عدد من نواب أغلبية 2012 المقاطعين للانتخابات الأخيرة صرحوا بأن المجلس الحالي "ساقط شعبياً"، وأنه "لا يمثل الشعب الكويتي"!، لكن نظرة سريعة لأسماء الفائزين بعضوية المجلس الحالي تثبت عكس ذلك، فالتنوع موجود بشكل لم يسبق حدوثه في المجالس الأخيرة بحيث لم يبق سوى قبيلتين هما "مطير والعوازم" قاطعتا فعلياً الانتخابات الأخيرة، ما عدا ذلك فجميع أطياف الشعب الكويتي لهم ممثلون في البرلمان، وحكاية أنه لا يمثل الشعب الكويتي وساقط شعبياً "وهم" لا يعيش به سوى من كانت حساباته ورهاناته خاطئة، حيث تصوروا أن أحداً لن يشارك في الانتخابات، وأن الشعب يأتمر بأمرهم ويسير على هواهم، فجاءت الصدمة التي أعادتهم إلى عالم الواقع ولم يستوعبوا ما حصل حتى الآن!

Ad

نقول هذا ونحن لا نعلم إن كان هذا المجلس أفضل أو أسوأ مما سبقه من مجالس، فلم نطلع على الغيب ولا ندري ما يخبئه لنا المستقبل، ولدينا كثير من التحفظات على بعض الأسماء التي لم تقدم من قبل شيئاً ولا يتوقع منها الكثير في قادم الأيام، ولدينا عدد منهم حملتهم الطائفية على أكتافها لتضعهم على الكرسي الأخضر، لكننا أيضاً أمام ما يقارب من ثلثي النواب الجدد الذين من الصعب أن نحكم عليهم الآن، وهم يمثلون أكثرية المجلس الجديد، ومن الظلم وصفهم بأنهم لا يمثلون الشعب الكويتي، فأصوات 40 في المئة الكويتيين هي التي جاءت بهم إلى المجلس، ولا يجوز لمن قاطع الانتخابات أن يعترض على مخرجاتها، لأنه إن كان يراها سيئة فسلبيته هي التي جاءت بها، وهي التي أفرزتها!

***

يزعم البعض أن التظاهرات الأخيرة التي حدثت داخل المناطق السكنية وروعت الآمنين في بيوتهم قد قام بها الشباب من تلقاء أنفسهم، وأن نواب المعارضة لا شأن لهم بها، وأنهم قد نصحوهم بالابتعاد عن المناطق السكنية وانتظار "مسيرة كرامة 4"!

هذا البعض "المتذاكي" يتغافل عن أن هؤلاء "الفتية"، ولا أقول الشباب، لأن من رأيناهم يقذفون القوات الخاصة بالحجارة أعمارهم بين الرابعة عشرة والعشرين ما هم إلا نتاج "برمجة" قام بها نواب الشوارع والساحات لعقولهم طوال الأعوام الثلاثة الماضية، فبالله عليكم كيف لمن لايزال في المرحلتين المتوسطة أو الثانوية أن يدرك الصواب من الخطأ في المراسيم أو مدى دستوريتها أو ضرورتها؟!

إنهم لا يفقهون من الأمر شيئاً، ولا يصح لمن في عمرهم أن يشتغل في السياسة أو يحمل همها، إنما هم وجدوا تقديساً لمن حولهم من الشخصيات السياسية فأولعوا بها وصاروا يقتدون بأقوالها وأفعالها، وغدا كل ما يصدر عنها الصواب، وكل ما عداه خطأ، ويوم أن أقتحم النواب مع جمهرة من أتباعهم مجلس الأمة قلت في مقالي في اليوم التالي إن أخطر ما في الحادثة هو أن يتشرب الناشئة ثقافة الاقتحام والتكسير ومخالفة القانون، واليوم نرى كيف قد تشربوها بالفعل... وبدأوا التطبيق!

 ***

من أعجب ما قرأت في "تويتر"، تغريدات البعض الذي يصف الحكومة بأنها "سلطوية" و"قمعية" ويردد "سحقاً لها" في المساء، ثم يتوجه صباحاً إلى العمل بها ويتسلم راتبه منها آخر الشهر، "يا عمي خلك صادق مع نفسك"... واستقل من عملك، ما لك أنت والعمل عند السلطويين والقمعيين أيها المناضل؟!

***

جاء في الموسوعة العالمية (ويكيبيديا): "التظاهر ليس حقاً مطلقاً، بل هو حق تنظمه قوانين خاصة بكل بلد، تنظم المكان والتوقيت والفترة، ويتم غالباً من خلال لجنة متخصصة"!

ومنا إلى من يحسبون العملية "سَلَطَة"، دون ترخيص، وفي أنصاف الليالي، وبين بيوت فيها العاجز والمسن والمريض، ودون التفكير لحظة بأنه ربما يندس من بينهم من ينتهك حرمات المنازل ويعتدي على الأموال والأعراض!