ثمن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الدور الذي يلعبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحل ومتابعة القضايا بين الكويت والعراق.

Ad

وأضاف الخالد خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة مساء أمس الأول ان لقاء سمو الأمير ببان كي مون استعرض علاقة الكويت بالأمم المتحدة وتم التباحث حول جميع الأمور والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وبطبيعة الحال العلاقات الكويتية والعراقية.

واكد دعم الكويت ومساندتها لكافة جهود الأمم المتحدة للقضاء على الفقر ومكافحة الإرهاب ونزع السلاح، ودعم كافة جهود منظمات ولجان الأمم المتحدة، لاسيما في المجال التنموي والإنساني وتقديم المساعدات المالية في الأزمات والكوارث الطبيعية.

 وأوضح الخالد أن «هذه الزيارة تأتي في ظل ظروف سياسية وإنسانية معقدة نعيشها في منطقة الشرق الأوسط كالوضع في سورية والقضية الفلسطينية واليمن، وبطبيعة الحال الجلسة الأخيرة 29/11 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي حصلت فلسطين على صفة مراقب غير عضو بـ 183 صوتا».

وأشاد وزير الخارجية بجهود ومساعي الأمين العام للأمم المتحدة لمواجهة التحديات والمخاطر مثل تغير المناخ، القضاء على الفقر، الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، مثمنا اختيار الكويت في المسار الإنساني وذلك بتعيين الدكتور عبدالله المعتوق ممثلا للأمين العام للشؤون الإنسانية.

وعن أبرز الملفات الكويتية - العراقية التي تمت مناقشتها مع بان كي مون قال الخالد «قمنا ببحث مطول مع الأمين العام حول العلاقات بين الكويت والعراق وهو متابع للتطورات الإيجابية التي حدثت هذا العام منها زيارة المالكي وزيارة صاحب السمو التاريخية لبغداد في 29 مارس الماضي للمشاركة في القمة العربية وأعمال اللجنة المشتركة لبحث كل العلاقات وحل كل القضايا العالقة بين البلدين»، مؤكدا أن «الأمين العام حريص على أن تشهد هذه العلاقة مزيدا من التعاون والمحافظة على هذا التنسيق والانتهاء به كما بدأت بنتائج إيجابية، كما حرص الأمين العام على بحث كافة القضايا في اللجنة المشتركة، وتحرير محضر بتوقيع وزيري البلدين».

 وعن الأسرى والتعويضات أوضح الشيخ الخالد «هناك التزامات دولية بموجب الفصل السابع على العراق، ونأمل باستكمال ما تبقى من هذه الالتزامات منها صيانة العلامات الحدودية وتعويض المزارعين وإزالة العوائق بين العلامات الحدودية»، مؤكدا أن «الكويت تشيد بتعاون العراق مع موضوع التعويضات والوفاء بكل التزاماتها في هذا الشأن».

 وعما صرح به راشد الغنوشي عن توقعه وقوع ربيع عربي في الكويت أكد الخالد أن «الكويت ليس لديها حساسية من ذكر موضوع الربيع العربي، ولدينا دستور يمنح الصلاحيات للمؤسسات في الدولة كما يكفل الحريات للمواطنين، واحتفلنا بمرور 50 عاما على صدور الدستور الكويتي الذي يتضمن كل ما يتعلق بالحريات وينظم كل العلاقة بين السلطات وكل ما يتعلق بما يتطلع إليه أي شعب فهو موجود في دولة الكويت»، لافتا إلى أنه «ليس هناك أي حساسية أو اعتبار للتدخل في أمور الكويت طالما أن هامش وسقف الحريات مكفولان ونرحب بأي تعليق وملاحظة وأي وجهة نظر طالما أنها تعبر عن وجهة رأي أو فكر في هذا المجال».

وعن الزيارة المرتقبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للكويت وموعد فتح سفارة فلسطينية في الكويت قال الخالد «نرحب برئيس السلطة الفلسطينية في الكويت في أي وقت، أما السفير الفلسطيني، فهناك إجراءات روتينية نستكملها بعقد الجلسة الأولى للبرلمان في مجلس الأمة» .

بان كي مون

ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أنا مسرور جدا بزيارتي للكويت للمرة ثانية، وأتقدم بالشكر لسمو الأمير والكويت على هذا الترحيب وحسن الوفادة والضيافة»، لافتا إلى أن «زيارته هدفها تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والكويت، ولإظهار التزامي بعملية تطبيع العلاقات بين الكويت والعراق».

 وأضاف بان كي مون «كان لدي اجتماعات مثمرة جدا مع سمو الأمير بوجود سمو ولي العهد ووسمو رئيس الوزراء، والتقيت أيضا مع بعض الوزراء ومع وزير الخارجية، كما أشكر الكويت على دعمها المستمر لجهود الأمم المتحدة في الكويت بما فيها استضافة منظمات ومكاتب الأمم المتحدة، وبعثاتها خلال فترة العراق وأفغانستان والتي ستستمر حتى ديسمبر وتتعلق بالتبرع باستضافة مبنى الأمم المتحدة في الكويت».

 وأضاف أن «الكويت تعتبر عضوا شديد الاحترام بالأمم المتحدة ومساهم كبير جدا وهام في مساعي السلام والأمن وفي التنمية وحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية، وأعبر عن شكري الخاص للأنشطة المتعددة التي يقوم بها صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية»، مؤكدا أن «الكويت تبني الكثير من المنشآت، وتقدم مياه الشرب النظيفة والمساهمات كبيرة في هذا المجال» .

وعن الديمقراطية الكويتية قال بان كي مون «دائما يتطلعون إلى الكويت للانفتاح الكبير وحرية الجميع ورعاية المؤسسات الديمقراطية وحماية الحريات الأساسية بما فيها النساء والشباب ورعاية العمالة الأجنبية التي تساهم بشكل كبير في التنمية المستدامة»، لافتا إلى أن «الكويت أقامت الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أظهرت الالتزام في جانب الديمقراطية، من خلال المرشحين الذين تم انتخابهم للبرلمان، وأنا أثني على هذا الإنجاز الكبير وأعبر عن أملي بأن المزيد من النساء ومنهن مؤخرا تم انتخابهن ستكون مشاركات على مستوى المجتمع الكويتي».

 وذكر أن «الانتخابات ستكون بمشاركة وستشمل جميع المواطنين وأشجعكم دائما على أن تشتركوا في الحوار الشامل والبناء لمصلحة الشعب الكويتي».

وأشار بان كي مون الى أن «الكويت والعراق الآن على مسار تطبيع العلاقات المستقرة بينهما واستقرار الكويت في المنطقة، وأنا ملتزم بعملية تطبيع هذه العلاقة ونتأكد من أن السلطات الكويتية تقوم بكل التزاماتها على المستوى الدولي فيما يتعلق بموجب تكليف مجلس الأمن، وغداً سأزور العراق وأنقل نفس الرسالة التي أعبر عنها اليوم في هذا الوقت فنحن ندخل في فترة جديدة بين الجارين».

وفي ما يتعلق بقضية فلسطين التى منحت صفة عضو مراقب في الجمعية العمومية للأمم المتحدة أكد بان كي مون «ان هذا تطور كبير جدا وهام في هذا الوضع وهناك أهمية باعتبار ان هذا تحسين لهذا الوضع بشكل كبير وهام ليس هناك سلطة أو خيار آخر عن الحل السلمي إلا من خلال الحوار فقط اتفقوا على حل الدولتين حيث ان الاسرائيليين والفلسطينيين يمكن ان يعيشوا جنبا إلى جنب بسلام وأمن هذه الرؤية النهائية للجميع وعلينا دعم هذه الرؤية».

كي مون غادر الكويت والخالد ودعه

ودع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد صباح امس في مطار الكويت الدولي السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة بان كي مون الذي اختتم زيارته الرسمية للبلاد خلال الفترة من 5 إلى 6 ديسمبر 2012.

كما شارك في التوديع عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

قلق شديد حيال الوضع السوري

عن الملف السوري قال «لدي قلق شديد في ما يتعلق بالوضع في سورية الذي يهدد بالانتشار إلى خارجها، وفي ما يتعلق بعملية السلام أيضا أنا ملتزم بها وأطالب القادة الاسرائيليين والفلسطينيين بأن يظهروا الشجاعة للدخول بالمفاوضات ويجمعوا الجهود ويعملوا على حل كل القضايا التي بدأوها عام 1976».

وقال ان الخيار العسكري لا يمكن ان يكون الحل في سورية، داعيا الى وقف العنف وحل الامور من خلال الحوار السياسي واحترام التطلعات الحقيقية للشعب السوري، مضيفا «انا قلق جدا حول الوضع الانساني في سورية، فهناك حوالي 3 ملايين تم نزوحهم داخل سورية وحوالي نصف مليون نسمة اصبحوا لاجئين في 4 دول مجاورة وسأزور مخيمات اللاجئين لكي ارسل رسالة من الأمم المتحدة تدل على الوحدة للناس الذين يعانون من الأزمة وارفع مستوى دعمنا الإنساني لهم فقد طلبت من سمو الأمير ووزير الخارجية ان يقدموا المساعدات الإنسانية الكريمة واشكر سمو الأمير لدعمه الكريم للاجئين السوريين وهذه منحة كبيرة جدا والحكومة الكويتية ستستمر في تقديم مساعدة انسانية من هذا النوع وهذه أزمة خطيرة جدا وعلينا وقف الامر باسم الانسانية لاولئك الناس».