قالت مصادر نفطية مطلعة إن شركة بريتش بتروليوم البريطانية العالمية تسعى إلى الحصول على امتياز نفطي في أبوظبي، بعد أن استبعدت بشكل غير متوقع في وقت سابق من جولة عروض حفلت بقدر كبير من التوترات الدبلوماسية والتغير في المسار الجيوسياسي للنفط.
يذكر أن الشركة لم توجه إليها دعوة للمشاركة في عملية تأهل خلال الصيف الماضي حول عروض تتعلق بمشروع تجديد لامتياز انتاج 1.4 مليون برميل من النفط يومياً في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر يناير 2014، وذلك رغم أنها واحدة من أربع شركات غربية كبرى تملك حصة في اتفاق الامتياز الحالي الذي يمتد 75 سنة. واعتبر العديد من المراقبين هذا العمل مثل صفعة محسوبة تعكس حجم الخلافات السياسية بين أبوظبي ولندن، إضافة إلى رغبة الإمارات في إشراك شركات من آسيا وأماكن اخرى.أوضاع ضبابيةمن جهته، قال المدير العام لشركة نفط أبوظبي الوطنية عبدالله ناصر السويدي يوم الأربعاء الماضي، إن شركة «بي بي» لم تستبعد قط من العطاء ولا غبار على ترشحها. وأبلغ السويدي صحيفة فايننشال تايمز على هامش الاحتفال بافتتاح الميناء الجديد في أبوظبي انه «لو كان هناك شيء فقد انتهى الآن، ولم يفقدوا أي فرصة بعد».وقال إن أبوظبي ستعلن عما قريب قائمة تتعلق بالامتياز، وان رسالة التأهل الأولية كانت «لمجرد اجتذاب الاهتمام»، ولم تكن ضرورية بالنسبة الى شركة كبيرة مثل «بي بي»، وهي مثل اكسون موبيل الأميركية، ورويال دتش شل، وتوتال الفرنسية تملك حصة من 9.5 في المئة في الحقول الحالية على الشاطئ.وقالت مصادر أخرى على اطلاع على الأوضاع الضبابية المستمرة منذ خمسة أشهر حول وضع «بي بي» في دولة الامارات، إن الشركة تغلبت على صعوباتها السابقة، وغدت الآن ضمن المنافسة على نيل الامتياز. وقد حظيت العملية، وفقاً لتلك المصادر، بمساعدة من جانب الدبلوماسية بما في ذلك زيارة قام بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أبوظبي في الشهر الماضي.من جهتها، امتنعت «بي بي» عن التعليق على وضعها في العطاء ودعت الى توجيه الأسئلة إلى سلطات أبوظبي. وقالت «نحن نتطلع الى سماع خطط الحكومة حول تجديد الامتياز في الوقت المناسب، وتعمل الشركة في أبوظبي منذ أكثر من 70 سنة، ونحن نأمل أن نلعب دوراً مستمراً في هذا الامتياز خلال السنوات الـ40- 50 المقبلة».وبينما لم تقدم أبوظبي قط أي أسباب لقرارها الأولي بعدم دعوة شركة «بي بي» إلى التأهل للعطاء، فقد ربط العديد من المراقبين تلك الخطوة باستياء العائلة الحاكمة في الإمارات من عدم اتخاذ بريطانيا موقفا أكثر تشددا إزاء الحركات الإسلامية التي حققت نفوذاً سياسياً متزايداً في المنطقة في الآونة الأخيرة.كارثة ديبيذكر أن خسارة امتياز أبوظبي ستكلف شركة «بي بي» حوالي 125000 برميل يومياً أو 3.5 في المئة من انتاجها العالمي، الذي هبط نتيجة بيعها لحقول نفط من أجل تغطية تكلفة كارثة ديب ووترهورايزون في خليج المكسيك في الولايات المتحدة في سنة 2010. غير أن خسارة «بي بي» المالية ستكون أقل دراماتيكية، لأن الشركات الغربية ستحقق حوالي دولار واحد فقط من كل برميل نفط تنتجه في دولة الإمارات.(فايننشال تايمز)
اقتصاد
الإمارات تستبعد «بي بي» من امتياز أبوظبي لموقف لندن من «الحركات الإسلامية»
15-12-2012