تجددت الشكوك في جائزة «نوبل الآداب» هذا العام أيضاً، وتحدث النقاد عن انحيازاتها ومدى تقصير المبدعين العرب في التواصل معها. كذلك ساد شعور بأن الجوائز العالمية في الأدب قد تأخرت أكثر مما ينبغي عن المبدعين العرب، رغم  وجود الكثير من القامات الإبداعية.

Ad

ومع إعلان الأكاديمية السويدية عن اسم الكاتب الصيني تساءل كثر، هل يجوز أن يحصل أديب عربي مرة أخرى على الجائزة وهل من المستساغ غياب الإبداع العربي بهذه الصورة عن أهم جائزة أدبية في العالم؟

قال الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة إن جائزة «نوبل الآداب» ذهبت هذا العام إلى الصين  للمرة الثانية وإلى من يستحقها، خصوصاً أن أعمال الكاتب الصيني متقدمة وإنسانية وقد حازت نجاجاً واسعاً وقد قرأت له   قصة الكارما مترجمة بالفرنسية، فضلاً عن أن كتبه ورواياته  تتعرض دائماً للمنع والمصادرة من السلطات.  

وألقى تليمة اللوم على مراكز الترجمة في العالم العربي لتجاهلها كبار الكتاب العالميين وعدم ترجمة أعمالهم إلا بعد الفوز بالجوائز، فيما طالب الناقد الدكتور صلاح فضل المترجمين العرب بترجمة أعمال الكاتب الصيني  إلى العربية مباشرة بعيداً عن استخدام أي لغة وسيطة.

وذكر الشاعر شعبان يوسف: «عندما منحت جائزة «نوبل الآداب» عام 1988 إلى نجيب محفوظ، كان أول أديب عربي يحصل عليها، وقيل وقتها إنه آخر أديب عربي تصل إليه هذه الجائزة». وألقى شعبان اللوم على المركز القومي للترجمة، مشيراً إلى تجاهله ترجمة الأدباء العالميين وعدم التفاته إليهم إلا بعد منحهم الجوائز، حينها فحسب نقرأ لهم أعمالهم مترجمة إلى العربية.

منذ الإعلان عن تأسيس هذه الجائزة في عام 1901 بعد رحيل صاحبها العالم ألفرد نوبل عام 1896، كان أول أديب في العالم يحصل عليها الكاتب الفرنسي رينه سولي، وقد ظلت محصورة في قلب الحضارة الغربية وأميركا، ولم تحاول اللجنة المشرفة عليها النظر إلى كتابات للشعوب وحضارات غير الغرب، ما جعل الكثير من النقاد يطلقون صفة العنصرية الحضارية والفكرية عليها.

 تجاهلت الجائزة الأدباء العرب لعقود من الزمن رغم وجود أدباء في العالم العربي كانوا في مستوى الجائزة، مثل الأديب جبران خليل جبران (1883 - 1931) الذي كان أول أديب عربي يصل إلى العالمية عبر مؤلفاته الفكرية والأدبية، وأصبح من القامات الثقافية التي تذاع أعمالها في كثير من دول العالم، ويعد كتابه «النبي» الصادر عام 1923 باللغة الإنكليزية أشهر كتاب أدبي ظهر في القرن الماضي، وما زال حتى اليوم يطبع في دول العالم.

كذلك تجاهلت الجائزة رفيق دربه الفيلسوف والأديب ميخائيل نعيمة، الذي قال عنه كثر إنه مفخرة الأدب الإنساني في هذا العصر. ومن بين الأدباء الذين أسقطتهم الجائزة من حساباتها أيضاً توفيق الحكيم وعباس محمود العقاد والدكتور طه حسين ومي زيادة وغسان كنفاني ويوسف إدريس والطيب صالح وعبدالرحمن منيف، وغيرهم.

وفي عالم  الشعر، لم تصل الجائزة إلى شعراء كانوا في مستوى العالمية، فلم يحصل عليها شاعر في مكانة أحمد شوقي أو بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور ونزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم، علماً أن اسم الشاعر والمفكر العربي أدونيس أدرج في قائمة المرشحين لنيلها، لكن عند المنح تذهب إلى غيره.

وخلال النصف الأول من القرن العشرين احتكر الأدباء والكتاب فى الغرب الجائزة فيما كان الكاتب والأديب النيجيري وول سوينكا أول إفريقي يفوز بها في عام 1986.

ورغم أنها توصف «بأم الجوائز الأدبية في العالم» فإن جائزة نوبل الآداب لم تسلم من اتهامات بالانحيازات الأيديولوجية أو الخضوع لأهواء سياسية بل وعنصرية.