لا فائدة من نحر كبش فداء
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
ما أتمناه الآن حقاً هو أن تخرج الكويت من هذه التجربة وقد تعلمت درسها، وأهم درس هو ضرورة لجم القرار السياسي ومنعه من اختطاف وتحجيم وإخراس الرأي الفني. من الواجب على حكومة الشيخ جابر المبارك، إن هو أراد أن يقدم أداءً مختلفاً حقاً عن أداء من سبقه، إيجاد الآليات الكفيلة بضمان استقلالية وعلو كتف الرأي الفني المتخصص، وذلك في كل المجالات، حتى يمكن لمشاريع التنمية والتطوير والإصلاح أن تتحرك وتمضي قدماً. من الضروري أن يجد الرأي الفني الدعم والحماية من السلطة التنفيذية. ولست أقول هنا ألا يسمح لأحد بنقد الرأي الفني أو الاعتراض عليه مطلقاً، وإنما أن يكون ذلك من خلال مواجهة الرأي الفني المتخصص بالرأي الفني المتخصص، وألا يترك الأمر نهباً للصراعات والضغوطات السياسية.وبالطبع، فإن من الضروري في الوقت نفسه أن تمر كل الآراء الفنية الرسمية في القنوات القانونية الرقابية الصحيحة، لضمان صحتها وسلامتها وشفافيتها، لتكون محصنة تلقائياً ضد التشكيك والتخوين.وأختم قائلاً إن هذه الغرامة التي ستدفعها الكويت، والتي آمل أن تصل الجهات المسؤولة إلى وسيلة تفاوضية ما لتقليصها، وإن كانت درساً شديد القسوة وباهظ الثمن ولا شك، فإنه سيكون عظيم الفائدة لو كان ذلك ما كنا بحاجة إليه لتعود أمورنا إلى المسار الصواب، ولتعود الكويت إلى الحياة، فتتحرك مشاريعها التنموية والإصلاحية من جديد، وهي التي خنقها الصراع السياسي طوال السنوات الماضية.