الأمم المتحدة والخروج من دائرة الفشل

نشر في 03-10-2012
آخر تحديث 03-10-2012 | 00:01
No Image Caption
 د. ندى سليمان المطوع لا أعرف لماذا لم يكن اجتماع الجمعية العامة في نيويورك هذا العام كغيره من اجتماعات الأعوام السابقة؟ فقد يكون السبب في المواجهة بين خطابي إيران وإسرائيل، أو أنه الأول بعد ثورات الربيع العربي التي تسببت في تغيير الوجوه والخطابات التي شغلت مقاعد كل من تونس ومصر واليمن وليبيا، وفتحت المجال أمام المشاركين لتقييم دور الأمم المتحدة بمؤسساتها في التدخل بمرحلة ما بعد الثورات، وتأمين الحماية للمدنيين واللاجئين والنساء والأطفال.

ابتدأت الجلسة بانتقال الإدارة أو بالأحرى الرئاسة من الدكتور علي التريكي (ليبيا) إلى صربيا، واستمرت بنقلة نوعية في مضمون القضايا المطروحة، فلم تعد البيئة وتداعيات الأزمة المالية كما شاهدنا خلال العام الماضي هي المتناولة، إنما الأيديولوجيا والأديان بعد حادثة نشر الفيلم المسيء للإسلام الذي كشف ضعف الدول الإسلامية في استيعاب وتنفيذ مشروع حوار ممثلي الأديان بفاعلية أكبر، بالإضافة إلى تحديث القوانين الخاصة بكراهية الأديان وحاجة الدول غير الإسلامية إلى الحذر من غضب الأقليات المسلمة لديها. أما خليجياً، فقد حرصت قطر على إلقاء الأضواء على المخاض الذي تعيشه الدول العربية والصعوبات المنذرة بالمخاطر، وفي الوقت ذاته مبشرة بالآمال التي يعيشها العالم العربي، وحملت الكلمة كلمات الاطمئنان حول ما يجري في الساحة العربية ومفهوم جديد للربيع العربي، وهو إزالة العوائق الخارجية والداخلية الدولية والإقليمية من تحت ظروف الدكتاتورية والتبعية والفساد.

وركزت البحرين من خلال كلمتها على نهج البلاد واتخاذها الخطوات التحديثية والتعامل مع التحديات بشفافية، وإجراء حوار شامل بين أطياف المجتمع لتنتج عنه سلسلة من الإصلاحات الدستورية والتشريعية.

وعبر الكلمة التي ألقاها سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ابتدأت الكويت بالنقطة الأولى، وهي التذكير بمهام الأمم المتحدة وواجباتها من حيث الربط بين جهود معاهدة عدم الانتشار النووي، وإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل. وأهمية إصلاح مجلس الأمن وتوسيع العضوية وحق الدول العربية والإسلامية في الحصول على مقاعد.

وهنا نذكِّر بأهمية دور الأديان والأيديولوجيا في السياسة الخارجية، وحاجة الدول التي تم تصنيفها قديماً بالفاشلة كاليمن والصومال إلى اهتمام أكبر من الأمم المتحدة لتدارك الصراع، وتطوير المؤسسات الدستورية ورسم مستقبل سياسي جديد.

عربياً، جاءت كلمة الجزائر مطالبة بتمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حق تقرير مصيره، وحث المغرب وجبهة البوليساريو على الانضمام بنيّة حسنة إلى مفاوضات رسمية تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل عادل.

واستعرضت تونس موقفها من أمهات القضايا التي تعصف بالعالم أولها الأذى الذي تستطيع أن تبثه مجموعات صغيرة من فوضى نتيجة تطور وسائل الإعلام في إشارة على ما يبدو إلى الفيلم المسيء للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم... واقترحت قمة أخرى لتحديد "عقد السلام" ووضع خطة لمحاصرة الكراهية ووصفت الكلمة صراع الحضارات بأنه خرافة.

ومن دول الجوار السوري، سلطت تركيا الضوء على شعب سورية الذي يرزح تحت وحشية النظام السوري منذ ثمانية عشر شهراً، قتل ثلاثين ألف شخص، وفرار نحو ثلاثمئة ألف إلى الدول المجاورة ومليون نازح... أين المجتمع الدولي؟ وأخيراً أوزبكستان تشكو ومازالت من ندرة المياه، وتطالب بخطط للتنمية المستدامة.

ما سبق أخي القارئ لم يكن إلا جولة سريعة في أروقة الأمم المتحدة، وإن كنت أستغرب تجاهل تلفزيون الكويت تخصيص برنامج لمناقشة كلمة الكويت كما اعتاد منذ عام 2002.

كلمة أخيرة:

قسوة المغردين على النساء في تصاعد وإغفال الإعلام لدور المرأة في تصاعد، ومؤشر التمكين من الوظائف القيادية في تراجع بسبب مجاملة أصحاب الصراخ والصوت العالي... إلى متى يستمر استضعاف المرأة؟! فحتى الآن لم نجدها مقتحمة للبرلمان أو لمحطة تلفزيون.

كلمة أخرى:

كان ضمن برنامج زيارتنا لبروكسل حضور جلسة عاصفة للجنة الشؤون الخارجية الأوروبية، والتي استجوبوا من خلالها النواب الخليجيين الأفاضل عن أوضاع بلاد الخليج... استجواب علني نقل عبر الإنترنت، لكن تجاهلته الصحف الخليجية!

back to top