هل أنت مدمن على السكر؟ إذًا أنت تنتحر تدريجًا! هذه هي خلاصة كتاب «الانتحار بالسكر» الذي وضعته الدكتورة نانسي آبلتون بالتعاون مع ج. جيكوبز والصادر عن «دار الفراشة» في بيروت.

Ad

كلّما تطورت العلوم ازددنا معرفة بكثير من الأمور التي لم نكن نأبه لها أو لم نعطها القدر الكافي من الاهتمام. وهذا ما كان يحصل مع بعض المواد كالتبغ والملح والسكر وغيرها، والتي لم نكن على مقدار واف من المعرفة بتأثيرها على أجسامنا وعقولنا.

في كتاب «الانتحار بالسكر»، استنتجت المؤلفة نانسي آبلتون، وهي مدمنة على السكر منذ طفولتها، أنّ هذه المادة تضرّ بجهاز المناعة وتسبّب اضطرابًا في التوازن الدقيق للجسم. وبعد أن تكشف للقرّاء ما يفعله السكر بأجسامهم تعرّفهم إلى كيفية التخلص منه وإبقائه خارج أجسامهم، ذلك من خلال خطط للأكل واقتراحات لتحضير وجبات سريعة ووصفات حلوة تهدّئ من رغبتهم بالمذاق الحلو.

أسباب مدمرة

استخدام السكر المضاف إلى الطعام لمدة طويلة قد يؤدي إلى مشاكل صحية لدى الكثير من الناس وقد يسبب أمراضًا عدة. وفي بحثها عن أضرار السكر، وجدت المؤلفة 140 سببًا يجعل من السكر مادة مدمرة للصحة، نذكر أهمها:

- يمكن للسكر أن يكبح جهاز المناعة.

- يعرقل السكر العلاقات بين الأملاح المعدنية في الجسم.

- يمكن للسكر أن يسبب للأطفال فرطًا في النشاط وقلقًا وانعدامًا في القدرة على التركيز وتعكرًا في المزاج.

- يمكن للسكر أن يرفع إلى درجة كبيرة نسبة التريغليسيريد في الدم.

- يمكن للسكر أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان في المبيض.

- قد يجعل السكر العينين عرضة لمرض تلف شبكية العين المرتبط بالتقدم في السن.

- يمكن للسكر أن يسبب التهاب المفاصل وأمراض القلب والشرايين والإصابة بمرض ترقق العظام.

- يمكن للسكر أن يسبب إعتام عدسة العين كما يسبب قصر النظر.

- يمكن للسكر أن يسبب الصداع ومرض الشقيقة.

- يمكن للسكر إن يساهم في الإصابة بمرض ألزهايمر كما نوبات الصرع.

- يمكن للسكر أن يسبب سرطان المستقيم، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الكلى وأورامًا في الكبد.

هذا بعض ما يفعله السكر بالجسم، وفي الكتاب المزيد من التفاصيل حول كيفية وأسباب قتل السكر للإنسان ولكن ببطء.

السكّر في الأطعمة

تدور في رأسنا ميول تدفعنا إلى تناول الأغذية المدمرة لجسمنا، وغالبًا ما تنتصر هذه الميول فتحول دون أي تحسن لصحتنا.

أول غذاء سيئ نتناوله هو المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة التي تحشو أجسادنا حشوًا بكثير من الوحدات الحرارية الفائضة عن حاجتنا. كذلك نضيف السكر إلى كثير من الأغذية المصنعة، مع أن معظمها يكون في الأصل حلو المذاق. لقد نسينا المذاق الأساسي للأطعمة وجعلناها غير صحية أيضًا. فالذرة كانت منتجًا  صحيًا في بداية الأمر، لكن الإنسان ابتكر منها شراب الذرة المزعج للجسم حيث يأخذ وقتًا طويلاً ليهضم بشكل تام.

أما الشوكولا فهو غذاء يحتوي على مضادات الأكسدة، إنه إذن غذاء صحي ولكن هذا يصح فقط عندما يكون غير مصنّع. ولكن لسوء الحظ عندما يصنّع الشوكولا يفقد بعض المغذيات الموجودة فيه، وعندما يضاف السكر إليه لا يتمكن الجسم من الاستفادة من مضادات الأكسدة الصحية الموجودة في الشوكولا.

إذًا الحل أولاً هو في إلغاء السكر من غذائكم كي تعيشوا نمط حياة صحي من جميع النواحي. فاتخذوا القرار بقلب صفحة الماضي وابدأوا بخطة عملية يمكن اتباعها فورًا لعيش حياة صحية أكثر.

خطط غذائية

بعض الخطط الغذائية الواردة في الكتاب يمكنه أن يساعدكم إلى درجةٍ كبيرة في الحصول على التوازن الكيميائي الجسدي والحفاظ عليه. في البداية، يمكنكم أن تستمرّوا في تناول الوجبات الأساسية والخفيفة التي تتناولونها عادةً، لتفحصوا أنفسكم وتروا ما إذا كانت أجسامكم في وضعية متوازنة. وإذا تبيّن لكم أنكم تتمتّعون بالتوازن قبل وبعد تناول غذائكم (المعتاد)، فستتأكدون من أن هذا الغذاء يُهضم ويُمتص بشكل صحيح ومن دون مشاكل. أمّا إذا بيّنت الفحوص أنكم تفتقدون إلى التوازن، فيترتّب عليكم عندئذٍ اتّباع الخطة الغذائية 1 لتروا ما إذا كانت ستمنحكم إياه. وإذا لم تنفعكم هذه الخطة، فاتّبعوا الخطة الغذائية 2، وإذا لزم الأمر ولم تنفعكم هذه الخطة أيضًا، فاتّبعوا الخطة الغذائية 3. وقد وضعت إزاء كل خطة المجموعات الغذائية المناسبة للجسم.

عادات الأكل الصحي

بغض النظر عن خطّة الطعام التي تقررون اتباعها، التزموا دائمًا بعادات الأكل الصحي التالية:

- اسألوا أنفسكم: «هل هذا الطعام سيؤثر على كيميائية جسمي؟».

- امضغوا كلّ لقمةٍ، 20 مضغة.

- تناولوا كميات تقدرون على هضمها (لا تُتْخِموا أنفسكم بالطعام).

- لا تطهو طعامكم لمدّة طويلة جدًا أو على درجة حرارة مرتفعة جدًا.

- لا تشربوا الماء خلال مضغ الطعام، ابلعوا اللقمة ثم اشربوا إذا شئتم.

- إذا كنتم تشعرون بالانزعاج النفسي أو الاضطراب العاطفي، فلا تأكلوا إلاّ كميات قليلة من الطعام وامضغوا لقمتكم لمدةٍ أطول، لكن من الأفضل لكم أن تنتظروا فلا تأكلوا إلا بعدما تهدأ أنفسكم.

- عوضّا عن تناول وجباتٍ كبيرة من الطعام مرّةً أو مرتين فقط في اليوم، تناولوا وجباتٍ أصغر مرّات عدة يومياً.

- لا تخلطوا الطعام المطبوخ بالطعام النيء (غير المطبوخ) في صحونكم، بل افصلوا بينهما.

تناول كميات صغيرة من أغذية عدة طريقة أفضل من تناول كمية كبيرة من غذاءٍ واحد. واتّباعكم لعادات الأكل الصحي سيقلّل من اضطرابات كيمياء أجسامكم ويسهّل عمليَّتي هضم الطعام والاستفادة من المغذّيات لتصبحا أكثر فاعلية.

اتّباعكم لعادات الأكل هذه سيدعم قدرة أجسامكم على استعادة توازنها الكيميائي، فيتحسّن تجاوبها مع العناية الطبيّة المناسبة.