المشوار طويل يا سادة!
كررتُ وسأظل أكرر أن على الحراك الشعبي أن يستعد لنضال سياسي طويل ممتد يجب أن يظل في إطار السلمية، وأن يحسن استخدام كل الأدوات المتاحة في هذا السياق، من أدوات إعلام وندوات واعتصامات ومسيرات وغيرها، بشكل تصاعدي تكتيكي دقيق لا يحتمل الفوضى والتخبط، وألا يستعجل قطف الثمار.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
وأهل الحكمة يدركون أن هذا الوضوح وهذه الصراحة في مكاشفة الذات أولاً والجماهير ثانياً بحاجة إلى جرأة فكرية راجحة قبل الجرأة الخطابية المنفعلة، وأعني بذلك أنها بحاجة إلى وعي وقدرة على مواجهة كل أبعاد المسألة والإلمام بكل تبعاتها قبل القفز إلى الخطابات الحماسية وشحن الجمهور الذي ستحركه الانفعالات والعواطف غالباً ولو نحو هدف غير واضح ولا معلوم.على مدى مقالات عدة خلال الأشهر الماضية، كتبت وكررت وأكرر الآن وسأظل أكرر أن على الحراك الشعبي أن يستعد لنضال سياسي طويل ممتد يجب أن يظل في إطار السلمية، وأن يحسن استخدام كل الأدوات المتاحة في هذا السياق من أدوات إعلام وندوات واعتصامات ومسيرات وغيرها بشكل تصاعدي تكتيكي دقيق لا يحتمل الفوضى والتخبط، وألا يستعجل قطف الثمار، لأننا في هذا الصراع نسعى إلى صناعة كويت المستقبل في مواجهة كل التحديات الحاضرة، ومثل هذه النتيجة لا يمكن قطفها سريعاً، وإنما هي بحاجة إلى الكثير من البصيرة والجهد والصبر والأناة.الاعتصامات السابقة والمسيرات ومقاطعة الانتخابات كلها كانت مفردات في هذا الصراع السياسي، والأيام القادمة يجب أن تحتشد فيها وتتوالى هذه المفردات بطريقة تصاعدية يكون معروفاً من يقودها، ويكون معروفاً قبل ذلك ماذا تريد؟ وإلى أين تتجه؟