أنور وجدي... دونجوان السينما المصرية

نشر في 16-08-2012 | 00:01
آخر تحديث 16-08-2012 | 00:01
No Image Caption
أطلقوا عليه لقب «الأسطورة»، فقد جمع بين موهبة الممثل، حرفة المخرج، مهارة كاتب السيناريو، شطارة المنتج، ذكاء رجل الدعاية، أول نجم شباك في تاريخ السينما المصرية وأحد أهم منتجيها.

اسمه الكامل محمد أنور يحيى الفتال، ولد في 14 أكتوبر 1914 وكان والده تاجراً سورياً وقومسيونجياً. التحق بمدرسة العبيدية في شارع فؤاد قبل أن تجذبه أضواء المسارح وتقوده إلى رحلة كفاح طويلة.

في العاشرة من عمره قرر الهرب إلى هوليوود ليصبح ممثلا شهيراً مثل شارلي شابلن، لكن أُنزل وزميلان له من الباخرة قبل إقلاعها من الإسكندرية وسُلم إلى والده. لم ييأس وأعاد الكرّة عن طريق بورسعيد، فباءت المحاولة الثانية بالفشل، فقرر الانتحار إلا أنه أُنقذ في آخر لحظة، ولم يكن أمام أسرته إلا طرده من المنزل، فذهب إلى يوسف وهبي الذي رفض إلحاقه بـ «فرقة رمسيس» لصغر سنه.

تمثال ضابط

غيّر أنور اسمه إلى أنور وجدي إرضاء لقاسم وجدي، ريجيسير الفرقة، وتقرباً إليه ليستعين به في المسرحيات، وكان يحرص على الوقوف أمام باب كواليس المسرح ليشاهد نجوم الفرقة لدى دخولهم وخروجهم.

في إحدى المرات وبينما كان يساعد رجال الإطفاء على إخماد حريق شبّ في كواليس المسرح، لفت نظر مدير الفرقة أحمد عسكر، فألحقه معه كعامل ينقل قطع الديكور من أماكنها، حتى أصبح هو نفسه قطعة ديكور، عندما ألبسه يوسف وهبي ملابس جندي روماني (1927)، ووقف طوال العرض ممسكاً بحربة بين يديه ومعطياً ظهره للجمهور، من دون أن ينطق بكلمة واحدة، بعدها أسند إليه دور ضابط روماني أخرس في مسرحية «يوليوس قيصر».

كان أنور ينام في الكواليس مع عمال الديكور إلى أن تعرف إلى نيللي، ماكييرة يهودية من أصل جزائري، فأحبته حباً جنونياً وكان يزورها في بيتها ليتناول طعام الإفطار والغداء، إلا أن غيرتها عليه من بنات الحي دفعتها إلى طرده من بيتها فعاد إلى حياة الجوع والتشرد.

وبعد خمس سنوات قضاها في «فرقة رمسيس» التحق بـ «فرقة عبد الرحمن رشدي»، ثم تركها والتحق بـ «الفرقة القومية» براتب سبعة جنيهات.

انتصار الشباب

سنحت لأنور الفرصة التي ينتظرها في خوض مجال السينما عبر ظهوره في فيلم «الدفاع» مع يوسف وهبي، ثم «أولاد الذوات» و{العزيمة» الذي شكل نقلة كبيرة في مشواره.

مع فيلم «انتصار الشباب» سلطت عليه الأضواء، إذ أدى فيه دور الدونجوان الذي قامت عليه شهرته في السينما، وفتح أمامه طريق النجومية وأدوار الفتى الأول التي احتكرها لمدة 20 عاماً.

وكان من أبرز صفات أنور حبه لجمع المال بسبب الحرمان الذي عاشه في بداية حياته، وحرصه الشديد في تعاملاته المالية.

زواج وطلاق

شكل فيلم «غزل البنات» (1949) الذي أنتجه نجيب الريحاني وأخرجه وشارك في التمثيل فيه مع ليلى مراد ويوسف وهبي، فرصة ذهبية لأنور وجدي، بعد ذلك كرّت سبحة الأفلام: «ياسمين، 4 بنات وضابط، ريا وسكينة، عروسة للإيجار، قطر الندى، خطف مراتي، أمير الانتقام، تحيا الرجالة، دهب، النمر، وقتلت ولدي».

العام 1945 أدى بطولة 14 فيلماً، وفي العام نفسه قدم أولى تجاربه كمخرج في فيلم «ليلى بنت الفقراء» الذي أنتجه أيضاً، وأثناء التصوير نشأت قصة حب بينه وبين ليلى مراد، واتفقا على الزواج، فاستغل أحد مشاهد الفيلم التي تصور زواج البطلة والبطل، واتفق مع مأذون حقيقي لعقد القران في البلاتوه، ودعا الصحافيين لحضور تصوير المشهد باعتباره الأخير في الفيلم. إلا ان الطلاق ما لبث أن وقع بينهما.

يقال إن السبب رفضه إعطاءها أجرها عن أفلام: «ليلى بنت الأغنياء»، «قلبي دليلي»، «عنبر»، عندها أبلغته ليلى أنها لن تمثل فيلماً من إنتاجه، فصفعها على وجهها، لكن بعد واسطة يوسف وهبي للصلح بينهما عادت إليه.

ثم كان الطلاق الثاني بحجة أنها لا تنجب، فيما حلم هو بوريث رغم علمه بعدم قدرته على الإنجاب، فاستأنفا حياتهما معاً حتى وقع الطلاق الثالث بسبب فرنسية أغرم بها أنور.

وفي يناير 1955 كان زواجه من ليلى فوزي التي تقدم لخطبتها في بداية حياته، لكن والدها رفضه وفضل عليه المطرب عزيز عثمان.

وفي العام نفسه سافر مع ليلى وطبيبه الخاص إلى السويد بعد إصابته بمرض مزمن في الكلى، وهناك وافته المنية بعدما أخبره الأطباء أنه بحاجة لنقل كلية جديدة، وكان على استعداد أن يدفع كل ثروته من أجل الشفاء.

بعد رحيله نشرت الصحف أن ثروته تقدر بمليون جنيه، وأن ورثته من الجنس اللطيف هن: أرملته الفنانة ليلى فوزي، والدته، شقيقاته الثلاث: سعاد وإلهام وإحسان.

back to top