المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ليست إدارة حكومية عادية أو هيئة بيروقراطية عادية، بل هي إحدى أرقى مؤسسات خدمة المواطن في الشرق الأوسط كله إن لم أقل العالم أجمع، ففي تلك المؤسسة المفخرة نجد المستقبل المأمون لكل موظف، نجد الخدمة التي يضرب بها المثل الطيب، نجد السلاسة في الإجراءات، نجد مكاناً لا رائحة فئوية أو طائفية أو قبلية فيه. لقد أضحت التأمينات مكاناً لكل الكويتيين للجميع لا لفئة دون أخرى.

Ad

نادراً ما أسمع شكوى على هذه المؤسسة الوطنية الممتازة، وإن سمعت فمن الممكن أن تكون هذه الشكاوى من «اللي يروح فيها الحجي ويجي» وبسبب الآلية المنضبطة المتبعة في كل تعاملاتها حيث ترسخ الاحترام والتقدير للمراجع من أول دخوله مبنى المؤسسة.

يديرها نخبة القياديين الكويتيين وعلى رأسهم قائد المؤسسة القوي الأمين فهد الرجعان الذي وبسبب كفاءته وقدرته الفائقة على إدارة هذا الصرح الوطني المهم قد نال ثقة أولي الأمر منذ ثلاثين سنة وأكثر وهو يستحق التقدير، لم نسمع أو نقرأ يوماً عن شكوى أو امتعاض أو قضايا تسيء لهذه المؤسسة الوطنية الكبيرة.

حتى في خضم الأزمة المالية العالمية تعاملت إدارة الاستثمار في التأمينات بهدوء وروية ووفق رؤية متكاملة وخطط مدروسة، واستطاعت أن تحمي أموال المتقاعدين من أية رياح عاصفة إلى أن استطاعت هذه الإدارة الرائعة تحقيق أرباح لا خسائر وهي تحت هذه الأزمة العالمية مع أنه قد حصلت خسائر غير محققة في بعض الاستثمارات القليلة لكنها غير مؤثرة على الناتج العام.

وبدلاً من تشجيع مثل هذه الإنجازات والشد على أيدي من ينجزها وتذليل العقبات أمامهم إن وجدت نرى بعض نواب البرلمان يمارسون هوايتهم في التصريحات الإعلامية التي لا أثر لها إلا الحسد والانحياز للباطل بتصريحات شخصانية بعيدة عن الحق والمنطق.

ما الذي يريدونه من التأمينات؟

ما الذي يريدون الوصول إليه؟

هل لديهم أدلة على تجاوزات؟ أو اختلاسات؟ أو سوء إدارة؟

لا أظن مجرد تصريحات هوائية إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، لأنه لو كان ما يقولونه صحيحاً لتم البدء في الإجراءات المتاحة، أما طريقة «جاك الذيب جاك ولده» فهي مجرد ملء الإعلام بأحاديث وتصريحات فارغة لا معنى لها.

اتركوا الناس تعمل اتركوا المجندين في أعمالهم يعملون بهدوء لا يريدون منكم سوى كلمة "الله يعطيكم العافية"، أما الاتهامات الباطلة والانتقائية في استخدام الأدوات الدستورية فهذه أمور لا تجوز، وضرب في ذمم الناس وشرفهم المهني والظلم ظلمات يوم القيامة.

وأنا هنا اقول للإخوة والأخوات المتميزين في "مؤسستنا المفخرة "التأمينات" لا عليكم فالقافلة تسير..." فغالبية أهلكم المتقاعدين تضع ثقتها بالله ثم بإدارتكم الأمينة، سيروا على بركة الله وهذا عهدنا فيكم.

واعلموا بأنه لا يرمى بالحجر إلا الشجرة المثمرة، وأنتم بإذن الله شجرة وارفة الظلال ومثمرة.