عندما هرب معظم نواب مجلس 2009 والحكومة من بعض الجلسات كي تسقط الحصانة عن فيصل المسلم رفض "صادق" هذا السلوك غير الديمقراطي رغم علمه بممارسات فيصل المسلم ضد الدستور والحريات، فأيده أنصار المسلم وهاجمه أنصار الحكومة ومن يبغضون المسلم وجماعته.

Ad

عندما ضُرب الجويهل بديوان السعدون استهجن "صادق" هذا التصرف رغم قناعته بسوء الجويهل والعنصريين مثله، فأيّده أنصار الجويهل ومن يبغضون السعدون ورفاقه، وعارضه أنصار السعدون ومن يبغضون الجويهل وأنصاره.

عندما ضرب الناس في ديوان الحربش على أيدي الداخلية وأهينت كرامة مواطن، وسحل أمام الكاميرات بكى "صادق" ألماً على ما حصل في الكويت، فشاركه الألم من يؤيد أسباب قيام ندوة الحربش، وتشفّى آخرون لكرههم من ضُرِبوا، وكان شعارهم "زين يسوون فيهم".

عندما استجوب رئيس الوزراء السابق من قبل محمد هايف ووليد الطبطبائي على خلفية علم مطبوع بشكل خاطئ على علبة محارم ورقية رفض "صادق" أن يقف ضد رئيس الوزراء بهذا الاستجواب، رغم قناعته بسوء أداء الرئيس وحكومته، فخوّنه مؤيدو الاستجواب وشجّعه معارضوه.

عندما عرقلت الحكومة قضية الإيداعات والتحقيق المشروع للنواب في تفاصيلها أيّد "صادق" استجواب رئيس الحكومة؛ لأنه تعمد عرقلة تبيان الحقائق للناس، فشتمه مؤيدو الحكومة وصفّق له معارضوها.

عندما سُلبت حريات الناس على أيدي أغلبية نواب 2012 رفض "صادق" هذه السلوكيات البعيدة عن الدستور والدولة المدنية، فوصفه مؤيدو الأغلبية بأنه حاقد، واصطف معه من يبغضهم.

عندما حكمت المحكمة بإبطال مجلس فبراير 2012، ولجأت الحكومة إلى المحكمة الدستورية لتحصين قانون الانتخاب احترم "صادق" حكم المحكمة وأقر بحق الحكومة في اللجوء إلى "الدستورية"، فتكرر تخوينه من جماعة الأغلبية، وأيده من لا يريد للأغلبية أن تستمر.

عندما تدخلت الحكومة بمرسوم ضرورة لتغيير عدد أصوات الناخبين رغم تحصين المحكمة الدستورية لقانون الانتخابات، وفي تدخل واضح باختيار الناس لمن يمثلهم ويراقب الحكومة رفض "صادق" رفضا قاطعا هذا التحكم بإرادة الشعب، فوصفه كارهو الأغلبية بأنه ينفذ مخططات خارجية، وأيده أنصار الأغلبية.

عندما حاول البعض أن يغير من الدولة المدنية إلى دولة سمع وطاعة و"فصّل وإحنا نلبس"، رفض "صادق" هذا المفهوم ليس تقليلا من شأن أحد، بل لأنه ببساطة لا يمت لا إلى الدستور ولا إلى القانون بأي صلة، فوصف "صادق" بالثوري الذي يريد زعزعة الكويت.

"صادق" لم يتغير أبداً، وتحرك وفق قناعاته ومبادئه دون تلون، وميزانه ثابت لا تغيره أسماء، العلة ليست فيه بل المصيبة أن من يشبه "صادق" قلة في الكويت، فأغلبية الناس تكيف الرأي بناء على الفاعل وليس على الفعل، أما صادق فيرتقب الفعل ليحكم عليه، فيا ليتنا كلنا كـ"صادق".

ضمن نطاق التغطية:

أكثر ما يقال لـ"صادق" اليوم أنه يدعم الأغلبية لمجرد تشابه موقفه معهم، طيب... هل يصح لـ"صادق" اليوم أن يرد هذا الاتهام بالقول إن كل من يدعم مرسوم الضرورة الحكومي بأنه يدعم الجويهل؟