قدمت فرقة تياترو عرضاً بعنوان "السرب"، للكاتب مالك القلاف، وإخراج محمد الكندري، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب التاسع.

Ad

ويعتبر نص "السرب" إعداداً سردياً لنص مسرحي كتبه الناقد والمؤلف المسرحي المغربي د. محمد جلال اعراب، تحت عنوان "أبوحيان التوحيدي يحضر زمن الجراد"، فهناك فرق شاسع بين التأليف والإعداد والاقتباس والتعريب، فلا ندري لماذا كتب على النص تأليف؟

ونحن لا نشكك في النوايا، فالقلاف أشار في بداية النص المطبوع "عن مسرحية (أبو حيان التوحيدي يحضر زمان الجراد) للمؤلف محمد أعراب"، وهذا ما يحسب له كأمانة أدبية.

ففي نص د. أعراب يحضر العالم والأديب أبوحيان التوحيدي كشاهد على ما يجري في زمن ليس زمنه، حيث أتى بحثا عن حياة أحسن، ويتحول إلى راو للأحداث، إذ يحكي ما يحصل من شرور ومصائب، والصراع بين عالمي الشر والخير، الفضيلة والرذيلة، فالصراع هنا بين أبوحيان (خير) والجراد (شر)، ودرويش والفلاح والسنونو وبائعة الجرائد يمثلون عنصر الخير، وغنام والجراد جانب الشر، ولا يتوقف الصراع الأزلي حيث لم ينتصر الخير على الشر، ما يؤدي في النهاية إلى رحيل أبوحيان.

أما نص "السرب" للقلاف فقد جاء سرديا، لا يتضمن Action (فعل درامي)، الذي يصوغ التسلسل المنطقي والزمني لمختلف المواقف عبر تطور الحدوتة من بداية إلى نهاية.

السينوغرافيا في هذا العرض كانت نجمته بلا منازع، إذ نجح مصممها فهد المذن في تقديم ما عجز عنه النص درامياً في خدمة العرض، بهندسة متمكنة للفضاء المسرحي، محققاً الإبهار والفرجة البصرية الممتعة، ومن أبدع المشهديات البصرية هي لمجموعة سرب الجراد من فينة وأخرى بالأزياء والأقنعة والحركة التعبيرية والتشكيلات الجماعية، إضافة إلى الإضاءة والديكور المؤسلب.

أما الأداء التمثيلي فقد وقع الممثلون في أخطاء نحوية كثيرة، ما خدش أسماع المتلقين في الاستمتاع بالعرض، ويستثنى منهم علي الحسيني (قائد الجراد) وعبدالعزيز النصار (الشحاذ) اللذان حافظا على سلامة اللغة، كما لا ننسى أداء فهد البحري (السنونو) الغنائي اللافت.

على صعيد الإخراج، خاض محمد الكندري تجربته الإخراجية الأولى، حاول من خلالها إصلاح عيب النص الشرعي في سرديته، ويحسب لفرقة تياترو إعطاء الفرصة لعناصر شبابية جديدة في خوض مجال الإخراج المسرحي، مثل ما تبنت موهبة عبدالعزيز النصار الإخراجية في الدورة الثامنة من مهرجان العام الماضي، عندما تصدى لإخراج "كرسي الشعب"، وحصد ثماني جوائز، بينها أفضل عرض متكامل وأفضل عرض متناغم وأفضل مخرج.

يذكر ان كاتب النص مالك القلاف طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقدم في الدورة الثامنة من عمر المهرجان نصاً بعنوان "ثيوديسا"، أخرجه مبارك المانع لفرقة المعهد.