لماذا أدرجت أغنية «الطاهرة» ضمن أحداث فيلم «عبده موتة»؟

Ad

«الطاهرة» أغنية فولكلورية شعبية، غناها كثر مراراً على مدار عشرات السنوات. والأغنية التي رقصت عليها دينا في الفيلم صدرت في ألبوم منذ سنتين وموجودة على «اليوتيوب»، ويعرفها الجميع جيداً. فضلاً عن أنها تأتي في الفيلم ضمن أحد الموالد الشعبية المليئة عادة بهذا النوع من الأغاني. ولكن أتساءل: لماذا انتظر كل من الشيعة والتيارات الإسلامية كل هذا الوقت لإعارتها هذا الاهتمام، ولماذا لم يعترضوا سابقاً رغم أنها موجودة في الموالد حيث يرقص الجميع عليها رجالاً ونساء. مع ذلك اعتذرنا كصانعين وحذفناها من جميع النسخ.

لماذا الحذف رغم اقتناعكم بأنها أغنية قديمة ولا تسيء إلى آل البيت، وأنها موجودة في الموالد الشعبية كافة؟

كي نثبت حسن نوايانا تجاه الجميع، خصوصاً بعد اتهامنا بأننا نريد تشويههم رغم أن الرقابة على المصنفات الفنية سبق لها أن أجازت الفيلم بمشاهده كافة، ولم تعترض على تلك الأغنية التي أثارت هذا الجدل الواسع.

بما أنكم أردتم إظهار حسن النوايا، فلماذا تأخر حذف المشهد لمدة أسبوع؟

المشكلة أن الفيلم بدأ عرضه يوم الوقفة، ولم ينتبه الجميع لهذه الأغنية إلا في إجازة عيد الأضحى، وعندما انتهت الإجازة تحركنا جميعاً وسحبنا جميع النسخ من دور العرض وعدلناها مع حذف الأغنية التي وصفوها بالمسيئة.

ما ردك على الآراء التي تؤكد أن الفيلم يروج للبلطجة والعنف؟

السينما عموماً لا تروج للبلطجة أو أية أعمال خارجة عن القانون، لكن دورها أن تعرض القضايا الواقعية والظواهر السلبية التي تنتشر في المجتمع. ولا ننسى أن جزءاً من علاج المشاكل هو العلاج بالصدمات، فعندما يرى الناس الأزمة من دون التخفيف من حدتها سينتبهون ويبحثون عن حلول.

لكن قسوة مشاهد البلطجة في الفيلم هي السبب في هذا الهجوم.

باتت البلطجة ظاهرة في المجتمع المصري بشكل ملحوظ ولا يمكن أن نتجاهلها أو نغض الطرف عن معالجتها لمجرد الخوف من تهمة الترويج للبلطجة. أشير هنا إلى أني رغم اقتناعي بما قدمته كنت أتوقع أننا سنهاجم بهذا الشكل الكبير منذ بداية التصوير.

ما هي الاستفادة التي خرج بها المشاهد عندما رأى هذا الكم الكبير من البلطجة والعنف والضرب؟

كل من شاهد الفيلم خرج وهو على يقين بأن نهاية البلطجة الموت أو السجن وربما الإصابة بعجز كامل، لأن قانون الغاب لا يمكن أن يسود عالمنا حالياً. ونهاية شخصية «عبده موتة» رسالة لكل البلطجية أو من يفكر في ممارسة هذا السلوك، وهذه هي رسالة الفن.

«عبده موتة» فيلم مثير للمشاكل من أول لحظة، وقد تركه المخرج محمد حمدي بعد يوم من بداية التصوير، لماذا؟

رغم أنني كنت مشغولاً بتصوير فيلم «كلبي دليلي» إلا أني قررت تأجيله وبدأت فعلاً في «عبده موتة» بعدما تركه حمدي لأسباب أجهلها. عموماً، أنجزت عملي مع بعض التعديلات البسيطة، والحمد لله كانت تجربة مميزة جداً بالنسبة إلي وأضافت إلى رصيدي.

ماذا أضفت إلى سيناريو «عبده موتة» من أفكار وشخصيات؟

أضفت شخصية لم تكن موجودة في النص، لكنها أصبحت مهمة جداً في ما بعد أداها الفنان أحمد بجة وهي «ميخة»، عبيط الحارة وبركتها. مثل هذا النموذج غاية في الأهمية للحارة الشعبية وجزء من تكوينها.

كم استغرق تصوير الفيلم وهل كنت تتوقع نجاحه بهذا الشكل؟

صورت الفيلم في أربعة أسابيع ونصف الأسبوع، وكنت أتوقع له النجاح لأنني أثق في قدراتي كمخرج، وفي قدرات النجوم المشاركين في العمل.

هل كنت تتوقع أن يكون أداء محمد رمضان مقنعاً لهذه الدرجة؟

نجح رمضان في إيصال الرسالة التي أردنا أن نبعث بها من خلال العمل، وإلى جانبه أبطال الفيلم كلهم من حورية فرغلي ورحاب الجمل وغيرهما، فالجميع كان على مستوى المسؤولية والدليل النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه الفيلم.

هل شباك التذاكر دليل نجاح أفلام السينما؟

شباك التذاكر أهم مقياس في هذا المجال، وعندما يحقق فيلم إيرادات كبيرة فمن المؤكد أنه جيد ويستحق الإقبال الجماهيري. عموماً تؤكد الإيرادات المرتفعة دائماً أن صانعي الفيلم بذلوا مجهوداً يستحق النجاح على غير ما يحاول البعض الترويج له بأنه عمل تجاري لا يحمل رسالة.

هل ترى أن أزمة أغنية «الطاهرة» كانت أحد أسباب الترويج للفيلم؟

إن لم يكن الفيلم جيداً لما حصد هذه الإيرادات كافة، حتى لو أثيرت حوله مئات الأزمات، وأشير هنا إلى أن الإيرادات ما زالت كبيرة حتى بعد حذف الأغنية.