استولى مقاتلو المعارضة السورية أمس على مدينة الميادين الاستراتيجية في محافظة دير الزور (شرق) ليسيطروا بذلك على جزء مهم على الحدود مع العراق، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

Ad

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «المنطقة التي تمتد من الحدود العراقية الى دير الزور (التي لا تشملها المنطقة التي استولوا عليها) اصبحت اهم قطاع في سورية لا يسيطر عليه الجيش بالكامل»، وأضاف انه بعد حصار استمر نحو ثلاثة اسابيع اقتحم مقاتلون من عدة كتائب كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين (ريف دير الزور) وسيطروا عليها.

وأشار المرصد الى أن عناصر القوات النظامية التي كانت متمركزة بالكتيبة انسحبت باتجاه مقر عسكري آخر يبعد نحو 80 كم عن الميادين».

من جهة اخرى، تعرضت عدة بلدات بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الاربعاء - الخميس، كما تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة الليرمون ومحيط فرع الجوية في حي جمعية الزهراء في المدينة نفسها.

وفي ريف دمشق، تعرضت كذلك بلدات الزبداني وداريا والقاسمية والزمانية وجسرين والسبينة بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية ما ادى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وفي العاصمة، تجدد القصف أمس على احياء مدينة دمشق الجنوبية، في حين دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة في حي دمر والمزة وسقطت عدة قذائف هاون على اوتوستراد المزة استهدفت مبنى تابعا لمديرية النقل، وقذيفة اخرى على مبنى سكني مما ادى الى احتراقه.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في كل مناطق سورية ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، تخطي عدد قتلى النزاع 40 ألف شخص. واشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن الى ان ما لا يقل عن 28 ألفا و26 مدنيا، وعشرة آلاف و150 جنديا نظاميا، و1379 منشقا، قتلوا منذ بدء الثورة ضد نظام الاسد منتصف مارس 2011.

حشود في رأس العين

الى ذلك، يحتشد مئات من المقاتلين المعارضين والأكراد امس في مدينة رأس العين في شمال شرق سورية القريبة من الحدود التركية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وسكان في المدينة.

ولفت المرصد الى ان هذه المدينة الواقعة في محافظة الحسكة شهدت «حشدا للقوات من قبل وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي التي تسيطر على القسم الشرقي والشمالي من المدينة»، وأضاف ان مقاتلين معارضين «من جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام (الاسلاميتين) وكتائب اخرى تسيطر على المعبر الحدودي غرب المدينة والقسم الجنوبي منها»، تحشد صفوفها أيضا.

ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة قولهم أن «جبهة النصرة» استقدمت نحو مئتي مقاتل من مدينة تل أبيض الحدودية الواقعة الى الغرب من رأس العين والتي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.

واستقدمت «غرباء الشام» اكثر من مئة مقاتل وثلاث دبابات كانت استولت عليها خلال اشتباكات في محافظة الرقة، ونشرت احداها عند المعبر الحدودي والاخريين في جنوب المدينة.

في المقابل، افاد المرصد عن وصول نحو 400 مقاتل كردي «من المناطق الكردية في سورية» الى المدينة التي باتت شبه مهجورة.

وكانت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين اكراد يوم الاثنين الماضي ادت الى مقتل 34 شخصا بينهم 29 مقاتلا من النصرة وغرباء الشام، اضافة الى رئيس المجلس الشعبي الكردي لمدينة رأس العين، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان ثمة «هدنة غير معلنة في المدينة في انتظار معرفة ما ستؤول اليه جهود التهدئة التي تقوم بها بعض الاطراف»، من دون ان يسميها.

ويتبع مقاتلون «لجان حماية الشعب الكردي» الذين يقاتلون «الجيش الحر» في رأس العين، لـ»الهيئة الكردية العليا» التي يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لـ»حزب العمال الكردستاني»، أبرز مكوناتها.

وبات المقاتلون الاكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية في شمال شرق سورية، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من «التواطؤ» بين نظام الأسد وأبرز قوة كردية على الأرض من أجل استدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية الى انقرة.

موسكو

إلى ذلك، حذرت روسيا أمس تركيا من نشر صواريخ باتريوت قرب حدودها مع سورية وحثتها على العمل من اجل حل سياسي كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، مطالبة أنقرة بـ»دعم بدء حوار داخلي سوري، عوضا عن استعراض العضلات».

وقال الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش إن «عسكرة الحدود التركية السورية يعد اشارة مقلقة»، وأضاف: «نصيحتنا الى زملائنا الاتراك هي استخدام نفوذهم على المعارضة السورية للتوصل في اسرع وقت ممكن الى بدء حوار بين الأطراف السوريين، وليس عرض عضلاتهم عبر اعطاء منحى خطير للوضع».

وكانت تركيا طلبت رسميا امس الأول من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سورية. وأيدت الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا هذا الطلب.

الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إمكانية قيام مجموعة من القطع البحرية الروسية بزيارة لميناء طرطوس السوري أثناء رحلتها إلى شواطئ الصومال في مهمة لمكافحة القرصنة.

(دمشق، موسكو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

لوكاشيفيتش: ألبان يقاتلون في سورية

زعم المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس، وجود معلومات تشير إلى أن «جماعات منظمة من ألبان كوسوفو، وكذلك بعض المتطوعين الأفراد يتم إرسالهم إلى سورية، ومن ثم ينخرط هؤلاء بدورهم للمشاركة في أعمال القتال الدائرة هناك إلى جانب المعارضة السورية، كما وردت أنباء في وقت سابق حول إعداد وتدريب مقاتلي المعارضة السورية على أراضي كوسوفو».

وأكد لوكاشيفيتش أن «كل هذه المعلومات والأنباء بغض النظر عن طريقة التعاطي معها، تشير إلى أن جمهورية كوسوفو التي أعلن استقلالها بصورة أحادية الجانب في تجاوز لمبادئ ومعايير القانون الدولي، تعتبر عاملا لزعزعة الاستقرار ليس فقط في منطقة البلقان ولكن أيضا بعيدا عن حدود هذا الإقليم».

جاء ذلك في معرض تعليقه على سؤال لوكالة «إيتار- تاس» الروسية للأنباء حول وجود أنباء تقول إن مجموعات من ألبان كوسوفو تشارك في المعارك الجارية في سورية إلى جانب قوات المعارضة هناك.