تعيش الساحة السياسية اللبنانية تداعيات «الردود القضائية» بين دمشق وبيروت، والتي بدأت أمس الأول، بإصدار مذكرات توقيف سورية بحق كل من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب عقاب صقر، و»رُد» عليها أمس، بقرار من قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبوغيدا دعوة المدعى عليهما علي مملوك والعقيد عدنان إلى جلسة في 14 يناير للاستماع إلى إفادتهما في قضية الوزير السابق ميشال سماحة.
وعلّق الحريري على إصدار «ما سُمي بمذكرات التوقيف السورية»، قائلاً: «من سخرية القدر أن يتحوّل الوحش إلى إنسان، ينطق بالعدل ويصدر الأحكام»، واصفاً الرئيس السوري بشار الأسد بأنّه «وحش كامل المواصفات، فقد صلاحيته الأخلاقيّة والإنسانيّة والسياسيّة». وقال: «مذكرات التوقيف مردودة لصاحبها بشار الأسد الذي تنتظره أقفاص العدالة لمحاكمته بتهم سفك الدماء في لبنان وفلسطين والعراق وقتل الأطفال وإبادة الشعب السوري».ولفت الحريري، في بيان أمس، إلى أن «الأسد مطلوب إلى عدالة الشعب السوري التي سيمثل أمامها عاجلاً أم آجلاً»، مشيراً إلى أنه «سيمثل بالتأكيد أمام العدالة اللبنانيّة، وهو الذي شارك عن سابق إصرار وتصميم، في عمليات الاغتيال والإرهاب وإرسال المتفجرات لإثارة الفتن بين اللبنانيين».في السياق، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت في حديث لـ»الجريدة» أمس، أن «مذكرات التوقيف السورية لا قيمة لها»، قائلاً: «قيمتها صفر إذ إنها جرت بدون تحقيق أو إبلاغ، وهي عبارة عن قرارات سياسية لا قضائية»، مؤكداً أن «الإنتربول سيتعامل معها بالطريقة المناسبة».وأشار فتفت إلى أن «هذه المذكرات كان يجب أن يسبقها استدعاء للتحقيق وتحقيق قبل صدورها»، آسفاً لأنها «مذكرات قائمة على تزوير مارسته أطراف لبنانية لخدمة المخابرات السورية»، مشدداً على أن «القضاء اللبناني سيكمل تحقيقاته للتأكد ما إذا كان هناك تزوير في الأشرطة التي تم بثها للنائب صقر أم لا».من جهته، أعلن الأمين العام السابق لحزب البعث النائب عاصم قانصوه في حديث لـ»الجريدة» أن «اللغة التي ردّ بها الرئيس سعد الحريري على المذكرات السورية هي لغة الناس الجهلة، لأنها تتضمن وساخة في الكلام والمفردات»، معتبراً أنها «تنمّ عن أناس مُفلسين، محبطين سقطت كل رهاناتهم».وقال قانصوه إن «الحريري يعيش حالة من الإحباط إلى جانب الدور المأجور الذي يلعبه بطلب من السعودية وقطر ومساندة أميركا وإسرائيل». وأضاف أن «المؤامرة على سورية وُصفت بالحرب الكونية وكلام الحريري هو جزء من الحرب الإعلامية الموجهة ضد النظام»، وتابع: «المراهنات على أن الأسد سيُحاكم ظهرت منذ سنتين لكنها لم تنجح»، مؤكداً أنه «عندما تنتهي الأزمة السورية ستتم محاكمة كل من عمل ضد النظام».«الداتا» وفي خضم هذه التطورات، حسمت الحكومة اللبنانية أمس الجدل القائم حول تسليم جميع محتوى «الداتا» للأجهزة الأمنية، فقررت عدم الموافقة على الطلبات المتعلقة بمحتويات «الداتا» وكل المعلومات المتوافرة عن المشتركين في بعض الخدمات، وكلفت وزيري الداخلية والاتصالات متابعة هذا الأمر، وحصر تزويد الأجهزة الأمنية بالمعلومات التي قد تحتاج إليها من الأرقام المشبوهة وفقاً للأصول المرعية.
دوليات
الحريري رداً على «المذكرات»: مردودة... والأسد وحش كامل المواصفات
13-12-2012