ثلاثة انتصارات للحراك الشعبي
ثلاثة انتصارات متتابعة للحراك الشعبي، الحدث الأول اعتصام ساحة الإرادة والذي كان تحت عنوان «كفى عبثاً» وجرى في منتصف أكتوبر الماضي، الحدث الثاني هو «مسيرة كرامة وطن» الأولى، والتي حافظت على سلميتها بشكل واضح كما شهد كثير من المراقبين المحايدين، الحدث الثالث هو إلقاء القبض على نواب كتلة الأغلبية خالد الطاحوس وفلاح الصواغ وبدر الداهوم، وبعدهم البراك.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
هذه السابقة الخطابية، حتى إن انتقدنا مفرداتها وأسلوبها، قد شكلت في تقديري انتصارا ساحقا للحراك الشعبي، وهو الأمر الذي ستكون له ثمراته الإيجابية لمصلحة الواقع السياسي وجسارته وشفافيته في القادم من الأيام. الحدث المفصلي الثاني هو "مسيرة كرامة وطن" الأولى، والتي حافظت على سلميتها بشكل واضح كما شهد كثير من المراقبين المحايدين، ومع ذلك أدت إلى خروج القوة الأمنية عن طورها واندفاعها لاستخدام العنف بشكل مبالغ فيه وصل إلى حد الهستيريا، وهو الأمر الذي كشف ضيق السلطة الواضح من اعتراضات المعارضة، وزيف إيمانها بالديمقراطية التي تتغنى بها، مما أحرجها، ليس على الصعيد المحلي فحسب إنما على الصعيد الدولي أيضا، واسترعى انتباه الإعلام الدولي واستدرج رسائل نقد شديدة اللهجة وُجهت إليها. وهذا الحدث قد شكل كذلك انتصارا سياسيا وإعلاميا مهما للحراك الشعبي الذي تمسك بسلميته في مواجهة سلطة فقدت الحكمة فغضبت وبطشت!الحدث المفصلي الثالث هو إلقاء القبض على نواب كتلة الأغلبية السادة خالد الطاحوس وفلاح الصواغ وبدر الداهوم، وبعدهم بأيام مسلم البراك، وذلك إثر خطاباتهم في اعتصام "كفى عبثا" الشهير وهو الأمر الذي، أعني إلقاء القبض على النواب، انتهى في واقع الأمر إلى عكس ما أرادته السلطة تماماً، فقد ازدادت شعبية هؤلاء النواب المعتقلين وتصاعدت رمزيتهم السياسية، بل حشدت الجماهير خلفهم بشكل أكبر مما كان؛ مما عضد موقفهم وشد من أزرهم، ولم ولن يردعهم بأي شكل من الأشكال عن الاستمرار في المعارضة. وهذا الحدث شكل أيضا انتصارا كبيرا ثالثا للحراك الشعبي في مواجهة السلطة.ثلاثة انتصارات متتابعة للحراك الشعبي، أكاد أجزم أنه ستتبعها انتصارات ومكاسب أخرى للمعارضة، لن تحتاج إلى عميق تخطيط وذكاء منها، بل قصارى الأمر أن تستمر السلطة في التخبط في انفعالاتها وردود أفعالها، لتجد نفسها في النهاية وقد خسرت المعركة.