هل يصبح الخليج وجهة الفنانين بعد تفجر الأوضاع العربية؟
طاولت تداعيات انفجار منطقة الأشرفية نواحي الحياة كافةً في بيروت بما فيها الحركة الفنية، فقد ألغي معظم الحفلات التي كان مقرراً إقامتها بمناسبة عيد الأضحى بالإضافة إلى التظاهرات الفنية المختلفة، فالبلد في حداد ولم يستفق الناس بعد من هول المأساة. صحيح أن خسائر فادحة تكبدها القيمون على الحفلات إلا أنهم يجمعون على إمكان تعويضها فيما الخسائر في الأرواح لا تعوّض.
ألغى عاصي الحلاني حفلته التي كانت مقررة في كازينو لبنان بمناسبة عيد الأضحى، كذلك المؤتمر الصحافي الذي كان يفترض أن يعقده بمناسبة إعلانه سفيراً للنوايا الحسنة لشؤون الفقر والجوع في لبنان، حداداً على الانفجار الآثم الذي استهدف منطقة الأشرفية.بدوره، أعلن متعهد الحفلات عماد قانصوه أنه ألغى الحفلة التي كان مقرراً أن يقيمها في فندق الموفنبيك وتحييها هيفا وهبي بالإضافة إلى ملحم زين ومجد فوعاني، كذلك ألغت شركة «روتانا» الحفلة التي كان مقرراً إقامتها في فندق فينيسيا ويحييها كل من وائل كفوري وإليسا، فيما ألغى الموسيقار ملحم بركات حفلته في «الأطلال بلازا».
إلغاء طبيعيمن الطبيعي إلغاء الحفلات رغم الخسائر الكبيرة التي ستترتّب على ذلك، برأي متعهد الحفلات والمنتج الفني عماد قانصوه، ويضيف: «سقط شهداء ويعاني الجرحى الأمرين في المستشفيات، وهذا بالنسبة إلينا أهم من الحفلات والمال الذي سنجنيه منها».ويوضح أنها ليست المرة الأولى التي يتكبّد فيها القطاع الفني خسائر مشابهة، فقد حصل الأمر نفسه عام 2005، «لكن قدرنا أن نستمر، ويبقى الإنسان الأهم والحفلات يمكن تعويضها». مع ذلك لا ينكر قانصوه أن الخسائر ضخمة، لا سيما أن تذاكر حفلة هيفا وهبي وملحم زين ومجد فوعاني نفدت منذ فترة.سوق الكاسيت انعكس الوضع الأمني المتردي على سوق الكاسيت في بيروت وفي مصر في ظل المليونيات المتكررة، مع ذلك ثمة مطربون يرددون أن ألبوماتهم تحقق نجاحاً باهراً، إلا أن هذا الكلام مبالغ فيه ويرى مهتمون بالشأن الفني أنه يأتي من باب الدعاية والترويج للألبومات، لا سيما أن الجو العام الذي تعيشه الدول العربية لا يشجع على قيام جو فني صحي. أكثر من ذلك، تدفع شركات إنتاج معينة موظفيها ومقربين منها إلى شراء ألبومات خاصة بهذا المغني أو ذاك لإثبات أنه فعلاً في قائمة المبيعات في سوق الكاسيت.في المقابل، لا يجرؤ فنانون كثر على طرح ألبوماتهم لأنهم يدركون من خلال عملية حسابية بسيطة أن أي ألبوم سيصدر في هذه الفترة سيفشل مهما تضمن من أغنيات جديدة، أكبر دليل على ذلك عمرو دياب الذي اكتفى بإصدار أغنيتين منفردتين. أما ماجد المهندس فاختار لندن ليطلق ألبومه فيها بعيداً عن الوطن العربي ومشاكله.الأمر نفسه ينطبق على الفنانين الناشئين الذين ينتظرون ما ستؤول إليه الأوضاع في العالم العربي لإطلاق أول ألبوماتهم، من بينهم: ناصيف زيتون (نجم ستار أكاديمي) الذي جهز ألبومه ولكن الشركة المنتجة تنتظر الوقت المناسب لإصداره، خصوصاً أن ناصيف زيتون سوري الجنسية وليس من المناسب أن يطلق باكورة أعماله في وقت يتعرّض شعبه للذبح بشكل يومي.وقت ضائعإذا كانت اليسا سجلت هدفاً في سوق الكاسيت فلأنها اقتنصت الفرصة في الوقت الضائع وأصدرت عملها في فترة يسود فيه جفاف فني قاتل، فيما تشهد مصر هدنة من المليونيات ويعيش لبنان هدوءاً، وتتمتع دول الخليج العربي بحالة استقرار، ما دفع الفنانين إلى تحويل وجهة سيرهم نحوها والترويج لأعمالهم الفنية فيها، بعدما أصبحت السوق الأولى للحفلات وتسويق الأعمال الغنائية، على أمل التعويض عن الخسائر التي تكبدوها بسبب الأحداث في العالم العربي.في النهاية، تبقى مصر وبيروت محطتين أساسيتين لمقياس نجاح أي عمل فني والدليل على ذلك أن الألبوم الجديد لجوزف عطية «شو بتعمل بالناس» احتوى للمرة الأولى أغنيتين مصريتين بهدف مغازلة السوق المصري استعداداً لغزوه، ذلك بمساعدة منتج أعماله أمين أبي ياغي الذي لديه باع طويل في دهاليز التسويق في مصر من خلال خبرته الطويلة مع إليسا. هكذا يمشي جوزف عطية على خطى إليسا ونوال الزغبي وغيرهما من نجوم لبنانيين حصدوا شعبية واسعة في مصر.