«الأوقاف» تناقض نفسها في خطب الجمعة «الانتخابية»
• أوضحت أن نهجها لم يختلف عن السنوات الماضية
• الجريدة• تؤكد أن الخطبة الأخيرة لمجلس 2012 المبطل لم تتطرق إلى الانتخابات
حاولت وزارة الأوقاف تبرير موقفها بالترويج للمشاركة في الانتخابات النيابية في خطب الجمعة الماضية، فأسقطت نفسها في فخ المواقف المتناقضة.
• الجريدة• تؤكد أن الخطبة الأخيرة لمجلس 2012 المبطل لم تتطرق إلى الانتخابات
حاولت وزارة الأوقاف تبرير موقفها بالترويج للمشاركة في الانتخابات النيابية في خطب الجمعة الماضية، فأسقطت نفسها في فخ المواقف المتناقضة.
خرجت وزارة الأوقاف عن صمتها وردت على اقحامها منابر المساجد بالقضايا الخلافية السياسية والانتخابية بالقول إنها "في كل انتخابات برلمانية تحث في خطب الجمع على تحري الأمانة في الاختيار من بين المرشحين والتصويت لذوي الكفاءة والقوة والصلاح، وتحذر من المظاهر السلبية المصاحبة لها"، إلا أن "الأوقاف" وهي من يفترض بها تحري الدقة وأمانة القول تجاهلت صلب خطبة الجمعة الماضية وتطرقها الى الموضوع "المشاركة" و"المقاطعة" الى قضايا حسن اختيار المرشح وصفاته.
الخطبة النموذجيةوأكدت الوزارة في بيان صحافي أمس "انها دأبت في اعداد الخطبة النموذجية على تحري المناسبات المهمة للحديث عنها، مبينة انها في كل انتخابات برلمانية تحث في خطب الجمعة على تحري الأمانة في الاختيار من بين المرشحين والتصويت لذوي الكفاءة والقوة والصلاح وتحذر من المظاهر السلبية المصاحبة لها".وقالت انها دائما ما تحث على مكافحة ظواهر شراء الاصوات والتعصب أو السلبية والتكاسل عن المشاركة في مثل هذه المناسبات الوطنية المهمة، مشيرة الى أن خطبة الجمعة الماضية جاءت متماشية مع نهج الوزارة في السنوات الماضية ولم تختلف عنها لعدم وجود ما يستدعي ذلك.إلا أن الحقيقة التي كان على "الأوقاف" عدم تجاهلها هي أن اقحام مسألة المشاركة والمقاطعة في الانتخابات والحث على المشاركة من الجانب الشرعي يختلف تماما عن الدعوة للتصويت للأصلح والأمين وغيره من الصفات.تحري الأمانة والغريب في الأمر، أن الوزارة أكدت أنها تقوم بحث الناخبين على تحري الأمانة في الاختيار بين المرشحين في كل انتخابات برلمانية، في حين يبين موقع الوزارة الرسمي لإدارة (قطاع المساجد) أن الخطب التي تسبق الانتخابات تخلو من أي نوع من الدعوة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية كما تزعم الوزارة، إذ إن آخر خطبة جمعة لانتخابات مجلس الأمة المبطل كانت بتاريخ 27 يناير 2012، أي قبل أيام من يوم الاقتراع، خلت نهائيا من ذكر أي عبارة أو كلمة تحث على الدعوة على المشاركة وحسن اختيار المرشحين، خصوصا أن الخطبة الأولى كانت عن الفتن التي يمر بها العالم بشكل عام والعالم الإسلامي بشكل خاص، كما أشارت الخطبة المذكورة إلى أن من أسباب الوقاية من الفتن هي الوحدة والائتلاف وترك التنازع والاختلاف والاعتصام بالكتاب والسنة مما يدفع عن العبد كثيرا من الفتن التي تصيبه، في حين كانت الخطبة الثانية في نفس اليوم حول حفظ اللسان وقت الفتن، إذ انها تعتبر دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام وفيه السلامة من العطب وهو دليل المروءة وحسن الخلق وطهارة النفس، فأين هي الدعوات للمشاركة في الانتخابات واختيار الأكفاء؟!الانتخابات المبطلةومن خلال مقارنة بسيطة بين خطبة 27 يناير 2012، وخطبة 23 نوفمبر 2012 يتضح ان الوزارة لم تورد أي عبارة تدعو فيها للمشاركة في الانتخابات البرلمانية لا من قريب ولا من بعيد، بينما يتضح جليا أنها (الوزارة) أقحمت المساجد في قضية الدعوة للمشاركة في الانتخابات في خطبة الجمعة الماضية بشكل مباشر، وهذا هو الأهم، إذ ان الوزارة أشارت في الخطبة (الثانية) وبشكل صريح إلى أن "الحكم الشرعي في مسألة المشاركة في الانتخابات أو المقاطعة يدور حول المصالح الشرعية والمفاسد المتحققة في كل سبيل، وعلى المرء تحري الحق الذي سيسأل عنه أمام الله عز وجل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".كما تضمنت الخطبة "ان الاختيار ينبغي أن يكون لأصحاب الكفاءة والعدالة القادرين على تحمل أعباء هذه الوظيفة المهتمين بالمصالح العامة، غير متأثرين بمصالحهم الشخصية والفئوية مقدمين المصالح العامة عليها، وهذه أمانة الله تعالى في أعناقهم ولا يخرجون عن المسؤولية أمام الله تعالى إلا بالقيام بها على الوجه الصحيح، فالكفاءة والقوة شرط من شروط الولاية العامة، فليس كل إنسان قادر على تحمل المسؤولية وإن كان في ذاته صالحا ورعا تقيا".ميثاق المسجدولعل الوزارة بهذه الخطوة، أغفلت جانبا مهما في هذه القضية، وهو أن ميثاق المسجد في البند المخصص لخطبة الجمعة لم يمنح المجال للخوض في قضايا الانتخابات، إذ تشير هذه الفقرة إلى أن "لخطبة المسجد مكانة رفيعة باعتبارها كلمة المسجد الاسبوعية لجمهور المسلمين، فهي بديلة عن ركعتي الظهر، وانطلاقا من ذلك فإن خطبة الجمعة يجب أن تستهدف التعريف بالإسلام عقيدة وشريعة، وتثقيف المسلمين وإذكاء عاطفة الحب للشريعة الإسلامية بتعريف أحكامها وحكمتها والإيمان بصلاحيتها لكل زمان ومكان، وكذلك لتوعية المسالمين بتوجيهات الإسلام في جوانب الحياة المختلفة والقضايا العامة، وتطهير العقول من البدع والخرافات ببيان حكم الإسلام فيها، وإبراز الفكر الإسلامي الأصيل وبيان دوره الرائد في إثراء الفكر الإنساني والحضارة العالمية وأثره في رقي المجتمع، بالإضافة إلى التصدي للشبهات والفكر المنحرف بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى، وأخيرا التعريف بالحضارة المعاصرة في جوانبها المختلفة مع التركيز على الإفادة من إيجابياتها والتحذير من سلبياتها".