الكليتان أهم عضوين للسيطرة على توازن السوائل في الجسم. فلولاهما لتجمعت السوائل التي نشربها في الدم وحول الخلايا، وبقيت الفضلات السامة داخل الجسم وسببت الأمراض والتسمم. نظرة إلى هذين العضوين وكيفية الحفاظ على سلامتهما.

Ad

على مر السنوات والتقدم في العمر، قد تصاب الكلى بالإرهاق والوهن فتضعف قدرتها على التخلص من فائض السوائل. من أهم أسباب إجهادها تناول الكثير من الملح والسكر والبروتينات والدهون والنقص في الفيتامين B6 والمغنسيوم والسيلينيوم، وأبرز العناصر التي قد تؤذيها أيضاً الزئبق وغيره من مواد سامة.

عملهما

يمر الدم في الكليتين حوالى 20 مرة في الساعة، فتقوم بتصفيته عبر إزالة السوائل الزائدة والفضلات التي ذابت فيه، وترسلهما الى المثانة وهو المكان الذي تخرج منه على شكل بول. عموماً، كلما شربنا ماء أكثر أفرزت الكلى مزيداً من البول، وكلما قل استهلاك السوائل انخفض إفراز الكلى للبول.

تقع الكلى فوق الخصر على جانبي العمود الفقري وتحت عضلات الظهر. ولأنها حساسة جداً فثمة وسادة من الدهون تحميها وتقيها من الصدمات.

تتألف كل كلية من 1,25 مليون عصبونة Nephrons، وهي وحدات صغيرة جداً تكون أنبوباً دقيقاً طويلاً. والجهاز الذي يصفي الدم هو في الواقع كتلة سميكة من الشعيرات الدموية حوله شكل يشبه المدخنة.

تنفذ السوائل والمواد الذائبة من خلال ثقوب جدران الشعيرات الدموية وتتجمع بواسطة المدخنة، ثم تسيل هذه السوائل إلى عنق المدخنة ومنها إلى الأنبوب الدقيق الذي يتصل في النهاية بأنابيب أخرى، ثم تنقل جميعها السائل الذي تحول وأصبح بولاً إلى قناة كبيرة في الحالب (قناة نقل البول) ومنه تمر السوائل إلى المثانة.

في الظروف الطبيعة، تصفى الكلى يومياً حوالى 180 ليتراً من السوائل، لكن الجسم لا يفرغ هذا القدر من البول لأن بعض الهرمونات ينظم عمل الكلى ويجعلها تحدد مقدار السوائل التي يجب أن يعاد امتصاصها من الأنيبيات والنسبة التي ينبغي أن ترجع منها إلى الشعيرات الدموية المحيطة بها قبل أن يصل البول إلى الأقنية الرئيسة التي يتجمع بها. ولولا هذه الهرمونات لأفرغ الجسم بواسطة البول السوائل كافة الموجودة فيه في غضون 30 دقيقة.

وظائفهما

• الحفاظ على توازن الماء في الجسم.

• التخلص من السموم والفضلات.

• تنظيم معدلات العناصر الكيماوية الموجودة في الجسم كالبوتاسيوم والصوديوم والكلورايد.

• تنظيم ضغط الدم.

• ضبط التوازن الحمضي القلوي في الجسم.

• ضبط الضغط الاسموزي في الجسم.

الهرمون المضاد لإدرار البول Anti-diuretic hormone (ADH)i

تفرز الغدة تحت المهاد Hypothalamus الموجودة في الدماغ هرمون ADH الذي يخزن في الغدة النخامية. عندما تكون نسبة الـ ADH منخفضة في الدم تسمح الأنابيب الدقيقة في الكليتين لقليل من الماء، أو لا تسمح، بأن يرشح عائداً إلى الشعيرات الدموية فيكمل الماء سريانه في الأنبوب باتجاه المثانة. لكن عندما يكون الـ ADH موجوداً، تسمح الأنابيب الدقيقة للماء بأن يعبر جدرانها عائداً إلى الشعيرات بدل أن يجري في اتجاه المثانة. فهرمون الـ ADH يقلل من كمية السوائل التي تفرزها الكلى لذلك يسمى بالهرمون المضاد لإدرار البول.

ثمة هرمون آخر يسمى الألدوستيرون تفرزه الغدتان الكظريتان الموجودتان في أعلى الكليتين، وظيفته حث الأنابيب على احتجاز بعض الصوديوم (الملح) الموجود في السوائل التي تمر بها. كذلك ثمة هرمونان رئيسان مرتبطان بعمل الكلى، أحدهما يسمى ANH يفرزه القلب ويقوم بعمل معاكس لهرمون الألدوستيرون فهو يمنع الأنابيب الدقيقة من إرجاع الصوديوم إلى الدم ويحث على التخلص من الماء. أما الهرمون الثاني فهو الدوبامين الذي يعمل على توازن السوائل في الجسم ويحث على التخلص من الصوديوم عبر البول، بالتالي يحرض على التخلص من البول.

تفاعل هذه الهرمونات وعملها مع بعضها البعض أمر مهم جداً لضبط عملية التخلص من الماء بواسطة الكليتين.

دور الصوديوم في الجسم

يؤدي الصوديوم دوراً رئيساً في ضبط حركة السوائل في الجسم. فالكلى تزيله من الدم وبعدئذ ترجع إلى الدم الكمية التي يحتاجها منه الجسم. عندما ترتفع نسبة الصوديوم في الدم كما يحدث عند تناول الأطعمة المالحة نشعر بالعطش ونحتاج إلى شرب الماء لمنع تركيزه في الدم، عندئذ تتخلص الكلى من الماء والصوديوم الزائد معاً.

يضبط الصوديوم ومعادن كثيرة نسبة السوائل داخل الخلايا وخارجها، فتحافظ على ثلثي السوائل في الداخل والثلث في الخارج. فاذا اختل هذا التوازن اختلت العمليات الكيماوية داخل الجسم. وقد تنفجر الخلايا إذا دخلها كثير من الماء أو تنهار إذا عجزت عن الحصول على كفايتها منه.

النظام الغذائي والكليتان

يؤكد الباحثون أن أكثر العادات الغذائية ضرراً بالكلى هي التعود على تناول الحلويات والمشروبات المحلاة. معظم الناس يستهلك حوالى كيلو سكر أسبوعياً من دون وعي، ذلك بأشكال عدة غير مباشرة:

• حلويات وشوكولاته.

• قهوة وشاي محليان.

• مشروبات غازية وعصائر محلاة.

• رقائق الفطور.

• مربيات وعسل.

• بسكويت.

• آيس كريم.

السكر يشجع الكلى على احتجاز الصوديوم مما يتسبب أيضا باحتجاز الماء. كما يؤثر السكر بشكل مباشر على الكلى ويضر بها ويؤدي مع الوقت الى تضخم الكلى والى تكوين الحصى.

يفرز الجسم نسبة عالية من هرمون الأنسولين لمواجهة استهلاك السكر، ما يؤدي إلى زيادة إفراز الكلى للكالسيوم الذي يتجمع على شكل حصى في الأنابيب الدقيقة داخل الكلى. إذا كبر حجم الحصى فقد تعلق وتسبب آلاماً شديدة، خصوصاً عندما تتحرك مع السوائل المتدفقة. ولارتفاع معدل الأنسولين الناتج من استهلاك السكر تأثيرات سلبية أخرى، من بينها حث الكلى على احتجاز الملح ما يؤدي الى انحباس الماء في الجسم. والمصابون بالسكري الذين يأخذون حقن الأنسولين تميل أجسامهم أيضاً إلى احتجاز الماء بسبب الأنسولين. ومن أسباب تكوين الحصى أيضاً نقص فيتامين B6 والمغنسيوم.

أكد الباحثون أن أحد الأسباب التي تضعف الكلى استهلاك كميات كبيرة من البروتينات والدهون، وعدم الحصول على كمية وافية من معدن السلينيوم من الغذاء.

نصائح لنظام غذائي سليم

• الاعتدال بتناول البروتينات والدهون والسكريات.

• الإكثار من تناول الطعام الغني بالألياف والحبوب الكاملة غير المعالجة كالخبز والرز الأسمر بدلا من الأبيض.

• تقليل كمية الملح المضاف إلى الطعام.

• الابتعاد عن الطعام الجاهز الغني بالدهون والصوديوم والسكر.