ميثاق كلمة
![محمد عبدالله السبيعي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1649342414907607300/1649342430000/1280x960.jpg)
عالم له جمهوره من أجناس وأطياف المجتمع كافة، عالم بدأ يتشكل من جديد وفق أُطر ومستجدات حديثة، عالم المغناطيس يجذب معادن الناس على اختلافها وأصنافها.يتداولون خلاله أحاديث وأفكاراً وآراء ومشاعر، عالم يستهوي الصغير والكبير، المرأة والرجل، الغني والفقير، الوزير ورجل الشارع العادي، كلٌّ يعبر عمّا يجول بخاطره بصوت مسموع يستقبله من في طوكيو أقصى الشرق ومن في لوس أنجلس في أقصى الغرب، أو الجار القريب الذي لا يفصله سوى جدار.عالم بين العالمين، الخيال والواقع تذوب فيه الأفكار والمشاعر، المبدع يثبت نفسه بإبداعه وتفوقه، وتتكشف الأقنعة وتسقط من أشخاص سرقوا الإبداع ونسبوه إلى أنفسهم. من يصدق أن "تويتر" و"فيس بوك" و"اليوتيوب" هي التي كونت خميرة عجينة الثورات في تونس ومصر وبقية الدول العربية ولاتزال!"تويتر" و"فيس بوك"... لهما قوة جبارة تفوق القوة العسكرية بدباباتها وصواريخها، أليس ذلك ما يطلق عليه "القوة الناعمة"... الكل يتفق على مراده وينزل إلى الشارع للتعبير عن رأيه بحرية مطلقة والقائد العام هو "تويتر" و"فيس بوك".الكل يصرخ وينادي ويرسم خطط مستقبلية والقائد هو "تويتر" و"فيس بوك"، ما نتكلم به في بيوتنا، ومجالسنا، وأعمالنا هو المنشور في تغريدات العصفورة الزرقاء "تويتر".لقد حان الوقت أن تضبط العملية ونراقب أنفسنا وأبناءنا ومن يعنينا أمره، ونضع خطوطاً حمراء، فليس كل الأحاديث تنقل، فللمجالس حرمتها ومواثيقها غير المكتوبة، والكلمة لها تأثير سحري يفوق أثر الرصاص على الإنسان.فلابد من وضع ضوابط وقوانين لنشر التغريدات وتداولها، ومعرفة أسس وطرق الحوار العقلاني والموضوعي.