعوق تنشيط التعاون بين الدول الاعضاء "كنقص الموارد المالية لدعم اعمال المنتدى على سبيل المثال"، مضيفا "اننا نشهد العقد الثاني من عمر منتدى حوار التعاون الاسيوي في الكويت، وهي فرصة مهمة لمناقشة كيفية تطويره الى المستوى التالي، خصوصا بعد أن لعبت قارة آسيا دورا مهما في تحريك النمو الاقتصادي العالمي، ولذا فان المنتدى سيكون القوة الدافعة لتقدم المجتمعات ومواجهة التحديات العالمية".وجدد التأكيد على ثقته بأن المنتدى المقام حاليا على أرض الكويت سيفعل كل أوجه التعاون المختلفة بين دول آسيا وتقريب وجهات النظر والخروج بنتائج ملموسة وواقعية تفيد كل الأعضاء.ومن المقرر أن يبحث الاجتماع التحضيري الذي يترأسه الجارالله سبل تطوير آلية عمل المنتدى وتبني جدول الأعمال الذي سيطرح على اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في المنتدى.يذكر أن القمة الاولى لمنتدى حوار التعاون الآسيوي تشارك فيها 32 دولة آسيوية لمناقشة سبل تطوير وتفعيل التعاون الآسيوي المشترك بما يخدم مصلحة شعوب القارة.«التنمية»: 3 مليارات دولار لتنمية أكثر من 20 دولة آسيويةقال المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية عبدالوهاب البدر، إن استضافة الكويت فعاليات القمة الأولى لمنتدى حوار التعاون الآسيوي ينبع من الاعتقاد الراسخ لدولة الكويت بأهمية توثيق التعاون بين الدول الأعضاء وتقويته، والدعوة إلى المزيد من التعاون بين دول حوار التعاون الآسيوي في مختلف المجالات، مثل الصناعة والزراعة والموارد الطبيعية والتعليم والخدمات الصحية وكل ما من شأنه أن يساعد على تحقيق التنمية المستدامة تدريجيا، مشيرا إلى أن مساهمات الصندوق بلغت 3 مليارات دولار لتنمية أكثر من 20 دولة آسيوية.وأوضح البدر في تصريح صحافي أمس أن هذه القمة ستمثل نقلة نوعية في مجالات التعاون وتطوير دور البلدان الآسيوية وستفتح آفاقا جديدة لمرئيات الإصلاح الاقتصادي في الدول الآسيوية وتمكينها من تعزيز تكاملها خاصة في ظل تحديات العولمة الاقتصادية والتعاون الإقليمي بالنظر إلى ما تتمتع به آسيا من وفرة في الموارد الطبيعية والقوى العاملة، فضلا عن السوق الاقتصادي الواسع.وأضاف أن الصندوق الكويتي الذي أنشئ قبل نصف قرن من الزمان، استطاع من خلال مشروعاته التنموية التي يساهم في تمويلها دعم اقتصاديات العديد من البلدان، خاصة الدول الآسيوية، مشيرا إلى ان الصندوق الذي كان نشاطه في البداية مقتصرا على الدول العربية حتى منتصف سبيعينيات القرن الماضي قام بتوسيع نطاق عمله في 1974 ليشمل بقية الدول النامية، ومن ضمنها الدول الاسيوية، وقد استمر في دعم جهود التنمية خلال نصف القرن الماضى، كما قدم مساعدات فنية لدعم جهود الدول والمؤسسات في بناء قدراتها لكي تتمكن من تسريع عمليات التنمية.وذكر البدر أن إجمالي مساهمات الصندوق الكويتي في قارة آسيا حتى وقتنا الحالي بلغت 3 مليارات دولار، موزعة على نحو 170 مشروعا في أكثر من 20 دولة آسيوية.