الهدوء السياسي الذي شهده لبنان نهاية الأسبوع، خرقه أمس تطور أمني بالغ الخطورة في دلالاته وانعكاساته على الساحة السياسية؛ فقد وقع إشكال بين أنصار إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير وعناصر من "حزب الله" في منطقة تعمير عين الحلوة، ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة أربعة، بينهم مسؤول في "حزب الله".

Ad

وجاء هذا الحادث على خلفية نزول الأسير ومناصريه إلى مدخل التعمير عند مدخل حارة صيدا، اعتراضاً على رفع مناصري "حركة أمل" و"حزب الله" لافتاتٍ حزبية ودينية مع اقتراب ذكرى عاشوراء، كان الأسير طالب أمس الأول بإزالتها من المدينة.

وذكرت المعلومات أن القتيلين هما مرافقا الأسير لبنان العزي وعلي سمهون، وأن الجرحى هم مسؤول منطقة صيدا في "حزب الله" زيد ضاهر واثنان من أنصار الأسير وهما عدنان البابا ومحمد مشعل، إضافة إلى المواطن اللبناني يوسف حنيني.

واعتبر حادث التعمير في غاية الخطورة، لما يمثله الطرفان على الصعيدين المذهبي والسياسي، فالأسير شيخ سني برز نجمه على الساحة بعد هجومه المباشر على أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، بالإضافة إلى دعمه العلني للثورة في سورية، أما "حزب الله" فيعتبر الممثل الحصري للطائفة الشيعية، ومن أبرز داعمي نظام بشار الأسد في دمشق.

وطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل "دعوة مجلس الأمن الفرعي في الجنوب إلى اجتماع طارئ لمعالجة الإشكال الأمني الذي وقع اليوم (أمس) في صيدا، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى".

وفي بيانٍ صدر عن مكتبه الإعلامي، طلب أيضاً ميقاتي من قيادة الجيش اللبناني ومختلف الأجهزة الأمنية "اتخاذ الإجراءات السريعة لضبط الوضع وتوقيف المتسببين في الحادث"، داعياً الجميع إلى "الهدوء والتروي وضبط النفس وعدم السماح لأيٍّ كان بافتعال أحداث أمنية في هذا الظرف الدقيق والحساس"، مؤكداً أن "السلطات المختصة لن تتهاون في ضبط الوضع الأمني ومنع العبث بأمن المواطنين".

إلى ذلك، لا تزال فضيحة الأدوية الفاسدة محور الاهتمامات السياسية، فبعد تحريك الملف قضائياً عبر تسلّم النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي شكوى من هيئة القضايا في وزارة العدل في جرم الغش بالأدوية والتزوير والاحتيال ومخالفة قانون الصيدلة وإحالة الشكوى إلى قسم المباحث الجنائية المركزية لإجراء التحقيقات اللازمة، ينتظر أن يشهد الأسبوع الطالع تطورات كبيرة، من وراء هذه القضية في ظل المعلومات التي تشير إلى تورط شقيق وزير "حزب الله" في الحكومة محمد فنيش.