مفخرة اسمها... معهد دسمان للسكر

نشر في 03-04-2012
آخر تحديث 03-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي نزلنا إلى موقف السيارات ذي التصميم الرائع، أخذنا المصاعد إلى الدور الأرضي، وجدنا أنفسنا في صالة استقبال رائعة مفروشة بأثاث بسيط وأنيق ومطلة على البحر في منظر جميل. في البداية لم أصدق أني في أحد مستشفيات الكويت حتى رأيت موظف الاستقبال بلباسه الوطني المحبب وهو يستقبلنا بابتسامة وكلمات راقية وتعامل في قمة الأدب واللباقة، وقد جلس خلف مكتب أنيق ومجهز بأحدث الأجهزة المعلوماتية، أخذنا المعلومات المطلوبة وتوجهنا إلى الدور الثاني، وكم هالني مستوى التنظيم والنظافة ورقي التصميم والإبداع، إنه بحق مفخرة اسمها "معهد دسمان للسكر"، ولعل أروع ما فيه هذه الكوكبة من شباب الكويت العاملين به سواء أكانوا أطباء أو إداريين أو هيئة تمريضية بإدارة د. كاظم بهبهاني.

في غرفة الانتظار الرائعة سعدت بلقاء معالي الأخ الفاضل علي الموسى وزير التخطيط الأسبق، ودار بيننا حديث ذو شجون عن الوضع الصحي في البلاد، ولعل أروع ما سمعته من معاليه أن من يستطيع أن يبني مثل هذا المستشفى، فإنه قادرٌ على بناء وتشييد عشرة من أمثاله، فلا تنقصنا الإمكانات سواء المادية أو البشرية، ما ينقصنا هو اتخاذ القرار في الوقت المناسب وإسناد الأمر إلى أهله وعدم تضييع الوقت في سجالات لا تغني ولا تسمن من جوع.

بعدها سعدت بلقاء د. رائد بهبهاني أخصائي العيون في المستشفى الذي يشعرك بثقته العالية والقدرة على تطويع هذه الأجهزة الحديثة التي يزخر بها المستشفى. وقد تفضل د. بهبهاني بإفادتي بأن هذا المستشفى ما كان له أن يرى النور لولا إصرار ومثابرة من د. رائد الروغاني الذي سعدت بلقائه أيضاً، ودار بيننا حديث ممتع حول الكثير من الأوضاع الصحية التي تعانيها البلاد، وأشار د. الروغانى إلى أنه قد دخل في صراع مرير مع العديد من المسؤولين والمؤسسات الحكومية وغيرها من أجل أن يرى هذا المستشفى النور بوضعه المتميز الحالي والذي أعجز عن وصفه، ولعلي لا أعطيه حقه في الإطراء. وقد استأذنت الأخ الكريم د. الروغاني بكتابة هذا المقال وقد تفضل مشكوراً بالموافقة بقوله: اكتب ما شئت وما تريد، مؤكداً أن ما قام به هو ما يمليه عليه واجبه تجاه وطنه وأهله... فما أروع شباب الكويت، كم يبدعون عندما يُحملون المسؤولية!

تطرق الحديث إلى مستشفى جابر، وقد أبدى د. رائد تخوفه من عدم القدرة على إدارة مستشفى بهذه الضخامة وبسعته التي تفوق ألف سرير في الوقت الذي نعجز عن إدارة كل من مستشفى مبارك والمستشفى الأميري اللذين لا تتجاوز سعتهما 300 سرير.

وفي لقاء مع الأخ الفاضل والنسيب د. وليد التنيب الذي يتمتع بسمعة طيبة أبدى إعجابه بـ"معهد دسمان للسكر" وتمنى أن تشهد البلاد طفرة صحية للخروج من الأوضاع المتردية التي تمر بها مستشفيات الكويت، واقترح أن تقوم الحكومة بشراء بعض المستشفيات الخاصة المعروضة للبيع وتحويلها إلى الضمان الصحي للوافدين مع توسعتها وتطويرها، مضيفاً أن المبنى الرائع التصميم والمجهز بأحدث الأجهزة يأتيك بأروع الأطباء والهيئة التمريضية ذات الخبرة العالية.

غمزة...

قبل أيام أقر مجلس الأمة قانون إنشاء المدينة الطبية التي أتمنى أن ترى النور في عهد أبنائنا لا أحفادنا كحال جامعة الشدادية التي شاخت قبل أن تولد. ولكن إذا كانت ميزانية مستشفى جابر "335 مليون دينار" فهل يعقل أن تكون ميزانية المدينة... أقصد المدينة الطبية "100 مليون دينار" فهل... كيف...؟!- مع التقدير للفنان الكبير سعد الفرج- سيكون شكل تلك المدينة الطبية التي أخشى أن تتمخض لتلد مستوصفاً.

حفظ الله الكويت وقياداتها وأهلها من كل سوء.

back to top