ضد الظلام
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ما يريده رجالات التخلف الديني هو الاسلام الذي حددوا مقاساته حسب رغباتهم الحالية، الاسلام المناقض للنهضة العلمية والفلسفية وحقوق الانسان وحق الطفل والمرأة، الاسلام المعارض للمستجدات العلمية والحداثية. ما يريدة المتشدد الديني هو أن يختصر الاسلام في مذهبه الضيق ليكون مناهضا للمذاهب الأخرى، مكفرا لكل طريق وطريقة لا تنتهي الى ايمانه الخاص. فالذي لا يستطيع أن يقبل ويتقبل اختلافات الآخرين ضمن الدين الواحد كيف سيتقبل الآخر المخالف له دينا. والذي يرى بأن الدولة المدنية أمر محدث وضلالة كبيرة كيف سيتعايش مع ابن وطنه العربي اليهودي أو المسيحي؟لم يطرح الأخوة في مؤتمر النهضة الشبابي أمرا مارقا أو خارجا عن الفكر الاسلامي وجاءت ردة فعل المتشددين بالمنع واستخدام نفوذهم البرلماني لتحريض الداخلية لوقف المؤتمر. كان بامكان هؤلاء المختلفين فكريا أن يشاركوا ويعترضوا ويطرحوا وجهات نظرهم. ان لم يكن ايمانا بحرية التعبير المكفولة لهم وللآخرين والتى كفلها الدستور الذين منحهم هذه الحظوة واستمدوا منه السلطة وكان ، أي الدستور، الضحية الأولى لهم فليكن من باب رد الحجة بالحجة واثراء الاختلاف. من الواضح أن المتشددين في الدعوة يتبارون في محاربة الآخر والغائه لا الالتقاء والتعايش معه ابتداء من الدعوة لتغيير مواد الدستور لتتفق وتوجهاتهم الفكرية الضيقة وليس انتهاء بالدعوة لهدم الكنائس بل لالغاء أي ممارسة فكرية أو عقائدية يرون أنها لا تتفق مع أطروحاتهم. هؤلاء هم المسلمون الذين قصدتهم استاذة الديانات وهؤلاء هم وعاظ الحيرة أصحاب الخليفة.للمرة الثانية تتدخل وزارة الداخلية لتمنع مؤتمرا فكريا بعد اغلاق معرض شروق أمين دون اللجوء الى القضاء، وبعد موافقتها حسب بيان الأخوة القائمين على المؤتمر. ولا أرى مبررا لردة الفعل السريعة تجاه أي احتجاج من أعداء الحرية لمجرد غضبة الأخوة المتشددين وهي غضبة لن تنتهي حتى نتحول الى دولة طالبان الثانية.• شكرا نادي حافظشكرا للشاعر والزميل الجميل نادي حافظ هذا الجهد الجبار في الاحتفالية الرائعة بيوم الشعر العالمي والتى دون شك أحرجت المؤسسة التقليدية بالمقدرة على التنظيم والاستعداد. شكرا لكل الذين ساهموا مخلصين للشعر وللشعر فقط.