إنها رسالة مقرونة بكل الحب والاحترام لكل أعضاء "التحالف الوطني"، لكم تألمنا من إعلانكم مقاطعة الانتخابات القادمة ترشحاً وانتخاباً, هل يعقل ذلك من رجال كان لآبائهم وأجدادهم أدوار خالدة في تاريخ الحياة الديمقراطية وتأسيسها في البلاد؟ هل تلاشت عن خاطركم الصورة التاريخية التي تمثل المغفور له السيد عبداللطيف ثنيان الغانم وهو يقوم بتقديم الدستور لـ"أبو الدستور" سمو الأمير الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه؟!

Ad

هل نسيتم أو تناسيتم الدور الفاعل والمؤثر الذي كان يلعبه المغفور له بإذن الله السيد جاسم الصقر؟ ثم هل غاب عن بالكم الموقف التاريخي في لحظة من لحظات نادراً ما يسجلها التاريخ في حياة الشعوب والأمم؟ في لحظة من أدق وأصعب اللحظات التي مرت بها بلادنا فى تلك الأيام الحالكة السواد عندما قام عدو غاشم بإلغاء الدولة فغدا أهلها بين مشرد في الآفاق، أو رهين في السجون، أو يعيش حياة قهر وعدوان لا يرحم؟!

في تلك اللحظات سطعت بشائر النصر من خلال بيان "المؤتمر الشعبي" الذي عقد في مدينة جدة ليعلن تمسك أهل الكويت بالكويت وطناً، وبآل الصباح حكاماً، وبالديمقراطية نظاماً, أعلن ذلك بكل عزة وكرامة المغفور له بإذن الله السيد عبدالعزيز الصقر بعد أن أدرك الجميع أن الوطن أحوج ما يكون للاجتماع لا الفرقة، فأجبر العدو على الفرار، فلم يجد إلا حفرة من حفر جهنم يلجأ إليها.

هل يعقل أن يقوم الإخوة في "التحالف الوطني" بطعن الوطن في الظهر وإعلان المقاطعة؟ ونتساءل تقاطعون من؟ هل تقاطعون الكويت الوطن؟ أم تقاطعون شعب الكويت؟ أم تقاطعون الحياة الديمقراطية التي أسسها آباؤكم وأجدادكم؟

إنها رسالة ليس فيها مكان للعواطف والإنشاء أو النصيحة، فأنتم أقدر منا وأكثر إدراكاً لفهم الحياة البرلمانية في الكويت التي غدت مضرب الأمثال ومحط الإعجاب لدى الكثير من دول العالم, إن الكويت أحوج ما تكون إليكم لإنجاح الانتخابات القادمة, وذلك لإفشال المخططات التي تريد شراً بالكويت وأهلها.  إنها رسالة حب وتقدير أنقلها إلى الإخوة في "التحالف الوطني" من عدد من الدواوين تتمنى عليكم إعادة النظر في قرار المقاطعة, فهل يعقل أن تتركوا السفينة وقد كنتم نواخذة وبحارة فيها؟ ونكرر إنها ليست رسالة عواطف وإنشاء لكنها دعوة من القلب خالصة من أجل هذا الوطن الذي يهون من أجله الغالي والنفيس، وقد وضح ذلك جليا في فترة الاحتلال البغيض على مدى شهور سبعة تعادل قروناً من الزمن.

وكلمة أخيرة مقرونة بكل الحب والتقدير نتوجه بها إلى السيد الفاضل جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة السابق بإعادة النظر في الترشح للانتخابات القادمة من أجل الكويت التي يعشقها، وهي أحوج ما تكون إلى رجالها في الوقت الحاضر, مع العلم أن قراره اعتزال الحياة البرلمانية سمعته منه منذ عام 2006 في مدينة العقبة الأردنية عندما تشرفت بالجلوس معه في أحد المطاعم الصغيرة، واستمر الحديث لأكثر من ساعة، وكان برفقتنا الأخوان مرزوق المطوع ومحمد الدويسان.

دعوة إلى محبي وعشاق الكويت من أجل الوقوف صفاً واحداً أمام من يضمر الشر لهذا الوطن، وليحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.