غزة... وكشف الأقنعة
من جديد يعود العدوان الصهيوني على غزة وأهلها المستضعفين، وتعود آلة القتل والدمار لممارسة دورها في ترويع الآمنين وسفك دماء الأطفال والنساء والكهول والرجال، لكن كعادة الشعوب الأبية، يقف هذا الشعب المظلوم بكل شموخ أمام سيف البطش بدماء شهدائه إلى أن ينتصر هذا الدم على ذلك السيف. لكن هناك جملة من المشاهد التي يجب التوقف عندها ووضعها بين يدي المنصفين لا العنصريين والحاقدين والطائفيين فاقدي البصيرة:• بينما كان الصهيوني يتوقع رد فعل محدوداً هو عبارة عن صواريخ محلية الصنع تضرب بعض المستوطنات القريبة من غزة، حصل هذه المرة على رد لم يكن يتوقعه، وهو قصف تل أبيب والقدس الغربية بصواريخ متطورة، لكن لا يوجد بين هذه الصواريخ أي صاروخ عربي، للأسف الشديد، لأنها صواريخ إيرانية! وهنا يتبين من يدعم قضية العرب والمسلمين قولاً وعملاً انطلاقاً من مسؤوليته الإسلامية والإنسانية غير آبه بردود فعل الغرب وعقوباته الاقتصادية، ومن يدّعي الدفاع عن القدس قولا بينما يتواطأ مع أعداء الأمة بالباطن!
• كان من المفترض أن يشهد الموقف العربي تطوراً بعد عصر الثورات، وبالذات بعد وصول "الإخوان المسلمين" للسلطة في أهم دولة عربية وهي مصر إضافة إلى تونس، ووصول الإسلاميين إلى مواقع مهمة في المغرب وليبيا، لكن للأسف لم يطرأ أي تطور في هذا المجال مع أن نفس هؤلاء "الإخوان" كانوا في عهد حسني مبارك يطالبون بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وبقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وبالزحف إلى القدس! فأين هم الآن؟! ولماذا يستمر الحصار على غزة؟ ولماذا لا تفتح المعابر بشكل دائم؟ وما الذي جنته الأمة من وصول هؤلاء الإسلاميين إلى السلطة حتى الآن؟! وهل موقفهم من غزة مرتبط بالتسهيلات المالية التي يحصلون عليها من البنك الدولي؟!• بينما تصر الدول العربية وجامعتها على تمويل آلة القتل في سورية وفرض حل من جانب واحد دون مفاوضات أو وقف لإطلاق النار، نجدها تهرول لوقف جبهة القتال في غزة! فإذا كان هدف التهدئة هو حقن دماء العرب والمسلمين، فلماذا لا نرى نفس الاهتمام لحقن الدماء في سورية؟! ولماذا لا نرى الجولات المكوكية لدعم غزة بالسلاح لمواجهة البطش الصهيوني مثلما نرى في سورية؟! المسألة باتت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار: هذه الدول العربية هي في صف واحد مع المعسكر الغربي وأجندته في المنطقة والتي تدعم بشكل أساسي الكيان الصهيوني، بينما محور المقاومة هو الداعم الحقيقي للقضية الفلسطينية، ولذلك نرى هذه الدول تعمل بكل جهد لإسقاط النظام في سورية بينما تريد بأي طريقة وقف أي قتال على الجبهة الفلسطينية مع أنها معركتنا الرئيسية.