كلمة راس: مصر والسعودية وإيران بينهما

نشر في 30-04-2012
آخر تحديث 30-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 شريدة المعوشرجي ما حدث في مصر من هجوم بعض الأفراد على السفارة السعودية، والقيام بأعمال شائنة لا يقبلها الشعب العربي المسلم المصري، ولا يرضى بها كل عاقل، وما تبعها من قيام الحكومة السعودية بسحب سفيرها للتشاور، حدث يجب ألا يمر على الأمة مرور الكرام، ولا يقبل أن يبقى حكامها في موقف المتفرج. إن أصابع الاتهام تشير إلى إيران وعملائها بالضلوع في إشعال نار الفتنة، ونحن نعلم أن إيران سعت وبكل قوتها إلى إيجاد موضع لها في الساحة المصرية، وها هي تعلن وبكل صراحة سعيها إلى ضرب المصالح السعودية في كل مكان إذا لم ترفع السعودية يدها عن التدخل في الشأن السوري، الذي تعتبره إيران شأناً استراتيجياً لها، وبعد أن فشلت محاولتها إثارة الفتنة داخل السعودية، من خلال تحريك أتباعها في المنطقة الشرقية، التفتت إلى ضرب العلاقة التاريخية الوثيقة بين السعودية وجمهورية مصر العربية، ووجدت ضالتها في تلك الحادثة، التي يمكن أن تحدث في أي وقت وفي أي دولة، كما أنها استغلت الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر بعد قيام ثورتها وسقوط نظامها السابق.

الحدث مازال محدوداً، ويمكن تداركه إذا سارع بعض الرؤساء العرب من أهل الثقة لدى طرفي النزاع، إلى نزع فتيل الأزمة، وتصفية الأجواء، والسعي إلى إعادة العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين إلى سابق عهدها، فالبلدان يحتاجان إلى بعضهما، ولا يستطيع أي منهما الاستغناء عن الآخر خاصة في ظل الظروف العالمية والإقليمية التي تعصف بالمنطقة.

***

ما يحدث في سورية الشقيقة أمر يدمي القلب، فالصور التي تتناقلها المحطات الفضائية تهز الجبال، فالشعب أعزل في مواجهة آلة القتل والبطش والتعذيب، يستصرخ العرب دون مجيب، ويستنجد بالعالم دون نصير فيارب لم يبق له إلا أنت فانصره فإنه مستضعف، في أرضه، ومهان في داره، ومحاصر في بيته، فلا حول ولا قوة إلا بك فأنت القوي المتين، والكبير المتعال، وما النصر إلا من عندك، وما الفرج إلا برحمتك، وليس لأمرك مانع، ولا لقدرك دافع، فعليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك.

back to top