عتبنا ليس على هؤلاء الذين انغمسوا بالرذيلة، بل على شباب الكويت الذين لا نشكك في صدق نواياهم تجاه هذا الوطن، فكيف تشكلون تجمعات وتدعون إلى ندوات عامة «وهذا حق أصيل لكم لا ينازعكم عليه أحد»، وتختارون أمثال هؤلاء للحديث على منبركم، وعندما يأتي بكلام مرسل بلا دليل ولا بينة تتحججون أن هذا الكلام لا يمثلكم.

Ad

يبدو أن الغيرة تلبّست البعض عندما علموا أن الجزائر هي بلد المليون شهيد، وبما أن مصطلح الشهادة والشهداء تعتبر «مش ولا بد» لديهم، حيث شاءت الأقدار أن عدداً كبيراً من شهداء الغزو ينطلقون من أصول صفوية مجوسية، بزعمهم، كما هي حال شهداء بيت القرين مثلا، لذلك أبى هؤلاء إلا أن ينشروا تهمة الخيانة بمناسبة ومن دونها فوق كل سطح، وعلى كل دوار، وحول كل رصيف.

ولكي تتضح الصورة أكثر، وحتى يعلم الجميع مدى العز و»الهنا» الذي نعيشه هنا في الكويت، وكيف أن هوان هذه الدنيا الدنية جعل من أولئك البؤساء واجهات سياسية، سأفتح قوساً لأضع فيه مجموعة من تلك الخطابات والتصريحات المريضة، وأغلقه سريعا بقوس آخر، وألقي كل محتوياته في أقرب سلة مهملات لكي لا تتلوث باقي صفحات «الجريدة» بأفكار أبطال الورق. (اللي ما زالت عروقه تنبض حق طهران والبصرة، راحوا للمندوب البريطاني قالوا محنا رعايا الكويت، رجعنا أسرة الخير يوم انحاشوا، ما نقبل أي صعلوك أو خائن يطلع صوته مؤيد لنظام بشار ونظام الملالي في إيران، من تآمر على الكويت بالأمس يتآمر عليها اليوم من خلال شبكات التجسس...).

نكتفي بهذا القدر حفاظا على الذوق العام، ونرد على صاحب هذا الكلام البائس ببيت الشعر:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلك عوراتٌ وللناس ألسن

وفي حقيقة الأمر، عتبنا ليس على هؤلاء الذين انغمسوا بالرذيلة، بل على شباب الكويت الذين لا نشكك في صدق نواياهم تجاه هذا الوطن، فكيف تشكلون تجمعات وتدعون إلى ندوات عامة «وهذا حق أصيل لكم لا ينازعكم عليه أحد»، وتختارون أمثال هؤلاء للحديث على منبركم، وعندما يأتي بكلام مرسل بلا دليل ولا بينة الهدف منه تفتيت المجتمع والتكسب الانتخابي، تتحججون بأن هذا الكلام لا يمثلكم!

نعم هو قطعا لا يمثلكم، ولكن ماذا عن أثر تلك السموم التي تفتت المجتمع والتي بثها ذلك المعتوه على منبركم أنتم لا غيركم؟!

فأنتم مطالبون بردود واضحة وصريحة وعدم الاكتفاء بالتلميح، كما أن عليكم عدم السماح لهؤلاء بالتسلق فوق أكتافكم مجددا، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

خربشة:

يا نفس لو أدركتِ حظاً وافراً

لنهاكِ عن فعل القبيح نُهاكِ