كابول ترسم خريطة طريق للسلام مع «طالبان»
كرزاي يشيد أمام نظيره الألماني بعملية نقل المسؤولية الأمنية
وضعت الحكومة الأفغانية خطة طموحة مؤلفة من خمس نقاط قد تسمح بإشراك حركة "طالبان" في الحكومة، وذلك مع تسارع جهود التوصل إلى سلام قبل انسحاب القوات الغربية من البلد المضطرب في عام 2014.وشهدت التحركات الدبلوماسية الحثيثة التي جرت أخيراً اجتماعات بين الحكومتين الأفغانية والباكستانية في إسلام آباد وتركيا، في حين تشارك "طالبان" في مؤتمر يُعقد في فرنسا هذا الأسبوع مع مسؤولين حكوميين وآخرين من الجماعات المعارضة الأفغانية.
وتحدد "خريطة الطريق لعملية السلام" رؤية "تتخلى بموجبها طالبان والحزب الإسلامي وغيرهما من الجماعات المعارضة المسلحة" عن السلاح بحلول عام 2015.وتقول الوثيقة إنه بحلول ذلك الوقت تكون تلك الجماعات "قد تحولت من كيانات عسكرية إلى جماعات سياسية تشارك بشكل نشيط في العملية السياسية والدستورية في البلاد بما في ذلك الانتخابات العامة".ويقول محللون إن خريطة الطريق ترسم سيناريو بتحقيق تقدم ثابت باتجاه السلام بحلول عام 2015 وهو أمر غير مرجح. ويرى المدير التنفيذي لمركز أفغانستان في جامعة كابول عبدالوحيد وافا أن "خريطة الطريق هذه مثالية بشكل مفرط. نحن لانزال في أولى خطوات عملية السلام". ويضيف: "ببساطة طالبان لا يريدون التحدث مع الحكومة لأنهم يعتقدون أنها ليست في وضع يتيح لها أن تعطيهم ما يريدون. لقد طالبوا على الدوام بمحادثات مباشرة مع أطراف أخرى مثل الولايات المتحدة"، إلا أن هناك مؤشرات على بعض التحرك بخصوص الخطوات التي حددتها الوثيقة المؤلفة من أربع صفحات ووضعت في نوفمبر باسم "المجلس الأعلى للسلام" التابع للحكومة الأفغانية.وتشتمل هذه الخطوات على الإفراج عن عدد من معتقلي "طالبان" من السجون الباكستانية على أمل أن يساعد ذلك في إقناع الميليشيات بالتفاوض، إلا أن "طالبان" رفضت حتى الآن إجراء أية محادثات مباشرة مع الحكومة التي تصفها بأنها دمية في يد الأميركيين.من جهة أخرى، أشاد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بعملية تسليم المسؤولية عن الأمن في أفغانستان إلى القوات الأفغانية وانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من بلاده المقرر خلال العامين المقبلين.وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الألماني يواخيم جاوك الذي زار كابول أمس، إن انتقال المسؤولية الأمنية إلى القوات الوطنية "أمر جيد" وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان "أمر جيد". وأضاف: "لا يمكن لأفغانستان أن تكون عبئاً على المجتمع الدولي للأبد، ويتعين أن تقف على قدميها وأن تعمل من أجل تقدمها مثل أي دولة أخرى".(كابول - أ ف ب، رويترز)