عباس يطرح قرار فلسطين دولة «مراقب» على الجمعية العامة للأمم المتحدة
موقف أوروبي منقسم... وإسرائيل تحاول التقليل من أهمية الخطوة
وسط أجواءٍ من التفاؤل، المشوب بالتهديد الإسرائيلي والمعارضة الأميركية، بالحصول على الأغلبية المطلوبة لإقراره، طرح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء أمس، على الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يمنح فلسطين وضع الدولة المراقب في المنظمة الدولية.وأعلنت الحكومة الإيطالية في بيان أصدرته قبل ساعات قليلة على التصويت أن إيطاليا ستصوت لصالح القرار، في حين أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أن بلاده ستمتنع عن التصويت.
وقال فسترفيلي في بيان: "إن ألمانيا تؤيد هدف قيام دولة فلسطينية، لكن برأينا يمكننا التشكيك في أن المرحلة التي يبتغيها الفلسطينيون اليوم، تخدم عملية السلام"، مشيراً إلى أن "هذا القرار لم يُتخذ بلا ترو"، وأن الحكومة الألمانية "تخشى أن يقود (هذا التصويت) على العكس إلى تشدد" النزاع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.كذلك، أعلن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، أمس، أن السويد ستصوت مع القرار. وأضاف: "إن هدفنا كان على الدوم السعي إلى الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي حول الموقف الواجب اعتماده، لكن التصويت بنعم إن تبين أن هذه الوحدة أمر غير ممكن بلوغه".كذلك، أعلن رئيس الوزراء البلجيكي إيليو دي روبو، أمس، أن بلجيكا ستصوت لصالح القرار، وذلك بعد أيام من التردد داخل ائتلافه الحكومي.في المقابل، حاولت إسرائيل أمس، التقليل من أهمية التصويت في الأمم المتحدة لمنح دولة فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو لفلسطين في الأمم المتحدة، واستبعدت إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين كعقوبات للمسعى الفلسطيني "أحادي الجانب". وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التصويت المرتقب في الأمم المتحدة "لن يغير شيئاً على الأرض"، معتبراً أن الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة بهذه الطريقة. وأضاف: "يمكن تحقيق السلام فقط من خلال سبيل وحيد وهو مفاوضات مباشرة بين الطرفين ودون شروط مسبقة، وليس من خلال قرارات أحادية الجانب في الأمم المتحدة تتجاهل الاحتياجات الأمنية والوجودية الإسرائيلية".من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إنه لا يرى سبباً لمعارضة طلب الاعتراف بفلسطين كدولة مراقبة في الأمم المتحدة.ونشر موقع "ديلي بيست" تصريحاً لأولمرت قال فيه "أعتقد أن الطلب الفلسطيني أمام الأمم المتحدة يتلاءم مع المبدأ الأساسي لحلّ الدولتين، لذلك لا أرى سبباً لمعارضته".من ناحية أخرى، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مجدداً مساء أمس الأول، أن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل هي وحدها التي يمكن أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.وقالت: "قلت مراراً إن الطريق إلى حل الدولتين الذي يلبي تطلعات الفلسطينيين يمر عبر رام الله والقدس وليس عبر نيويورك". وأضافت: "قلنا بوضوح تام للقادة الفلسطينيين إننا سنعارض جهودهم لتغيير وضعهم في الأمم المتحدة من خارج إطار" المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.في هذه الأثناء، شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد ظهر أمس، دعماً لقرار السلطة الفلسطينية التوجه إلى الأمم المتحدة.(نيويورك ـ أ ف ب، رويترز)