صعد فريق «الروافض» ليواجه فريق «النواصب» في نهائي كأس الطائفية بعد فوز الأول على فريق العقل أو ما تبقى منه، وفوز الثاني على فريق الوحدة الوطنية بعد تفتتها, يذكر أن هذه البطولة شهدت خروج الكويت من بداية التصفيات. لا يرضى أحد الإساءة إلى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولا لعرضه ولا لأي من معتقدات أي مذهب من المذاهب اتفقنا معها أو اختلفنا، لكن ما يحصل الآن يبين لنا كم أننا بعيدون عن منهج رسول الله, فلقد تعلمنا منه كيف أن "ليس الشديد بالصرعة بل من يملك نفسه عند الغضب", وتعلمنا منه كيف ابتسم بوجه من شده من تلابيبه حتى احمر وجهه الكريم، بل منع عنه أذى الصحابة الذين هبوا للدفاع عنه، وتعلمنا منه كيف أنه لم يقتل جاره الذي كان يرمي القاذورات عند بيته, فهل أنتم أعلم برسول الله- صلى الله وعليه وآله وسلم- كيف يعامل من يعادونه، أم أنتم أشد حرصا عليه من نفسه؟ إني على يقين في قرارة نفسي أن أغلب ما يحرك الكثير ممن أزعجنا بجعجعة عالية الصوت ليس هو حب رسول الله، بقدر ما هو بغض بالمذهب الآخر، والأمر لا ينطبق فقط على الحادثة الأخيرة، بل على كل الحوادث المشابهة من الطرفين, بل إن هذه الحوادث ولّدت لدينا منهجا خطيراً من مسؤولين ونواب يجب أن يكونوا قدوة حسنة للمجاميع التي أوصلتهم لا شرارة تشعل القش الذي يحيط بغضبهم.  أن تصرح شخصية عامة وذات منصب حساس كاللواء محمود الدوسري الذي يحفظ أمن الكويت ومن عليها من جميع الجنسيات والأديان "لست يهوديا ولا نصرانيا" فهو أمر خطير بالنسبة إلى دولة مدنية، ولنتخيل أي مسؤول أمني بدولة أوروبية يقول "لست مسلما أو عربيا لأرضى بما يحصل" فهل سنصمت؟ أن يدعو الداهوم لقتل المسيء على الرغم من عدم وجود قانون فهو تعدٍّ على الدولة المدنية، وأن يقوم الطبطبائي بالتهديد بأخذ الحق باليد فهو رصاصة جديدة في صدر الدولة المدنية. قبل أن تتسارع اتهامات تكفيري وتنطلق صواريخ فتاوى الردة من كل حدب وصوب، أنا أدعو وزير الداخلية لتطبيق أقصى العقوبات بحق المذنب أيا كان مذهبه أو دينه، لكن أن نطالب بتطبيق عقوبات لم يقرها المجلس من قبل فهذه مخالفة دستورية وقانونية لا نقبلها, وأن تُقر عقوبة الإعدام مستقبلا لمن يخطئ فهذه إهانة لسماحة الإسلام ورسالته السامية.  اللهم احفظ الكويت التي يشتعل شعبها بسرعة بسبب تغريدة في "التويتر" من طائفي "فاضي" أو عنصري "ما عنده شغل" فالبلد الذي تشعله تغريدة يحتاج إلى الدعاء.
Ad