إسرائيل «تعاقب» فلسطين بتجميد عائدات الضرائب
• عباس: أصبح لنا دولة • نتنياهو: لا دولة دون الاعتراف بيهودية إسرائيل
نفذّت إسرائيل أمس، تهديدها باتخاذ إجراءات عقابية في حال ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لترقية وضعهم إلى دولة مراقب غير عضو، فجمدت الرسوم الضريبية التي تجمعها لحساب السلطة الفلسطينية، مشيرةً إلى أنه سيتم استعمالها لتسديد الديون المترتبة على السلطة الفلسطينية لمصلحة شركة كهرباء إسرائيل.
نفذّت إسرائيل أمس، تهديدها باتخاذ إجراءات عقابية في حال ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لترقية وضعهم إلى دولة مراقب غير عضو، فجمدت الرسوم الضريبية التي تجمعها لحساب السلطة الفلسطينية، مشيرةً إلى أنه سيتم استعمالها لتسديد الديون المترتبة على السلطة الفلسطينية لمصلحة شركة كهرباء إسرائيل.
ردّت إسرائيل أمس، على حصول فلسطين على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إذ قررت الحكومة الإسرائيلية عدم تحويل عائدات الرسوم الضريبية التي تجمعها لحساب السلطة الفلسطينية لهذا الشهر.وقال وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتينيتس في بداية انعقاد الجلسة الأسبوعية للحكومة أنه سيتم تجميد 460 مليون شيكل (حوالي 92 مليون يورو) كان يفترض تحويلها خلال الشهر الحالي، مضيفاً: "لقد قلنا منذ البداية أن رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة لن يمر من دون رد من جانب إسرائيل". وأضاف: "لا أنوي تحويل الرسوم الضريبية المتوجبة للسلطة الفلسطينية هذا الشهر. سيتم استعمالها لتسديد الديون المترتبة على السلطة الفلسطينية لمصلحة شركة كهرباء إسرائيل".
ووصف شتينيتس التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة "بعملية استفزازية تهدف إلى دفع إقامة دولة فلسطينية دون الاعتراف بإسرائيل أو تحديد مناطق منزوعة الأسلحة أو وضع ترتيبات أمنية".كما أصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي قراراً بالإجماع، برفض قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قبول عضوية فلسطين بصفة مراقب. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أن مجلس الوزراء أوضح أن "قرار الجمعية العامة لن يكون أساساً لأي مفاوضات مستقبلية ولن ينال من حقوق إسرائيل على أراضيها".بناء المستوطناتوفي السياق نفسه، أعلن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أن حكومته ستواصل البناء بالمستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية، مؤكداً أنه لن تقوم دولة فلسطينية من دون اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل ونهاية الصراع.وقال نتنياهو لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي أمس: "إننا نبني وسنواصل البناء في أي مكان بموجب المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية".واقتبس نتنياهو من تصريحات كان أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين عقب قرار الأمم المتحدة عام 1975 الذي جاء فيه أن الصهيونية هي حركة عنصرية، وقال إن "الرد على الهجوم ضد الصهيونية ودولة إسرائيل يلزم بزيادة وتوسيع تنفيذ مخططات الاستيطان ومن ضمنها الصعود إلى مواقع استيطانية يتم إقرارها من دون انتظار إقامة مبان دائمة في تخوم جميع المناطق التي قررت الحكومة الاستيطان فيها".وتطرق إلى قرار الأمم المتحدة بقبول فلسطين دولة بصفة مراقب غير عضو، وقال إنه "لن تقوم دولة فلسطينية من دون الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي ومن دون التصريح (من جانب الفلسطينيين) بإنهاء الصراع ونهاية المطالب". وأضاف "لن أوافق على تحويل يهودا والسامرة (الضفة الغربية) إلى قاعدة إرهابية يتم إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل". عودة عباسعلى الجهة المقابلة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام آلاف الفلسطينيين الذين احتشدوا لاستقباله أمس، عقب عودته من الأمم المتحدة: "نعم أصبح لنا الآن دولة والقدس عاصمتنا إلى الأبد".واستهل عباس كلمته أمام المحتشدين في مقر المقاطعة بقوله: "العالم كله وقف معنا، وقال لا للاحتلال ولا للاستيطان ونعم لحريتنا، وحتى الدول التي امتنعت عن التصويت هنأتنا بالانجاز الذي تحقق".وتابع عباس:" تعرضنا لكثير من الضغوطات، وقالوا لنا انه إذا ذهبنا إلى الأمم المتحدة سينفجر العالم، وطلبوا منا تأجيل التوجه إلى الأمم المتحدة". وأضاف: "وأخيراً قالوا لنا في اللحظات الأخيرة، غيروا مضمون خطابكم، وغيروا مشروعكم لكننا صمدنا. تعرضنا لتهديد بأننا إذا ذهبنا إلى الأمم المتحدة سنجد ما لا يعجبنا، لكننا ذهبنا ووجدنا ما يعجبنا".وقال عباس إن المرحلة المقبلة، لن تكون سهلة، موضحاً: "مازال في دربنا تحديات ضخمة وعقبات كبيرة، لكن هذا الشعب الذي صنع هذا الانتصار قادر أن يحميه ويطوره حتى كنس الاحتلال".إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية التركية أمس، قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 3 آلاف وحدة سكنية إضافية في المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية.ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن بيان للوزارة، أن إسرائيل "التي تنتهك القوانين الدولية بأنشطتها الاستيطانية هذه، تزعزع، عن قصد، أسس السلام الدائم والعادل في المنطقة".من ناحية ثانية، طالب القيادي في حزب العمل الإسرائيلي عضو الكنيست، عمير بيرتس، رئيسة الحزب شيلي يحيموفيتش، التعهد بعدم انضمام العمل إلى الحكومة المقبلة التي يتوقع أن يشكلها نتنياهو، وإعلان أن حزب العمل يعارض المستوطنات.(القدس ـــــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)