بن جامع وحسن جوهر!

أكثر ما استوقفني في الكلمة الحكيمة لشيخ قبيلة العوازم فلاح بن جامع في ديوان الشحومي قبل أيام، هو تطرقه لنتائج انتخابات مجلس الأمة الحالي في الدائرة الأولى، وعدم نجاح أي مرشح من قبيلة العوازم فيها، إذ أعجبني أنه لم يقل كذا وكذا، ولم يجلد الذات، ولم يتهم أيا كان بمؤامرات أو خطط وهمية، كما عاداتنا نحن بني يعرب، بل تحدث بموضوعية وبأن النجاح وعدمه هو أمر عادي يحدث في أي انتخابات، وبأن المطلوب هو التنسيق لتفادي ما حدث مستقبلا.

وكانت مفاجأة بن جامع، حينما قال علانية وبلا مجاملة، بأنه لو كان صوته بالدائرة الأولى، لصوّت للنائب السابق الدكتور حسن جوهر، وبأنه يفضل الكفاءة على غيرها من مواصفات.

وبالتأكيد يستحق النائب السابق حسن جوهر هذه الإشادة، عطفا على مواقفه المتميزة، إبان عضويته في المجلس السابق، والمجالس السابقة، أيضا أعطى بن جامع في هذه الإشادة درسا مهما لناخبي قبيلته وبقية الناخبين، وذلك بحضهم على انتخاب الأصلح والأفضل فمصلحة البلاد فوق أي اعتبار.

* ما جرى من إضرابات، أظن بفهمي المتواضع أن المتسبب الأول فيها هو الحكومة، لأنها أقرت زيادات كبيرة وخرافية لبعض جهات الدولة، وتجاهلت البقية... في ضرب واضح للعدل والمساواة بين موظفي الدولة، وحتى حينما انصاعت لبقية الجهات، تعاملت مع تلك الجهات بانتقائية وتهميش!

أنا هنا لن أتحدث عن الميزات المعنوية الفارهة لبعض الجهات، إنما سأتحدث عن نقص المميزات في جهات الدول الأخرى.

في إحدى الجهات التي تمت زيادة رواتبها بشكل خيالي "رغم تمتعهم بالأساس بأعلى الرواتب!!"، يتنعم الموظف فيها ببدل أثاث، وتذاكر سفر، ويستطيع استخراج الرخص التجارية باسمه! وله تأمين صحي مدفوع بمبلغ مميز يستطيع به العلاج في أرقى مستشفيات القطاع الخاص، وله أيضا علاوة نجاح بما يعادل ثلاثة إلى أربعة رواتب، اللهم لا حسد، ثم نراه هو نفسه يتظاهر ويعتصم مدعيا الظلم، وطالبا رفع الرواتب، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور!! ومن ثم تستجيب له الدولة فورا، "اللهم لا حسد".

غني عن الذكر أن كل جهات الدولة، لا يملك موظفوها ربع مميزات ذلك القطاع المدلل، الذي لا يتم التوظيف فيه إلا لعينة مختارة من "الواسطات" والمحسوبيات!!!

العدل... لا يريد المواطن والموظف البسيط إلا غيره يا حكومة دولة الكويت الموقرة.