هل فشلت خطة أنان؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
الخطة البديلة من المفترض أن تبنى على تهالك الخطة الحالية، وأن تبدأ ضمن مجموعة معطيات، أولها إحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية فوراً ودون تأخير، وهو ما سيعطي قدراً من الحصافة للنظام الدولي، وثاني مكوناتها يتم بدعم إنشاء المناطق الآمنة بالنسبة إلى اللاجئين السوريين على الأقل في الدول الثلاث الرئيسة، ولئن كانت تركيا قد منحت صفة حماية اللاجئين للسوريين فمن المفترض أن تتضمن الخطة تعاملاً مشابهاً من الأردن ولبنان وربما العراق كذلك، أما ثالث عناصر الخطة فيتمثل بتكثيف الدعم وتقوية الدور الأممي على الأرض مع حماية العاملين ورصد ما يجري من انتهاكات وتوثيقها، ورابع عناصر الخطة وهو الأكثر حساسية وصعوبة فهو التوصل إلى صيغة عملية لكيفية نقل السلطة إلى حكومة منتخبة بإشراف دولي ضمن جدول زمني محدد في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. من المهم أيضاً أن يتم في إطار الخطة ضمان حقوق كافة مكونات المجتمع السوري بأقلياته الدينية والعرقية والمذهبية المختلفة.والحرص كل الحرص على تجنب عدم تحول الوضع إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. ولعله بات واضحاً أن هناك قلقاً متزايداً من بعض الأقليات على مصيرهم إن حدث تغيير جذري، فهم قد يتمسكون بالنظام، ليس حباً فيه، ولكن خوفاً مما هو قادم، ولذا وجب العمل على تبديد تلك المخاوف، سواء بمواقف واضحة ومستمرة من المعارضة السورية أو وضع ضمانات كافية من المجتمع الدولي.خطة أنان انتهت، وخسر النظام فرصة تاريخية، ويبدو أن أوان الرحيل قد حان.