عندما تتناول الملح، يمتص الجسم كميات إضافية من السوائل ويحتجزها ليحافظ على التوازن بين الصوديوم والماء. فتزيد كمية السوائل الإضافية حجم دمك. توضح الدكتورة هيلين ديليكاتسيوس، بروفسورة مساعدة في كلية الطب في جامعة هارفارد: «إذا ازدادت كمية السوائل في الأوعية الدموية، تفاقم حجم الدم الذي يدور فيها، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم». ولا شك في أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

Ad

ربطت دراسة نُشرت في مجلة Stroke على شبكة الإنترنت في شهر أبريل الماضي ارتفاع كمية الملح المستهلكة بازدياد احتمال التعرض لسكتة دماغية. وتبين أن أكثر من 20% من المشاركين في الدراسة يتناولون ضعف الكمية الموصى بها يومياً. وقد ازداد احتمال الإصابة بسكتة مع كل 500 مليغرام إضافية من الملح استهلكها المشاركون في الدراسة.

الكمية المناسبة

لا يُعتبر الصوديوم الشر المطلق، فأجسامنا تحتاج إليه لتحافظ على الأعصاب والعضلات. لكن المقلق الكمية التي نستهلكها منه يومياً.

يتناول البعض يومياً حوالى 3300 مليغرام من الملح يومياً، لكن التوجيهات الأميركية تنصح معظم الناس باستهلاك أقل من 2300 مليغرام يومياً. أما مَن بلغوا الحادية والخمسين من العمر أو تجاوزوها، فعليهم تناول كميات أقل بعد تبلغ نحو 1500 مليغرام يومياً، أي نحو نصف ملعقة صغيرة من الملح.

أين يختبئ الملح؟

لا شك في أنك تدرك مصادر الملح المعروفة، مثل رقاقات البطاطا، المكسرات، الفشار، الحساء، والمأكولات المعلبة، خصوصاً الهوت دوغ. فهذه المأكولات تحتوي على كميات كبيرة من الملح. لكن الصوديوم قد يختبئ في بعض الأطعمة غير المتوقعة. ومن أبرز هذه المأكولات:

• بعض أصناف الخبز واللفافات.

• البيتزا.

• الدجاج.

• السندويتشات.

• الجبنة.

• أطباق المعكرونة.

يأتي أكثر من 40% من استهلاكنا اليومي من الصوديوم من أطعمة مماثلة. وبما أن الكثير منها يشكل جزءاً لا يتجزأ من غذائنا، فكيف يمكننا تفادي كميات الصوديوم الإضافية خلال التبضع؟

ابدأ بقراءة المعلومات الواردة على علب الطعام. لا تكتفِ بتأمل كمية الصوديوم في كل حصة، بل أيضاً في النسبة المئوية التي تشكلها من كامل كمية الصوديوم التي يوصى بتناولها. ابحث عن منتجات «خالية من الملح»، «لا تحتوي على ملح مضاف»، أو «قليلة الصوديوم». تفادَ أيضاً مطيبات الطعام، مثل صلصة الصويا، الكتشب، صلصة التيرياكي، وصلصات السلطة التي تحتوي غالباً على كميات كبيرة من الملح. كذلك اطلب من الطاهي في المطعم أي يحضر طعامك من دون إضافة الملح إليه.

حدّ من كمية الملح التي تطيب بها الطعام أثناء الطهو. فيمكن لمطيبات أخرى، مثل الثوم، الكمون، والزنجبيل، أن تعوض نقص الملح هذا، محافظةً في الوقت عينه على سلامة قلبك وصحته.

لربما اعتدت منذ زمن تحسين نكهات طعامك بإضافة الملح إليه، لكنك تستطيع التخلص من هذه العادة غير الصحية. تقول الدكتورة ديليكاتسيوس: «من الممكن أن يمرن الإنسان حاسة الذوق لديه. فإن قللت كمية الملح التي تستهلكها تدريجاً، فلن تشعر أن مذاق الطعام غريب أو كريه».